بعد أن أرسلت مقالتي السابقة والتي كانت بعنوان (متلازمة الدبدبة) إلى الجريدة للنشر والتي تتناول ظهور بوادر مرض غريب يصيب الإبل التي ترعى أو رعت في منطقة الدبدبة على وجه التحديد والذي أسماه الباحثون (متلازمة الدبدبة) على غرار (متلازمة داون) التي تصيب الإنسان فتغيّر بعض ملامحه الخلقية كالعينين أو الأذنين أو الرأس وتحدّ من نمو الذهن، أقول بعد أن أرسلت مقالتي تلك جاءني الزميل الابن سامي الفليّح سكرتير تحرير جريدة (شمس) الشبابية وهو يتأبط صوراً ملونة لناقة صغيرة -بكره- تختلف عن سائر الإبل من حيث (اللون) وذلك لاحتوائها على لونين اثنين (أشعل وأبيض) أي (شعضا) أو بتعبير أهل البادية (شعلا - وضحاء) وهو شكل لم يألفه مربو الإبل منذ بدء الكون بالإضافة إلى أن عيني البكرة (صفراء) تشبه أعين من أصيبوا بداء الكبد أو (أبو صفار). وما أن رأيت صورة البكرة الغريبة حتى صرخت بالابن سامي يا ليتك أحضرت لي هذه الصورة والخبر قبل إرسال مقالتي إذ ربما يكون لهذه الناقة علاقة ب(متلازمة الدبدبة) التي ينكب بعض العلماء على دراستها اليوم لا سيما أنني فهمت من (سامي) أن صاحب (الفكرة) سيحملها إلى جامعة الملك فيصل في الأحساء لأن هنالك قسم مختص بدراسة الإبل وسلالاتها وأمراضها أيضاً، كما أنني كتبت موضوعاً بهذا الخصوص وأرسلته إلى جريدة الجزيرة إذ إنك لو أخبرتني يا سامي قبلاً لربطت بين الموضوعين لعل ذلك يفيد في الإسراع بتشخيص هذا المرض (متلازمة الدبدبة) مع أنني أتمنى من القلب أن تكون هذه البكرة الجميلة والتي أسموها في جريدة شمس (البكرة الإنجليزية) معافاة من أي مرض مما يشجع على تهجين إبلنا التي مللنا من ألوانها الثابتة كذلك قد يشجع الأمر على أن تهجّن الإبل الآسيوية ذات السنامين مع إبلنا ذات السنام الواحد لينتج جيل ثلاثي السنام مما يعفي ركابها من (الشداد) فيصبح بمقدورها أن تحمل (مردوف) آخر غير الراكب وفي هذا ضرورة حربية للمغازي التي كفانا الله شرها بفضل موحد هذه البلاد الذي ألغى الغزو وحقق الأمن والأمان ألا وهو الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.
***
وبمناسبة ذكر (المتلازمات) وهذه الناقة الغريبة التي آمل ألا تكون مصابة (بمتلازمة الدبدبة) والتي آمل أيضاً ألا تكون متلازمة الدبدبة هي نتيجة لمرابطة قوات التحالف الدولية في تلك المنطقة في حرب تحرير الكويت لأن تلك القوات تركت خنادق و(أحافير) و(عقوم) يقول رعاة الأغنام أن العشب الذي ينمو حولها يصيب الأغنام بأمراض تؤدي للنفوق!!، أقول لهذه المناسبة فإنني أتذكر أنني كتبت قصيدة تعود إلى عام 1992 بعيد الحرب بعنوان (الناقة الإلكترونية) هذا بعض نصّها:
الناقة الآلية
تعرّضت لموجة من اليورانيوم المشعّ
فأصبحت وحيده الخليّة
دخلت مجال الليزر النفاذ
فاخترقت عظامها الأشعة السينية
تحولت لهيكل عظمي من فولاذ
وكتلة من الأسلاك
والأضواء
يدور في فضائها
دم ملون أخاذ
وذرات أيونية
= = =
والناقة الآلية
رغت رغاءً مدهشاً
يقطّع الفؤاد
وجلجلت في دمها المعادن الغنية
نفثت لهيباً أزرق
يكلّس الهواء
وانطلقت من جوفها
أدخنة بنيّة
صار الحليب أسود
يسير في ضروعها الشفافة الزرقاء
وتخرج الغازات من مسامها
وفجأة طار أعلى سنامها
وانطلقت سحابة كونية
وكانت الناقة في خدر الاعاقة باركه تجتّر:
نفاية ذرية!!