انتهت ألعاب بكين الأولمبية قبل أسابيع, وعاد الوفد السعودي منها كعودة السائحين الذي يعودون من سفرهم, هبطوا بطائرتهم مثلها مثل أي طائرة قادمة, وأنهوا
إجراءات الدخول الرسمية مثل غيرهم من القادمين. أمّا الإداريون في الاتحادات الرياضية المختلفة, فقد عادوا إلى عملهم في اليوم الثاني وكأنّ شيئاً لم يكن, عادوا إلى (المعاملات) الورقية مثلهم مثل العاملين في مطابع الورق, كل ما هنالك: استلم المعاملة ثم ورّدها ثم اقرأها ثم اشرح عليها ثم اكتب رداً على الخطاب ثم صدّر المعاملة, حينها يشعر مسؤول اتحاد اللعبة أنه عمل شيئاً كبيراً.
وقبل رمضان بأيام جال المعنيّون بخسارة بكين الأسواق المحلية واشتروا (مقاضي) رمضان وعادوا إلى منازلهم استعداداً لليوم الأول من الشهر الفضيل, وشيئاً فشيئاً حتى عادت العجلة كما كانت وعاد الروتين الإداري مثلما كان، واستقرت الألعاب الرياضية الأولمبية في منطقة الراحة لأربع سنوات قادمة، ثم تهب الألعاب قبل أولمبياد لندن بشهرين حسب المعاملات والشروحات والردود كالعادة.
الألعاب الأولمبية ليست معاملات روتينية فحسب, إنها جهد يومي وخطط إستراتيجية وتنمية موارد بشرية وصناعة مواهب واختيار قياديين في مجال اللعبة وليس إداريين فقط.
وببساطة: تزويد ممثلي الألعاب الرياضية بالأرقام القياسية المتحققة في بكين, وتدريب المواهب طوال الأربع سنوات القادمة للوصول إلى هذه الأرقام واجتيازها, وعندما تحين الألعاب الأولمبية في لندن بعد أربع سنوات، نكون قد اجتزنا بالتدريب والمحاكاة جميع الأرقام القياسية في بكين.
ما الصعوبة في تطبيق ذلك؟!!! سؤال مطروح للمعنيين بالأولمبياد.
Ra99ja@yahoo.com