Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
أكد استمرار العمل لتطبيق المواصفات العالمية.. مدير ميناء ضبا ل«الجزيرة»:
الميناء يدخل العالمية خلال ستة أشهر بطاقة مليون حاوية

حاوره - فهد الشويعر

كشف مدير عام ميناء ضبا الكابتن محمود حسين الحربي في حوار خاص أجرته معه الجزيرة أثناء زيارتها لميناء ضبا برفقة وفد قافلة هيئة السياحة والآثار عن بنية تحتية قادمة ستحدث نقلة نوعية كبيرة في ميناء ضبا على صعيد المردود المادي إضافة إلى الطاقة الاستيعابية التي سيشهدها أحدث الموانئ السعودية الواقع في المنطقة الشمالية الغربية للمملكة حيث يتميز الميناء بحماية طبيعية بالجبال من ثلاث جهات، وهو يعد أقرب الموانئ السعودية لقناة السويس وبالتالي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ومنفذها بالمنطقة على خطوط التجارة الدولية حيث تبلغ المسافة بين ميناء ضبا وقناة السويس (253) ميلاً بحرياً تقطعها السفن في حوالي (17) ساعة وبمعدل سرعة يبلغ (12) عقدة وهو أقرب ميناء سعودي للموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر، وقد تم إنشاء الميناء لخدمة المنطقة الشمالية والشمالية الغربية من المملكة حيث يقوم باستقبال ومغادرة السفن على مدار الساعة، وافتتح الميناء في 5-6-1415هـ بعد استكمال تجهيزاته، وإليكم الحوار:

* حدثنا عن نسبة الركاب في ميناء ضبا مقارنة بالموانئ الأخرى المطلة على البحر الأحمر؟

- بداية أحمد الله على حصول ميناء ضبا على أعلى نسبة في مناولة الركاب مقارنة بمينائي جدة الإسلامي وينبع حيث كان مجموع الركاب الذين تم تناولهم في الثلاث الموانئ خلال عام 2007م ما يقارب إلى 1300000 راكب وكان نصيب ميناء ضبا منها حوالي 800000 راكب. وهذا الناتج الكبير في عدد الركاب بميناء ضبا عن الموانئ الأخرى هو عائد لحادث غرق سفينة السلام 98 المصرية التي على أثرها تم تقليص أعداد السفن الكبيرة وحصرها على ما يسمى بسفن الفيجن السريعة، وهذا ما ميز ميناء ضبا في زيادة عدد ركابه ليصبحوا أكثر بكثير من ركاب الموانئ الأخرى، وهذا يعود أيضاً لقرب ميناء ضبا للموانئ المصرية مقارنه بالموانئ السعودية الأخرى وعدم إمكانية السفن الجديدة السريعة من قطع مسافات كبيرة للوصول إلى مينائي جدة الإسلامي وميناء ينبع واقتصارها على ميناء ضبا.

وللعلم فميناء ضبا منذ أن أنشئ عام 1995هـ والفارق بينه وبين ميناء جدة الإسلامي كبير في عدد الركاب بما يقارب 200 إلى 300 ألف إضافة له في العام ولكن في هذا العام كان الفارق كبيراً جداً لوجود مثل هذه النوعية من السفن.

أما عن عدد الركاب القادمين للمملكة عن طريقنا فيبلغ عددهم في وقت الذروة من 10 إلى 12 ألف راكب أما في الأوقات العادية خارج أوقات الذروة من 1500 إلى 2000 راكب يومياً.

