Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
يا معالي الوزير هل زرتم الصف الثالث..؟
يوسف بن صالح العويد-مشرف ومدير مدرسة سابقاً-محافظة القويعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

يا معالي الوزير أنتم أهل لإدراك خطورة الأمر، وقد طفت نتائجه على الساحة في ربوع مملكتنا الغالية..

فهذه سطور قصيرة تحكي حقيقة واقعية لا يدركها إلا من كان له قلب أولي البصيرة من هذه الوزارة المباركة، التي بيدها عقول أبناء هذا البلد الطيب، فهي تغرس والبلد يحصد ثم الأمة تأكل الثمرة، فإما هنيئاً مريئاً وإما علقماً مراً.

إنني عندما أتأمل في غرس الوزارة أرى جهوداً جبارة تحتاج إلى تتويج وحجر الزاوية فيها هو المعلم..

فالوزارة ألقت الحبل لمعلم الصفوف الأولية دون أن تبقي طرف الحبل معها لتقود الزمام وتشرق بجيل ننتظر منه الكثير.

دعني أحكي لك أمنية طالما تمنيتها وأنا أعمل في التعليم منذ أكثرمن عشر سنوات، تمنيتها لأني أعلم أن لها أثر السحر في رفع مستوى المعلم والطالب واهتمام ولي الأمر على حد سواء.. لقد عملت في الصفوف الأولية في قرى نائية وقريبة فهالني مارأيت.. ولقد رأيت معلمين مخلصين وآخرين مفرطين يدرسون الصفوف الأولية وهم الخصم والحكم، يفعل ما يشاء ويعطي طلابه ما شاء وينجح من شاء ولن يسأل عما فعل إلا يوم الدين.

جميل من الوزارة هذه الثقة ولكنها تحتاج إلى ضابط وقيد لكي نحمي بلدنا الحبيب من مخرجات تعليمية لها آثر سلبية متعددة. لا يمكن أبداً أن نتصور أن تترك الوزارة أبناءها دون قياس دقيق لمستواهم التعليمي..

أرجوك لكي تقف على الحقيقة، دعك من التقارير والأوراق وخذ معي جولة إلى عدد من مدارس المحافظات المختلفة والتي تبعد قليلاً عن إدارات التعليم وادخل الصف الثالث الابتدائي - فهو حصاد الصفوف الأولية- واسمع قراءة جميع الطلاب بلا استثناء.. ثم قف واسأل نفسك من المسئول عن نجاح هذا الطالب الضعيف الذي لا يقرأ إلا بشق الأنفس؟.. أهي الوزارة أم النظام أم المشرف أم المعلم المخلص الذي دخلته الرحمة المذمومة فسمح له بتجاوز الصف الأول والثاني أم ذاك المعلم المفرط الذي يريد الخلاص من الطالب بأي طريقة؟!.

إن السبب بكل وضوح وجلاء هو النظام لأنه فتح المجال للمعلم على مصراعيه دون قيود. وأرجو أن لا يدافع عن النظام قبل زيارة المدارس التي ذكرت لك لكي نتحاكم إلى بينة وبرهان لا إلى نقاش وجدل. فإني أدرس هذه السنة ثلاثة عشر طالباً في الصف الأول الابتدائي من أبناء هذا الوطن المعطاء وبإمكاني أن أنجح هؤلاء الطلاب جميعاً دون أن يستطيع أحد أن يعارض قراري حتى وإن كان عدد منهم لا يستحق النجاح.. وبهذا سينجح من لا يستحق النجاح وسيكون لذلك آثار سلبية على الطالب ومعلم السنة القادمة.

والحل هو القياس، والقياس بدقة من متخصصين يحسنون القياس، لكي تتم الفائدة من نظام التقويم المستمر.

وقد زاملت مدرسين أحدهما أحسن عطاء والآخر أحسن قياساً فتفوق المدرس صاحب القياس الدقيق من خلال الواقع التعليمي لأن صاحب العطاء الأحسن نجّح طلاب لا يستحقون النجاح فأتعب الطلاب الضعفاء الناجحين وأتعب مدرسيهم الجدد وأصابتهم عقبات نفسية وتحمل الطالب الضعيف ومدرسه الجديد ما لا يطاق.. ولذا أقترح:

أولاً: تكوين لجنة من المدرسة برئاسة مشرف الصفوف الأولية تقيس الطلاب أربع مرات في السنة وهي المخولة بنجاح طلاب الصفوف الأولية أو رسوبهم وما على المدرس إلا عرض طلابه على اللجنة دون التدخل في قرارها سواء النجاح أو الرسوب، وهذا له عدة فوائد:

1- رفع مستوى معلم الصفوف الأولية حيث سيحرص على نجاح طلابه عند اللجنة المتخصصة.

2- انسحاب عدد من المدرسين غير المؤهلين عن الصفوف الأولية لأنه سيقع في حرج شديد أمام اللجنة في كل فترة من فترات التقويم الأربعة.

3- حماية أبنائنا طلاب الصفوف الأولية من عقبات نفسية وخيمة كان سببها معلم مفرط وضعه في مستوى أرفع من مستواه.

4- ثقة الأهالي بقرار اللجنة المتخصصة مما سيزيد وعيهم واهتمامهم.

5- سيتفرغ مدرسو الصفوف العليا للإبداع والرعاية بدل الشعور بالإحباط أمام طالب كان لا يستحق النجاح من الصف الأول أو الصف الثاني ولكن ثغرة النظام سمحت بتجاوزه غير المستحق.

ثانيا: أن يحدد لمهارات القراءة (بالذات) زمن معين، لأن كثيراً من الطلاب يقرأ ولكن يقرأ مائة كلمة في عشر دقائق (مثلاً) والطبيعي أن يقرأها في ثلاث دقائق، ومن الضروري أن يختلف الوقت من الصف الأول عن الصف الثاني والثالث في زمن المهارة وإلا لأصبح الجميع سواسية وهذا ما لا يقبله الجميع.

وأشكر لك وقتك الذي منحتني إياه وأرجو أن تشاركني هذا الإصلاح فالأمر جد مهم.. جعلك الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد