قبل أشهر مضت كنت وعدد من الزملاء الإعلاميين في زيارة لأرامكو الشركة ضمن دورة إعدادية لتغطية أعمال قمة أوبك الثالثة التي احتضنتها الرياض العاصمة نهاية العام المنصرم. في إحدى محاضرات تلك الدورة قطع أحد المحاضرين حديثه ومال بشقه الأيمن مشيراً إلى إحدى الجهات قائلاً: على بعد أمتار من هنا بدأ الخير!.. كان يقصد الخير (الصفة) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على البئر رقم 7 في زيارته للمنطقة؛ حيث أول اكتشاف للنفط بكميات تجارية.
كان بئر الخير ترجمة حقيقية وهبة إلهية من المولى عز وجل ليقين عبدالعزيز الملك القائد الموحد الذي حمل أركان الوطن على كتفيه ورسخها بالعدل والمساواة بتطبيق شريعة الله على الأرض..
عبدالعزيز الملك الإنسان حول إيمانه الراسخ بالوطن إلى طاقة استمدها الأبناء من بعده لمواصلة البناء, فالمملكة العربية السعودية ليست البلد الوحيد الذي حباه الله بنعمة النفط أو الموارد الطبيعية لكنه تجربة فريدة لنموذج القيادة الواثقة بالله أولاً ثم بالأرض والإنسان لبناء وطن شامخ في ظرف عقود لا تمثل شيئاً بحساب الزمن.. تحول النفط إلى بركة غمرت الأرض وأطلقت العنان للبناء والتعمير وتذليل الصعاب.. كثيرة هي الدول التي تملك الموارد الطبيعية لكن الدول التي تملك اليقين بالمستقبل والثقة بالإنجاز قليلة..
أعود إلى زيارتنا لأرامكو وأستذكر حقيقة أدهشتني وهي أن حجم المعلومات التي يملكها مركز البحث والتنقيب في شركة أرامكو لو وضع بشكل كمي تقريبي لوصل إلى القمر وعاد أكثر من عشرين مرة!
تجربة أرامكو اليوم وهي تحتفل بمناسبة مرور 75 عاماً على إنشائها وبتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لها وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي حدث يدعو كل مواطن سعودي وعربي بل وإنساني للفخر والاعتزاز بتجربة شركة وطنية عملاقة ساهمت في نماء ورخاء البلاد والعالم .. ولسان حالنا اليوم يقول: مبارك للوطن والعالم أرامكو في طريق الإنجازات الطويل.