«الجزيرة» - عبدالعزيز السحيمي
علمت (الجزيرة) من مصادرها عن اعتماد مبلغ 30 مليون ريال سعودي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم تسجيل براءات اختراع المخترعين السعوديين في الداخل وفي مكاتب تسجيل براءات الاختراع على مستوى العالم.
وتشكل الأعباء المالية لتسجيل براءات الاختراع عائقا أمام بعض المخترعين السعوديين والتي تتراوح تكاليفها داخليا بين 15 ألف ريال إلى 18 ألف ريال؛ فيما تكلف تسجيل البراءة في مكتب براءات الاختراع في الخليج العربي من 20 ألف ريال إلى 26 ألف ريال وترتفع قيمة تسجيلها في أمريكا من 50 ألف ريال إلى 80 ألف ريال، والتي تقاربه قيمة تسجيل البراءة في دول أوروبا فيما تزيد قيمة تسجيل البراءات في مكتب (pct) التابع للمنظمة العالمية للحماية الفكرية والذي يعتمد على عدد الدول المسجل فيها الاختراع عن 100 ألف ريال سعودي.
ويشكل هذا الدعم مرحلة انتقالية للمخترعين السعوديين يمهد لزيادة أعداد المخترعين بعد أن كانت المادة عائقاً أمام مخترعاتهم وقدرتهم في تسجيلها في الوقت الذي يواصل فيه المخترعون السعوديون حصد الجوائز والأوسمة في جميع المعارض الدولية التي يشتركون فيها محققين مراكز متقدمة.
ومن جهته أعرب المهندس خالد بن مهدي آل رشيد أحد أبرز المخترعين السعوديين أن هذا الدعم يشكل إضافة مميزة للمخترعين، وهو بمثابة إصدار صكوك تملك للفكرية الملكية الوطنية داخل وخارج الوطن وسيمكن الاقتصاد السعودي من حجز وامتلاك مساحات جغرافية كبيرة في العالم للاختراعات السعودية وأشار أن الدعم سيشكل محفزا كبيرا للمخترعين المستقلين بإفراز أفكارهم الابتكارية وخاصة ما يدعم الفجوات السوقية الحالية في هذا العصر والاهتمام بالاختراعات التي تصب مباشرة في القنوات الاستثمارية للقطاع الخاص، وهنا أتمنى أن تعطى الأولوية للمخترعين المستقلين في تسجيل اختراعاتهم لأنهم الوحيدون المحرومون من مثل هذه القناة الاستثمارية طيلة العقود الماضية لأن المخترعين الذين يتبعون للشركات الكبرى والجامعات ومعاهد البحوث سيستفيدون إلى حد كبير من مبالغ تمويل الأبحاث لتسجيل اختراعاتهم.
وقال آل رشيد: كما أنه سيكون من المناسب جدا أن ينتهج مبدأ للصرف يعتمد على أن تعطى الأولوية للصرف أكثر منها للحجب وخاصة في هذا الوقت الذي يتوفر فيه الكثير من الأفكار المتميزة للمخترعين والمخترعات في المملكة وأضاف آل رشيد إن الإدارة العامة للملكية الصناعية والتي تخص براءات الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعمل بصورة مميزة خلال الفترة الماضية وتسعى جاهدة من أجل تسجيل براءات الاختراع وأصبحت قائمة الانتظار للفحص أصبحت مقبولة جدا.
وحول تسجيل براءات الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أكد الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في ندوة قبة الجزيرة التي نشرت في وقت سابق وجيزة بالإضافة إلى عدد من مسؤولي المدينة أن الموارد البشرية كانت تنقص المدينة ولذا كانت بعض الإجراءات تتطلب المزيد من الوقت والبعض يصف الأمر وكأنه تأخير وتعطيل من المدينة لتسجيل براءات الاختراع..
وأشار السويل إلى أن عدد الطلبات التي تلقتها المدينة حتى بداية شهر ذي القعدة من العام الماضي بلغ 13231 وقد بلغ عدد البراءات التي تم البت في أمرها 11523 بمعنى أن ما تم البت في أمره سواء بالموافقة على التسجيل أو رفضه بلغ 87%،هناك وطلبات لم تفحص حتى الآن تبلغ 1130 طلب.
وأضاف إن المدينة تملك 52 فاحصاً وكل طلب تسجيل ينبغي أن تتوافر فيه ثلاثة شروط وهي الجدة والابتكار وقابليته للتطبيق، ولتحقيق ذلك تحتاج على أقل تقدير مدة 3 سنوات ولدينا في المدينة فاحصون يستطيعون اتخاذ القرار بمنح براءات الاختراع من عدمه بشكل دقيق، والمدة التي نستغرقها في المدينة لا تختلف عن المعدل العالمي. وحول الإجراءات قال إنها وضعت لتتوافق مع متطلبات وضعتها منظمة التجارة العالمية أما حول المقارنة بين تسجيل البراءات بين المملكة ودبي أود أن أوضح أمراً مهماً يغيب على الكثيرين وهو أن دبي تسجل براءة الاختراع على مسؤولية صاحبها ولا علاقة لهم بها، بينما نحن في المملكة نسجل براءة الاختراع ونلتزم بحمايتها وفق الأنظمة بعد إجراء الفحص الموضوعي.
يذكر أن 99% من براءات الاختراع التي تسجل في المملكة براءات اختراع خارجية تسجل في المملكة لحماية منتجاتها، والأنظمة حسب منظمة التجارة العالمية WTO تفرض أن يعامل الأجنبي كالسعودي في الإجراءات، فإذا تم تيسير هذه الإجراءات بشكل مبالغ فيه من أجل سرعة التسجيل فقط عندها ستجد الشركات الأجنبية التي تمتلك براءات اختراع وترغب تسجيلها في المملكة الأمر سهلاً وتسيطر على الكثير من الأنشطة الداخلية، والآن براءات الاختراع السعودية المسجلة في المدينة لا تتجاوز 60 اختراعاً من 14 ألف اختراع تم تقديمه، والحديث عن الشركات الأجنبية التي ذكرت يشمل جهات خارجية تحمي صناعات بترو كيماوية وبارعة في عرض براءات الاختراع وتسجيلها ولكن ورغم ما توصف به هذه الإجراءات في المدينة إلا أن كثيراً ممن مروا بتجربة التسجيل يثمنونها ويقدرونها والأمريكيون أشادوا بها بشكل كبير مؤخراً.