«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح:
افتتح مساء أمس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام برج (إنسان) الذي يقع بحي المعذر على طريق الملك فهد تقاطع ميدان القاهرة.
وفور وصول سموه كان في اسقباله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية بالجمعية وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، في البداية قام بقص الشريط إيذانا بافتتاح البرج، ثم قدم كوكبة من الأطفال النشيد الوطني وهم يلوحون بأيديهم حاملين علم المملكة الخفاق والابتسامة ترتسم على محياهم وهم يستقبلون الأمير سلمان الإنسان، ثم ألقت الطفلة ريناد قصيدة رائعة وجميلة حظيت بتقدير وثناء الجميع.
بعد ذلك أزاح سموه الستار عن اللوحة التذكارية ثم تفقد بعض مرافق المبنى واستمع إلى شرح واف عن كل شيء واكب عملية التنفيذ الذي بلغت قيمته الإجمالية (52) مليون ريال تم تمويلها عن طريق تبرعات المحسنين ضمن مشروع الصدقة الجارية، وقد أقيم المشروع على أرض مساحتها (2.255) مترا مربعا تبرع بها حمد وإبراهيم أبناء الشيخ محمد بن سعيدان (رحمه الله) وبين سموه بأن الجمعية بدأت في تسويق الوقف (برج إنسان) وسيتم تأجيره بإذن الله خلال الأشهر القريبة وسيصرف ريعه في مشاريع وبرامج كفالة الأيتام، وسيسهم ريع هذا الوقف في تنويع مصادر دخل الجمعية خاصة في ظل تنامي عدد من ترعاهم الجمعية سنوياً وتوسعها في افتتاح الفروع داخل منطقة الرياض.
ويفتتح الحفل السنوي للجمعية
بعد ذلك افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الحفل السنوي للجمعية بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات حيث كان في استقبال سموه معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وعدد من أعضاء مجلس الجمعية والمسؤولين ورجال الأعمال، وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم عرض فيلم وثائقي أعقب ذلك استعراض الحسابات الختامية.
كلمة مفتي عام المملكة
ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة وصف فيها المجتمع المسلم بأنه مجتمع محبة وتراحم وعطف يرحم بعضهم بعضا ويرحم الكبير الصغير والغني الفقير وهذه طبيعة الإنسان المؤمن نحو اليتيم واستدل فضيلته ببعض الآيات والأحاديث على محبة المؤمنين وتوادهم حيث قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، كما أثنى فضيلته على جهود الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض وكل من أسهم فيها داعياً الله أن يجزيهم خير الجزاء على مسعاهم الخيّر.
ووصف فضيلته لقاء هذه الليلة بأنه لقاء واجتماع شرعي وعمل خير وسعي مشكور أثاب الله من ساهم وكان وراء هذه الأمور المباركة. وأعرب سماحته عن سعادته بما قدمته وتقدمه الجمعية نحو هؤلاء الأيتام، الذي حث ديننا الحنيف على رعايتهم والاهتمام بهم، قال الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا....}(الآية)، وحث سماحته على الاهتمام بالأيتام ورعايتهم والحفاظ على حقوقهم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ....}
وتناول سماحته الدعم والاهتمام الذي تقدمه الدولة للأسر الفقيرة والمحتاجة وفي مقدمتها الضمان الاجتماعي الذي أدخل البهجة والسرور والسعادة في نفوس الجميع.
كلمة الأمير سلمان
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكلمة التالية:
بسم الله والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إننا نجتمع هذه الليلة في هذا الشهر المبارك لمواصلة خدمة ورعاية فئة غالية من أبناء مجتمعنا ممن فقدوا آباءهم، إن هذا الاجتماع دليل واضح على ما تحظى به بلادنا من تكاتف وتعاطف وتعاون على طاعة الله، وكذلك تأكيد وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على جميع الفئات المحتاجة واستمراريتها من أجل توفير حياة سعيدة وهانئة بإذن الله.
إن الأيتام من الفئات التي تحتاج العناية والاهتمام بل هم أهم الفئات المحتاجة، لذلك قامت الجمعية بمنطقة الرياض بتقديم أعمال نموذجية تشمل الرعاية والتأهيل والتعليم، لقد قامت هذه الجمعية بفضل من الله ثم بدعم واهتمام حكومتنا الرشيدة وبدعم واهتمام المحسنين والموسرين في هذا البلد لتتظافر ويستمر العطاء لتصل الخدمات إلى أكثر من 26 ألف يتيم ويتيمة، وتمتد هذه الخدمات إلى منطقة الرياض وعدد من المحافظات ومنها الخرج، الدوادمي، الأفلاج، الزلفي، وسوف نسعى بإذن الله إلى استمرار هذه الخدمات إلى بقية المحافظات والمناطق الأخرى.
لا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بالنظام الآلي الذي رأيناه لتقديم الاعانات للأيتام بالبطاقات الإلكترونية لتحفظ كرامتهم ويستلمون كل ما يحتاجونه بطرق حديثة وميسرة. أسأل الله عز وجل أن يجعل عملنا لوجهه سبحانه وتعالى وأن يوفق الجميع على الخير دائماً.
فتح باب التبرعات
بعد ذلك تم فتح باب التبرعات من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي وأهل الخير والتي جاءت على النحو المشار اليه في الجدول:
وفي نهاية الحفل سلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الدروع التذكارية للداعمين للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض وقد حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء. هذا وقد غادر سموه مكان الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.