* حدثنا عن الصادرات والواردات المارة من خلال ميناء ضبا وهل هنالك تغير من ناحية الزيادة أو النقصان وهل لديكم مشروعات قادمة تخص الصادرات والواردات؟

- الصادرات جيدة حيث إن هنالك زيادة فيها بما يقارب 40% في الترانزيت وزيادة بنسبة 35% للبضائع الواردة للمملكة، وعن المشروعات القادمة فنحن بإذن الله تعالى نقوم بتجهيز محطة سوف نعلن عنها في القريب العاجل وهي محطة حاويات ذلك للاستفادة منها من خلال الموقع الجغرافي المختص به ميناء ضبا بقربه من الموانئ الأوربية إضافة إلى قربنا لما يسمى شريان السفن (قناة السويس) حيث تكون المسافة بيننا وبين قناة السويس ما يقارب الـ17 ساعة إبحار علماً أنه بين قناة السويس وميناء جدة ثلاثة أيام إبحار فبتالي صاحب السفينة أو البضاعة يرغب في ميناء يوفر عليه الوقت والجهد وبالتالي المال وهذه الميزة موجودة في ميناء ضبا ولكن لم تستغل لسبب واحد هو صناعة النقل البحري والتحديث الذي تم فيها. وسأضرب لك مثالاً يوضح فاعلية هذه الميزة (لو كان هنالك شخص يمتلك 5000 حاوية حيث كان في السابق ينقل الخمسة آلاف حاوية على عشر رحلات بمعدل كل رحلة خمسمائة حاوية واليوم تغير الفكر هذا والمفهوم وأصبح التاجر أو صاحب البضاعة يقوم بتكبير سفينته وبالتالي يزيد طولها وعرضها وغاطسها (عمقها) وهذا هو مشكلة ميناء ضبا بما يتناسب مع نقل كامل شحنته في رحلة واحدة وبذلك يكون ميناء ضبا خارج المنافسة على سفن البضائع لأن غاطسها أكبر من عمق الميناء واقتصر على سفن الركاب التي غاطسها محدودة ولكن ولله الحمد والشكر بتوجيهات من معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ورئيس المؤسسة الدكتور خالد بن احمد بوبشيت تم تطوير ميناء ضبا بضخ استثمارات بحدود 300 إلى 370 مليون في العامين الماضيين ووصلنا الآن في عمق الميناء الحالي إلى 14 متراً بعد أن كان 9.5 وإن شاء الله خلال الست الأشهر القادمة أو أقل سنصل إلى عمق 16 متراً والـ16 متراً هذه سوف تجعل ميناء ضبا موقعاً لاستقبال السفن ذات الحمولات الأكبر وذات الغواطس الكبيرة وعلى هذا أضرب لك مثالاً حياً (لونظرت إلى السفينة التي أمامك وهي سفينة قادمة من أوكرانيا محملة بـ120 ألف طن من الشعير بغاطس 12 متراً وعندنا هنا في ضبا غاطس 9.50 متر وبالتالي ستذهب إلى ميناء جدة الإسلامي بدلاً منا وهي قادمة من أوربا ولك أن تلاحظ الفرق إلى جدة إبحار مدته حوالي 20 يوماً حيث وصلت إلى ميناء جدة الإسلامي وفرغت من حمولتها حوالي 90 ألف طن ليتبقى 30 ألف طن وتقل حمولة السفينة ويقل غاطسها بما يتناسب مع غاطس ميناء ضبا لتأتي إلى ميناء ضبا لتفريغ الحمولة المتبقية وهي الأقل ومن ثم عودتها إلى أوربا من الميناء الأقرب لها وهو ضبا) وبالتالي يكون ميناء ضبا خسر الحمولة التي فرغت في جدة لعدم توفر عمق كافٍ لدخول السفينة المحملة لموانينا في ضبا ولكن وبعد ستة أشهر من الآن نتوقع بإذن الله أن جميع السفن ذات الحمولات الأكثر سترسي في ميناء ضبا ونحن حقيقة وضعنا الغاطس 16 متراً لهدف وهو أنه الآن أُصدر من منظمة (IMO) العالمية تعليمات لقناة بنما قناة السويس أن لا يتم تعميق الموانئ أكثر من 16 متراً تجنباً للانهيارات البحرية التي قد تحدث جراء (الجشع) في صناعة النقل البحري لأنه كلما عمقوا القنوات المائية كلما أتيح للسفن بزيادة حمولاتها وبالتالي تحدث الانهيارات فحددت أن أي سفينة صنعت من عام 2007م تصنع كاشب يارد او مواقع ترسانات صناعة السفن أن يكون غاطسها 16 متراً لذلك نحن وصلنا بمينائنا إلى معدل الغاطس العالمي في المستقبل.

