فقد الوطن ابنه البار المتميز علماً وعملاً وثقافة معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين مجلس الشورى. |
ولقد وددت أنني كنت أول من بكاه، ولكن عاقني هول الصدمة وعظم المصيبة وانشغالي باستقبال المعزين صباحاً ومساءً. رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فسيح جناته. |
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} |
آن للدمع أن يسيل سخينا |
ولذي الود أن يعيش حزينا |
فلقد أخفت المنية نجماً |
فيه هدي لمن مشوا مدلجينا |
غيبته يد المنون وأمسى |
بين إخوانه الكرام دفينا |
إنها الساعة التي كنت أخشى |
وتخيف بهولها الصابرينا |
أفقدتنا الحبيب من كان حقا |
نابها مخلصا وفيا أمينا |
إنه صالح المميز أكرِم |
بالذي ما ارتضى سلوكا مشينا |
عاش في قومه شريفا نزيهاً |
لم تدنسه شهوة الطامعينا |
وتسامى إلى الفضائل عشقاً |
وأقام له البناء المتينا |
ولقد كان للثقافة فينا |
رمزها الصادق المجد الفطينا |
من عرفناه للمعارف خدناً |
وعرفناه بالبحوث مكينا |
وعرفناه طالباً لعلوم |
وبإدراك ما أراد قمينا |
إنه لذوي العزائم رمز |
ومثال للنخبة النابهينا |
فكره شعلة تضيء دروباً |
مظلمات لمن بدوا حائرينا |
وأرى حبه البلاد صدوقا |
مثل حب البنين للوالدينا |
والولاء لأرضه قد أتاه |
من ولاء جدوده الأكرمينا |
من أحبوا البلاد حب وفاء |
وغدوا هم جنودها المفتدينا |
إنه المخلص الكثير عطاء |
والمثال الجميل للمبدعينا |
جعل الحب منهجاً ورعاه |
بوفاء رجالنا المخلصينا |
ومضى حازماً بجدٍ وعزمٍ |
واثقاً بإلهه مستعينا |
نحو ما يرفع البلاد مقاماً |
لتكون الأعز في العالمينا |
لم يكن قط عاجزاً أو كسولاً |
لا ولا كان يرتضي المهملينا |
سيرة تبهر العقول نقاءً |
وأداءً يحير الفاهمينا |
وسلوك محبب وجميل |
يعجب الصالحينا والمتقينا |
ابن عمي أبو هشام تحلى |
بصفات الهداة والمحسنينا |
وسما بقناعة عن عيوب |
قد تفشت في عالم الخاطئينا |
إن فقد أبي هشام مصابُ |
روّع الأهل كلهم أجمعينا |
روّع المجلس الحبيب وأبكى |
كل عضو وأحزن العاملينا |
يا إلهي أعظم لنا الأجر فيه |
ربنا ارع بناته والبنينا |
يا إلهي وجد ومن عليه |
برضاك يا أكرم الأكرمينا |
رب أسكنه جنة الخلد فضلاً |
رب أنزله منزل الصالحينا |
|