الجزيرة - حمود الوادي
بحضور الدكتور جمعان رشيد بن رقوش مساعد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بدأت صباح أمس أعمال الحلقة العلمية (مكافحة الاتجار بالبشر) التي تنظمها كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة وذلك في إطار برنامجها العلمي للعام 2008م.
وبمشاركة (67) مشاركاً من العاملين في وزارة العدل وهيئة التحقيق والادعاء العام بالمملكة العربية السعودية.
وبدئ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة عميد كلية التدريب اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني استعرض فيها محاور الحلقة وبرنامج عملها وأكد على أهميتها. بعدها ألقى د. أمجد كايد الفطافطة المشرف العلمي على الندوة كلمة تناول فيها برنامج الحلقة موضحاً أنه قد استقطب لها هيئة علمية متميزة من المملكة العربية السعودية وبريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة.
ثم ألقى مستشار الأمم المتحدة في مكافحة الاتجار بالبشر الدكتور محمد يحي مطر كلمة: تقدم فيها بالشكر لجامعة نايف على الاهتمام بهذا الموضوع المهم الذي يعد أحد موضوعات الساعة والذي لا تكاد تخلو منه دولة وتقوم به عصابات منظمة وضحاياه من المستضعفين في الأرض.
وأكد في كلمته أن هذه الجريمة تحتاج إلى جهود دولية وإجراءات حكومية لمحاربتها. مبيناً أن المنظمة الدولية قد شرعت بروتكول الأمم المتحدة لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر في العام 2000م المنبثق من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة والذي ينص على أن تقوم كل دولة بتجريم فعل الاتجار بالأشخاص, وأن تضع له العقوبة الرادعة وأن تتخذ كل دولة التدابير الاحترازية لمنع وقوع هذه الجريمة وتفادي حدوثها إضافة إلى حماية ضحايا هذه الجريمة. وأوضح أن (118) دولة صادقت على هذا البروتكول منها (11) دولة عربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية، مشيداً بجهود المملكة في هذا المجال وأنها حالياً بصدد مشروع نظام لمكافحة الاتجار بالأشخاص وهو يتفق مع المعايير الدولية ومستمد من أحكام الشريعة الإسلامية التي تحظر العبودية بكافة أشكالها وتمنع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ما يتيح للمجتمع الدولي الاستفادة من التشريع الإسلامي في هذا المجال.
عقب ذلك ألقى الدكتور جمعان رشيد بن رقوش مساعد رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بالحضور وقال: يطيب لي أن أرحب بكم في بيت الخبرة الأمنية العربية الذي شيدته الإرادة الصادقة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.
وأوضح د. ابن رقوش: إن الجامعة كانت سباقة في مكافحة هذه الجريمة التي حرمتها الشرائع جميعها وتأباها النفس البشرية وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتؤذي الضمير الإنساني وتخل بالأمن العالمي.
وأضاف د. ابن رقوش: إن انعقاد هذه الحلقة العلمية الدولية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة وبمشاركة نخبة من الخبراء العرب والدوليين يدل على السعي الجاد لمكافحة هذه الجريمة.
وأعرب د. ابن رقوش عن أمله في أن تحقق الحلقة التي استقطب لها نخبة من المختصين من الدول العربية والدول الصديقة أهدافها بالوصول إلى صياغة رؤية علمية تسهم بفعالية في إيجاد الحلول للمشكلات المطروحة وأن تكون الأوراق المقدمة إضافة جديدة و متميزة تثري الجهود المبذولة في هذا المجال.
واختتم د. ابن رقوش كلمته قائلاً: باسمكم جميعاً نرفع أسمى آيات الشكر لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين يقفون وراء نجاح هذه المؤسسة العربية وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الجامعة الذي ظل يقدم للجامعة دعماً غير محدود حتى وصلت إلى هذه المكانة المتميزة عربياً ودولياً.
وستتناول الحلقة جملة من الموضوعات المهمة منها: تعريف الاتجار بالبشر والفرق بينه وبين تهريب المهاجرين، والجرائم ذات الصلة بالاتجار بالبشر والأسباب الأساسية للاتجار، والإطار المعياري الدولي اتفاقية الجريمة المنظمة والبرتوكولات الملحقة بها حول الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، والتعرف إلى الضحايا والتحقيق والادعاء العام في جرائم الاتجار بالبشر، وحقوق الضحية، ومحاكمة المتاجرين بالبشر وتعويض الضحايا والتعاون الدولي بما في ذلك المساعدة القانونية المتبادلة وتسليم المجرمين وإسهام الشريعة الإسلامية في مكافحة الاتجار بالبشر وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.