حوار - عيسى الحكمي
في يوم الوفاء للنجم الوفي.. أسطورة الأجيال ونجم النجوم.. ماجد أحمد عبدالله.. الاسم اللامع في كرة القدم من المحيط إلى المحيط.. الحاضر الذي لا يغيب.. مهما تحدثنا عن ماجد فلن نفيه حقه لأن كثيراً من الكلمات التي تختصر ما يستحق هذا النجم فقد نفتقد تحضيرها على الورق.
لذلك ومن منطلق الوفاء لنجم الوفاء كان يجب أن نفتش عن شخصية ذهبية بحجم ماجد الذهبي لتتحدث عن النجم المكرم في هذا اليوم أمام النادي الملكي الإسباني.. فلم يكن أجمل ولا أروع من أن يكون الحديث مع الأمير الذهبي فيصل عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر.. صديق ماجد الصدوق.. فيصل الذي ودع رحلة ماجد الكروية بالدموع في عام 1998 واليوم يأتي الوداع في عهد إدارته الثانية ليكون الفيصل في أهم يومين في حياة ماجد عبدالله.
الأمير فيصل تحدث عن جوانب هامة، وكعادته سجل لقطات لا يسجل مثلها إلا ماجد في الشباك.. فإلى حوار خاص مع الرجل الخاص.. في اليوم الخاص لاعتزال النجم الخاص جداً.
* سمو الأمير تحتفل الرياضة السعودية اليوم بنجمها الأسطوري ماجد عبدالله، هذا الحفل يرعاه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض.. كيف ترى انعكاس ذلك على المناسبة الكبيرة؟
- مهما وصفت هذه اللفتة الجميلة لا أستطيع أن أقول إلا إنها تشريف حقيقي للرياضيين جميعاً ولماجد خصوصاً، هذا التشريف دليل أن هذا البلد الغالي لا ينسى أبناءه البررة، ماجد يستحق هذا الشرف، إن مجرد موافقة الأمير سلمان على إقامة الحفل تحت شرفه هو تكريم وتشريف لكل الرياضيين.
* سمو الأمير وأنت من أكثر من الشخصيات الرياضية قرباً من ماجد.. ماذا تقول عنه في يوم تكريمه الكبير؟
- للأمانة في تاريخنا الرياضي هناك أناس كبار تحدثوا عن ماجد، وفي تاريخ قارة آسيا الرياضي وحتى شخصيات ومدربين عالميين أيضاً تحدثوا عن ماجد بما يستحق وبما يوازي نجوميته الكبيرة، بالنسبة لي ماجد هو الأميز، وهذا التميز مصدره أن أعماله هي التي تتحدث عنه، ماجد حقق كل شيء لا يتكرر، ضرب الأرقام التي لن تتكرر، من أول ظهور رسمي له كان هداف دورة تبريز، ومن بداياته على مستوى فريق النصر كان الهداف الأول وعلى مستوى الدوري السعودي هو الأول بحصوله على لقب الهداف ست مرات منها ثلاث مرات متتالية لن تتكرر أيضاً، ماجد أول لاعب سعودي يتم اختياره عميداً للاعبي العالم، والأكبر من ذلك أن حفل تكريمه يأتي بعد 10 سنوات وخلال هذه السنوات لم ينس أحد ماجد ومتى يقام هذا الحفل؟
ويتابع إجابته: ماجد اعتزل وأنا رئيس للنادي عام 1998 وعندما عدت الآن للرئاسة وخلال الجمعية العمومية سئلت عن موعد حفل اعتزال ماجد، وفي كل مرة أتبادل الحديث مع جماهير النصر أجد الجماهير تسأل عن ماجد وحفل تكريمه، برأيي لا يوجد أحد ولا منطق يصدق أن لاعباً انقطع عن الرياضة 10 سنوات ولا يزال حديث الساحة إلا ماجد لأنه الأميز، ماجد شاهد إثبات حقيقي على أن الحب لا يقبل الرتوش، ولا يشترى بمال، وإنما الحب والتقدير يأتي من خلال العطاء، وماجد يجد من الحب والتقدير ما يوازي عمله الكبير الذي قدمه لبلده عبر منتخبها الحبيب ونادي النصر العزيز.
ويتوقف قليلاً ثم يواصل: ماجد عبدالله كسب حب الجماهير السعودية بمختلف ميولها ولازال ماجد هو ماجد منذ عرفت، لازال يجد التصفيق في كل مكان يدخله وهذا دليل انه الألمع وغير المتميز لا يلمع، ومهما قلنا وعدنا فإننا لن نفيه حقه سواء تحدثنا عن أخلاقه الرائعة أو عن مستواه الفني الثابت أو أهدافه وحتى اعتزاله الذي تأخر 10 سنوات أو عن التغني به والقصائد التي تصفه، لن نصل لنهاية في الحديث عنه لأن حب ماجد مثل تاريخ ماجد شيء نادر.
* عندما تأتي مناسبة التكريم أمام ريال مدريد العريق.. هل يرى سمو الأمير أنها خير تعويض لسنوات الانتظار؟
- طبعاً أسباب التأخر كثيرة، لكن الأهم أن نجم مثل ماجد لا يمكن أن تقيم له حفل اعتزال يمر مرور الكرام، أو مباراة يبدأ وينتهي الكلام عنها في يومها، وجود ريال مدريد برأي دليل قاطع على أن اعتزال ماجد غير عادي كما هو ماجد نجم غير عادي، وجود ماجد وجماهيره الكبيرة وريال مدريد بطل إسبانيا في العامين الأخيرين وأعظم نادٍ في العالم دليل على أن ربي وفق ماجد ليعوض كل شيء، شخصياً اعتبر حضور ريال مدريد مفخرة للنصراويين لأن النصر للمرة الثانية يلتقي به والجميل جداً أن المرة الأولى كانت في أول مباراة في نهائيات كأس العالم للأندية عام 2000 التي سجل التاريخ فيها أن ضربة البداية لتلك البطولة كانت بين النصر والريال، واليوم تتكرر المواجهة في حفل اعتزال أهم لاعب نصراوي وسعودي وآسيوي مر على التاريخ.
* إذاً ريال مدريد هو هدية النصراويين الكبيرة لنجمهم الكبير؟
- وجود ريال مدريد هو هدية مقدمة من شخصية نصراوية عزيزة جداً علينا هو الأمير فيصل بن تركي لنجم النجوم ماجد عبدالله وللكرة السعودية، الأمير فيصل مهما قلنا عنه لن نفيه حقه، فيصل أثلج صدورنا كثيراً بهذه الهدية، عوض صبر ماجد وجماهيره بطريقة الكبار، ليكون حفل اليوم خير تكريم للنجم الأساسي والمميز والمحافظ على مكانه في المنتخب والنصر من بدايته حتى اعتزل، لفيصل بن تركي كل الشكر وكذلك للجنة التي تعمل معه وعلى رأسهم العزيز جداً سامي الطويل الذي أعتبره جندي مجهول يعمل ليل نهار وبعيداً عن الفلاشات ولك أن تتخيل أنه كان في اجتماع للجنة قبل زفافه بليلة واحدة.
* في عهد إدارتك الأولى اعتزل وفي إدارتك الثانية يتم تكريمه.. عن التاريخين ماذا يقول فيصل بن عبدالرحمن؟
- في الحقيقة عندما أعلن ماجد اعتزاله في عهد إدارتي الأولى حزنت كثيراً، لأن القرار كان صعباً في كل شيء، فهو اعتزال أهم لاعب في تاريخ النادي والمنتخب، القرار جاء مباشرة مع تتويجنا ببطولة آسيا، أضف لذلك صداقتي مع ماجد ومعرفتي الكبيرة به كانت مع ما قلت تشكل أمراً محزناً لي أن يعتزل في عهد إدارتي، الآن أنا من أسعد الناس أن يكرم وفي عهد إدارتي ويعوض صبر السنين بحفل كبير يتقدمه أمير الرياض المحبوب سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
* عندما أعلن ماجد اعتزاله جمدت رقمه الشهير (9)، هل تفكر بتكرار القرار الآن؟
- لا لن أفعلها مرة أخرى لسبب مهم هو لطالما رحمة الله عليه والدي ورمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود أعاده فلن أعيده، وبالمناسبة هنا أوضح شيئاً.. الأمير عبدالرحمن عندما أعاد الرقم كان لديه بعد نظر في شيء آخر، ويجب أن يفهم الناس أن مكانة ماجد عند عبدالرحمن بن سعود لا يمكن قياسها، فماجد ظهر على يد عبدالرحمن بن سعود وترعرع وتألق وأصبح نجم النجوم وعبدالرحمن بن سعود يرعى كل خطوة من خطواته، لازلت أذكر عندما كلمني قبل إعلان ماجد الاعتزال وقال لي بالحرف الواحد، لا يمكن أن يعتزل ماجد إلا وأنا أول واحد في لجنة تكريمه، كنت أتمنى أن يكون معنا اليوم ليشاهد الناس مدى حبه لماجد، شيء آخر مهم أحب ذكره أن مسيرة ماجد رعاها إلى جانب الأمير عبدالرحمن الأمير المحبوب فهد بن سلطان فهذا الرجل له دور جوهري في كل ما وصل له ماجد ولا يمكن أن يذكر ماجد إلا ويذكر قبل ذلك فهد بن سلطان بدوره المؤثر في مسيرته.
* من إجابتك أشعر أن فرحتك ينقصها شيء اليوم؟
- لست وحدي بل كل نصراوي من أكبرهم الأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة أعضاء الشرف والأمير منصور بن سعود رئيس المكتب التنفيذي حتى أصغر مشجع وماجد نفسه الجميع حزين لعدم وجود الأساس في كل شيء، عبدالرحمن بن سعود الأساس في وجود النصر ووجود نجومه ووجود ماجد ويكفي أن نذكر كيف تحدى سموه مدرباً عالمياً كبروشتش ليثبت نجومية ماجد وكسب في مناسبة (الريال) الشهيرة، أيضاً لا يمكن أن ننسى وقفات الأمير المحبوب الأمير فهد بن سلطان هي الأخرى سر من أسرار نجومية ماجد وبقاء ماجد على القمة حتى النهاية، فهذا الرجل له دور جوهري في كل ما وصل له ماجد ولا يمكن أن يذكر ماجد إلا ويذكر قبل ذلك فهد بن سلطان بدوره المؤثر في مسيرته.
* فيصل بن عبدالرحمن ما هي أهم ذكرياته مع ماجد؟
- كثيرة جداً، من البداية وأنا مع ماجد، والحمد لله كل ذكرياتي معه جميلة ومميزة، من أول ما أخذ المنتخب كأس آسيا عام 1984 وتأهل لأولمبياد لوس انجلوس وهدفه في البرازيل، وإنجازاته مع النصر من عام 1986 حتى 1998، وتألقه في كأس آسيا في الدوحة ومساهمته بهدف تاريخي على إيران في نصف النهائي في تحقيق اللقب للمرة الثانية، ومروراً بجميع المحطات بما فيها كأس العالم 1994 التي ذهبت لمشاهدتها مع الأمير محمد بن منصور والأمير خالد بن منصور حباً في المنتخب وحباً في ماجد الذي كان أول قائد سعودي في مونديال كأس العالم، ذكريات كلها مميزة.
* من بين تلك المواقف ألا يوجد موقف خاص تذكره اليوم لأول مرة؟
- والله هي أغلبها مواقف مفرحة، الحزن فيها قليل، لكن أعتقد أن المواقف المؤثرة فيها اثنان، الأول مفرح وهو عندما قال الناس إن ماجد انتهى كلاعب بعد نهائيات كأس العالم 1994 ليأتي في الموسم 1995 ويرد بطريقة لا يجيدها غير ماجد عندما قاد النصر لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في النهائي ضد الهلال يوم سجل هدفين من ثلاثة أهداف أحدها لا ينسى عندما جمع ماجد فيه حيوية شبابية وخبرة عطائه وأكد أنه نجم فوق العادة، وأعطى الدرس لمن شككوا في قدرته على الاستمرار بالطريقة المفضلة له والمزعجة لهم.
أما الموقف الثاني فهو بالنسبة لي محزن وهو عندما سقط على أرض استاد الملك فهد الدولي بالعاً لسانه أيام (موضة بلع اللسان) لا أعادها الله، أذكر المباراة كانت ضد الهلال في عام 1997 وهي أول سنة في رئاستي الأولى، لم يمر علي مثل ذلك الموقف لقد تسمرت في مكاني، وهذا الموقف من الأسباب التي جعلتني ابتعد عن مقاعد الاحتياط ذلك الموقف الذي لا أتمنى أن أراه لأي لاعب مستقبلاً.
* تحدثت عن ماجد اللاعب.. ماذا عن ماجد الإداري الذي عمل معك مشرفاً على الكرة بعد إعلان اعتزاله؟
- إذا كان ماجد مميزاً كلاعب فهو مميز أيضاً في كل شيء، مميز في أطروحاته وفي رؤيته للأمور، ماجد مختلف عن الكثير في كل شيء، إدارياً كان رائعاً وأبرز تميزه واختلاف تفكيره عن الآخرين في مواقف عدة منها أنه رفض الذهاب مع الفريق لكأس العالم للأندية لأنه يرى أن مصلحة الفريق العامة في تواجده بجانب شباب النادي وفي تلك الفترة سجلنا لاعبين بارزين من بينهم سعد الحارثي.
* هناك من رشح ماجد ليرأس النادي في يوم من الأيام.. هل تجد في أبي عبدالله الملكة الإدارية لتسلم مثل هذا المنصب؟
- بدون شك ماجد قادر على النجاح في أي مجال يستلم مسؤوليته، وبالمناسبة هذا الشيء عندما يبرزه الناس فهو دليل على التميز الذي تفرد به ماجد، تخيل ماجد دائماً محور تفكير الناس في أي أطروحة بل يفكرون فيه أكثر من غيره، اعتزل قبل 10 سنوات وحتى الآن اعتزاله محور السؤال، الثقة في ماجد من الناس ليست بسيطة، أعتقد أن عقلية ماجد منحته هذه الثقة وستمنحه النجاح في أي مجال يقوده، وبالمناسبة ماجد الآن له دور فعال في النادي والكل يلمس تعاونه وتواجده ومؤازرته وحضوره الهام في اللجنة الرباعية.
* هل سترشحه إذا دخل السباق على الرئاسة؟
- أنا أول المرشحين لكل شخص يحب النصر فما بالك بماجد الذي أعرف حبه، أعرف ما قدمه للنصر، وأعرف المواقف التي ضربها من أجل النصر متحدياً ظروفاً كثيرة، ماجد يا عيسى لم يقل في يوم أريد شيئاً، هذا الرجل ضحى لأجل هذا الكيان بكل شيء.
* أبو فهد من خلال تقييمك هل حصل ماجد على كل ما يستحق؟
- الشيء المهم أن كل إنسان يأخذ المكتوب له، ماجد اجتهد وأبلى ونجح وتعملق وأعتقد أنه نال شيئاً كثيراً مما يستحق ولايزال يستحق والدليل أن الإنجازات والأرقام تطارده حتى بعد اعتزاله، قبل سنتين مثلاً اختير من ضمن خبراء الفيفا وفي القادم أتوقع أن نسمع الجديد عن ماجد الذي تفرد بالاستمرار لأنه وضع قاعدة صلبة لمسيرته ومن الصعب أن نقول إن نجم بحجم ماجد يستحق كذا وكذا فهو يستحق منا كل شيء.
* في مسيرته الكروية الباهرة إذا طلبت منك اختصارها بكلمة ماذا تقول؟
- أقول ماجد انطلق نجماً متألقاً بلقب هداف دورة تبريز عام 1977 وأنهى مشواره بطلاً مع النصر بكأس آسيا مع نجوم كبار يتقدمهم ماجد ويليه العالمي سويتشكوف الذي سجل هدف النهائي ضد سامسونج الكوري وكان قبله ماجد قد سجل هدف التأهل في نصف النهائي، ويكفي أن ماجد جعل الرقم تسعة في العد قبل رقم واحد.
* أعرف أن الحديث عن ماجد واسع ومتشعب لكن كما بدأت بكلمة عن ماجد ماذا تقول لماجد في يوم تكريمه؟
- ألا يا أبو عبدالله كفيت ووفيت.. أنت إنسان متميز أعطاك الله على قد نيتك الطيبة وعطائك الكبير، ربي يوفقك في حياتك.