Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
نوافذ
السؤال
أميمة الخميس

السؤال ........ هو أثمن أداة اكتشف بها الإنسان محيطه والعالم من حوله، السؤال الذي يحرك الحس النقدي الرافض أن يتناول الأجوبة القريبة والمتاحة والمباحة والمتطلع دوما إلى ما وراء استدارة الأفق، وما خلف هيبة الجبال، هو وحده من يعبد طريق البشرية نحو التقدم.

السؤال هو المعول الذهبي الذي يهدم الخوذ الصخرية التي تلتف حول الأدمغة فتمنعها عن التحليق وتجريب الأجنحة.

وهذا بالتحديد ما يحيلنا إلى أهمية تأصيل الفكر الفلسفي والنقدي في برامجنا التعليمية والأكاديمية، بل على جميع الأصعدة، لأن بذور الأسئلة وحدها حينما تزرع في العقول والأدمغة وتتعهد بالرعاية والمتابعة، لابد أن تليها غابات من المعرفة وحقول الاكتشاف. والمجتمع الذي تستأثر فيه جماعة ما بمفاتيح العلوم والمعارف، وتدعي امتلاكها الأجوبة مع إسقاط وتجريم وتخوين الأجوبة المختلفة، هو بالتأكيد مجتمع يعاني من قصور في القدرات والحواس، من خلال تعطيل لأهم الملكات والنعم الإلهية، وبالتالي يفتقد القدرة على استقراء المحيط بشكل موضوعي وشجاع أيضا.

وبنظرة خاطفة للتاريخ نجد أن جميع الحروب والمجازر في التاريخ قد انبثقت عن فكر أحادي متطرف غير قادر على تحقيق قراءة واسعة وشمولية أو القبول بنمط آخر من الأجوبة، منذ عمق التاريخ إلى العصر الحالي الذي تقوم فيه المجازر على أساس مذهبي أو عرقي كما في فلسطين أو في العراق أو في السودان.

الفكر الأيدلوجي السجن......... التعصب الديني أو المذهبي.... النازية.... الصهيونية، وجميعها عبارة عن قنابل تنفجر في وجه البشرية وتكبل وتعيق مسيرتها باتجاه تحقيق شرطها الوجودي عبر التقدم والتطور والتغيير.

ونعود إلى واقعنا المحلي ونستجير بكلمات خادم الحرمين الشريفين التي تبرق في واجهة المسيرة الإصلاحية، ودعوته التاريخية والبطولية أيضا نحو الحوار والانفتاح والمشاركة الإيجابية في المسيرة الحضارية للشعوب، لنكتشف أنها من أثمن المشاريع التي تسعى لها المملكة في أحد المنعطفات المصيرية في تاريخها.

ما يلوح به خادم الحرمين الشريفين هو الضفة الأخرى الآمنة لأمة اختارت الغد والمستقبل وترفض من يحاول أن يقهقرها إلى ظلمة الكهوف...... وسجون الأجوبة الوحيدة المختصرة والمنمطة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد