لا تخلو أحلام أي فتاة من صور رومانسية حالمة لشهر العسل بما فيه من رحلات وسفر ونزهات ودلال. حتى بات شريط أحلام الزواج بأكمله متوقف على صور ومشاهد شهر العسل، والذي قد يعود سبب تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الكلام والتعامل الرقيق المعسول المتوقع من الزوجين خلاله. فتشبيه أولى أيام الزواج بالعسل، ليست مستغربة.. فلا أحلى أو ألذ من العسل. ولكن الغريب في الأمر أن يكتفي بأن تمتد أيام العسل إلى 30 يوماً فقط؟! ومن بعدها تبدأ لوحة جديدة بمشاهد أخرى من مسرحية الحياة الزوجية. حتى أنا لنجد أن معظم شكاوي الزوجات الجديدات أن (الزوج تغيّر ولم يعد رومانسياً كما في أيام شهر العسل). والمضحك المبكي أن يرد بعض الأزواج مبررين ومدافعين بقولهم: (طبعاً.. لابد أن أتغير فقد انتهى شهر العسل وانتهت أيامه ولا بد من العودة للواقع)!!!
وكأن شهر العسل برقته وعذوبته أصبح تمثيلية لابد منها كمتطلب أساسي للبدء بمعترك الحياة الحقيقية.
أشعر أننا ظلمنا أنفسن ورسمنا صورة غير مكتملة الملامح للحياة الزوجية بهذه التسمية. فكلنا بلا استثناء رجالاً ونساءً ننشد السعادة الزوجية ونتمنى أن يكون كل يوم فيها أجمل وأحلى من العسل، ولكن بإطلاق تلك التسمية (شهر العسل)، وإعلان أننا نعيش تلك الفترة على من حولنا من الأهل والأصحاب، جعلنا لا شعورياً نكتفي بأن يكون حظنا من العسل شهراً واحداً فقط من حياة قد تمتد لأكثر من خمسين عاماً بإذن الله.
ألا نتمنى جميعنا أن نتذوق حلاوة الحياة كل يوم؟ ألا نتمنى أن نعيش عمرنا كله رغم المصاعب والظروف المختلفة في بحر من معسول الكلام ومعسول التعامل؟!
إذاً.. فلندع عنّا شهر العسل ودعونا نطالب ب((عمر العسل))..
فتحية البرتاوي
Bartawi1@gmail.com