أحد الروافد السياحية في الأحساء مزارعها التي تُعتبر مصدر دخل للكثير من أهلها حيث كان ولا يزال يُعتمد عليها في توفير لقمة العيش، لكن الملاحظ هو أن تلك الخطوط قد شقت مع بداية مشروع الري والصرف بالأحساء، ومع ذلك لا تزال تقبع تحت وطأة التراب والغبار، وبالتالي تعطيل العديد من المصالح لأهلها المتمثلة في تأخير إيصال المحاصيل الزراعية إلى السوق وتعطيل المصالح الخاصة منها والعامة للمواطنين والمقيمين بالإضافة إلى ذلك الغبار المتطاير الذي يساهم بشكل كبير في زيادة منسوبي الربو إلى مستشفيات الأحساء من أهاليها أو المارين عليها من أبناء الخليج الذين يختارون الأحساء كمصيف لهم اعتادوا عليها منذ قديم الزمان حيث بوابة المملكة وأريحية أهلها وطيب معاملتهم ولكونها ممولاً تجارياً لهم يتم من خلالها شراء حاجياتهم في الغدو والرواح.. ناهيك عن مواسم التمر الذي اعتاد أبناء الخليج على شرائه من الأحساء.. نظراً لما يتمتع به هذا المحصول من جودة عالية دون أن يجد له منافساً حيث يتربع تمر الخلاص والشيشي على كرسي التميُّز منذ القدم جودة وطعماً.. نعود فنقول إن طرقاً كهذه لها أهميتها الكبرى ينبغي أن تأخذ نصيب الأسد من العناية.. فهل يكفي كونها مساراً واحداً للذهاب والعودة وتصوروا موقف مرتاديها والمارين بها حينما يحل الظلام لولا لطف الله وعنايته ومعرفة أهلها من حيث حفظهم لكل متر يمشون عليه حتى نسوا أن يدخل الإسفلت إلى تلك الخطوط.. ألا يكفي أنها غير مضاءة فما الذي يتوقع لمرتاديها والمارين عليها؟.. ألا تتفقون معي أنها باتت تُشكِّل خطراً جسيماً من حيث كثرة الحوادث التي لا تخلف في نهايتها إلا الخسائر البشرية والمادية بالإضافة إلى أنها مصدر غير حضاري لما تتمتع به مملكتنا الحبيبة من إيرادات ومصروفات تجعلها في مصاف الدول المتقدمة.. لقد انتشرت السيارات ولم تعد وسيلة النقل القديمة موجودة حتى تصول وتجول في تلك الطرق الترابية وما هو عدد العيون المتواجدة في الأحساء التي بدأت في الجفاف الواحدة تلو الأخرى وبقي منها القليل ينتظر رحمة ربه في اللطف بها لتنضم إلى مصادر السياحة الحيوية في الأحساء من حيث استمتاع الأهالي والمصطافين بالسياحة فيها.. فكيف سيصل كل مرتاديها إليها مع وجود هذه الطرق الضيقة والملتوية التي لا تحمل في طياتها أرقى معاني الحضارة والتقدم ولا تعكس التطور الذي تشهده البلاد.. كما أنها ستسهل تنقل أهالي تلك القرى حيث تربط الكثير منهم علاقات أسرية ولكثرة الموظفين من أبناء تلك القرى الذين تحتضنهم عدة شركات من أهمها أرامكو وسابك خدمة للوطن وكسباً للعيش الحلال ها هم أهالي الأحساء بمدنها الثلاث وقراها التي تزيد على الخمسين والهجر المتناثرة من حولها يتطلعون إلى اليوم الذي يرون فيه طرقهم الزراعية.. وقد كساها السواد وابيضت لياليها بالإنارة فضوء القمر وحده لا يكفي.. وليتسنى لرجال الأعمال إقامة المشاريع السياحية على جنبات تلك الطرق المعبدة لتنضم إلى قاطرة المواقع السياحية التي تتمتع بها بلادنا الحبيبة في ظل قيادة حكيمة ينشدها رجال مخلصون عودونا على تقديم كل ما من شأنه رفعة الوطن وأهله.