* كم تقدر نسبة الزيادة التشغيلية للميناء بعد التوسع التي تحدثت عنها؟

- سيكون هنالك زيادة كبيرة قد تصل إلى 200% وعلى هذه الزيادة سأضرب لك مثالاً من الواقع اليومي (هنالك سفينة تفرغ حمولتها من 30 ألف طن سابقاً قبل التعديلات الحالية لتصل إلى 90 ألف طن وبذلك تكون الطاقة الاستيعابية للميناء قد زادت بشكل كبير جداً وللمعلومية ستلاحظ أمامك الآن رصيفاً به حفاران يقومان باستخراج تربة من باطن الأرض بما يقارب 7 ملايين متر مكعب لتعميق الميناء من 9.50 متر إلى 16 متراً إضافة إلى إنشاء رصيف طوله 400 متر بكلفة حوالي 62 مليون وسيكون متخصصاً لسفن الحاويات وهذا الجزء الذي أمامك الذي يتم فيه العمل سيكون محطة حاويات طاقتها الاستيعابية حوالي مليون حاوية (وبعملية حسابية سريعة مليون حاوية ضرب ألف ريال مناولة تساوي مليار وبإذن الله سيتم الاستفادة القصوى من هذا الميناء وبشكل جيد).

* كم تقدرون معدل الربحية القادم لعام 2008م الجاري؟

معدل الدخل إذا كنا نتحدث عن الدخل السنوي فهو50 مليون لكن هذا الدخل مقتصر على نشاط واحد وهو نشاط الركاب وهنا نلاحظ أن الدولة السعودية أيدها الله تقدم أفضل التسهيلات للركاب وعلى رأسها خفض الأجور مراعاة لهذا الراكب ونوعيته لهذا يكون دخلنا جداً بسيطاً كرسم للراكب يقابله خدمة جداً عظيمة يحصل عليها الراكب بمجرد وصوله للميناء إلى أن يصل إلى للميناء الآخر الذي يقصده.

* ماذا عن ربحية الصادرات والواردات؟

- أما بخصوص الصادرات والواردات فدخلها من الثلاثين إلى الأربعين مليون ريال ولكن بإذن الله تعالى وبعد ما تم عمله في ميناء ضبا لن يكون طموحنا ولا طموح المسؤولين إلى هذا الحد من الدخل، وأنا أراهن على ميناء ضبا من سنة من الآن وستضم البنية التحتية للميناء ما بين إنشاء رصيف وتعميق وهذا هو الجزء الأكبر لأنه لو نظرت إلى صادرات تاتكوا واسترا الموجودتان لدينا في الشمال يذهبون إلى ميناء جدة الإسلامي لنقلها بسفن الحاويات واتجاهها باتجاه ميناء ضبا متوجهة إلى أوربا لأننا هنا في ضبا لا نستطيع استقبال سفن الحاويات لأن غاطسنا محدود وهو غاطس 9.50 متر وفي المقابل أقل حاوية يكون غاطسها 12 متراً وبإذن الله حنا في غضون ستة الأشهر القادمة سنصل إلى عمق معظم الحاويات وسيزيد حجم الحركة إلى ثلاثة أضعاف وسيقوم المصدرون من الحدود الشمالية باستخدام موانئ ضبا بدلاً من الموانئ الأخرى ليتوفر لديهم المال والوقت بعد أن نقوم بتوفير جو مناسب لسفن الحاويات بعد التعميق.

* ماذا عن استقبال السياح القادمين من الخارج؟

- نحن في دراسة متبادلة مع هيئة السياحة والآثار حول وضع السياح القادمين من الخارج وطريقة تسهيل إجراءاتهم بمختلف الطرق وبهذا لا تزال الاجتماعات قائمة بيننا للنظر في هذا الموضوع المهم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد