القاهرة - مكتب «الجزيرة»- ضياء عبدالعزيز:
أعلنت جامعة الدول العربية مؤخراً تسمية رئيس بعثتها وترافق ذلك مع إبداء عدد من العواصم العربية المؤثرة رغبتها في إيفاد مبعوثيها بغية التواصل والتنسيق سواء مع العراقيين أنفسهم أو الدول العربية والإسلامية التي تستعد هي الأخرى لفتح قنوات اتصال لتمرير المساعدات الإنسانية والفنية واللوجستية التي تحتاجها الحكومة العراقية.
(الجزيرة) حاورت المسؤول العربي الأول عن الشأن العراقي وهو السفير هاني خلاف رئيس بعثة الجامعة العربية في العراق الذي أعلن أنه سيبدأ مهام عمله الجديد مطلع أكتوبر المقبل، وأن الأولويات لديه ستكون للمطالبة بالحفاظ على العراق الواحد بتنوعه الحضاري والثقافي والديني وتشكيل المظلة الجامعة للمواقف الوطنية ومصلحة البلاد العليا وإذكاء روح المواطنة وتنشيط الحراك السياسي والاقتصادي وتوفير وتأمين الاحتياجات الإنسانية والفنية المطلوبة من الدول العربية.
واعتبر خلاف في حوار خاص لـ(الجزيرة) أن تعدد القوي والطوائف في العراق يعطيها قوة وأن اختلاف الأحزاب هناك دليل صحة وحيوية النظام السياسي، لكنه مطلوب في الوقت نفسه القبول بالقواسم المشتركة ورأي الجماعة للحفاظ على بقاء النظام وسيادة القانون. وقال خلاف إننا أسري للصورة السلبية المنقولة عن العراق من خلال وسائل الإعلام التي تسعى للتركيز على الخبر السيئ دائماً، لكن المدقق والراصد للأوضاع على الأرض يجد أن البداية فيها قدر من الواعدية، فالنشاط الإعلامي متعدد الاتجاهات فهناك 14 محطة تليفزيونية وأكثر من 12 جريدة تصدر بصفة يومية والمجالس النيابية والمحلية تعمل بحرية كاملة والديمقراطية تتنقل وتتطور وتحبو وقد تكون من أقوى تجارب الديمقراطية في المستقبل لكنها الآن محكومة بوجود محتل وضغوط لا يمكن تفاديها في الوقت الحالي.
أكد أن أسوأ ما في المشهد العراقي هو الوضع الاقتصادي حيث إن قطاع النفط فقط هو الذي يشهد انتعاشا ملحوظاً خصوصاً وأن الأنظار جميعها تتجه إليه، وأشار إلى أن غياب الإحصاءات ومراكز الأبحاث يجعل من الصعب التعرف على مشكلات النشاط الصناعي والزراعي لتوفير الحلول المناسبة، وقال إنه سيسعي للتعامل مع كل هذه المشكلات من خلال إنشاء أرشيف لما يسمي بالبعد الاقتصادي للأزمة العراقية سواء في الاستثمار أو تجارة الخدمات أو التشغيل.
