حلقات القرآن الكريم في مساجدنا المباركة أجمل صورة يجتمع فيها الناس، وكيف لا تكون أجمل صورة وهي تتكوَّن من أشخاص تحلَّقوا على مائدة القرآن الكريم، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، وقد حفَّتْ بهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده؟
دخلت -عصراً- مسجد النور بحي الازدهار شمال مدينة الرياض، فانشرح صدري بتلك الحلقات المباركات التي ترسم أجمل اللوحات في ساحة ذلك المسجد المبارك، أطفال في عمر الزهور، وشباب في ريعان الشباب، ورجال يتكئون على كهولة مضيئة، يتلون كتاب الله تلاوة مجوَّدةً تفيض جمالاً وبهاءً، وتُحدث في أجواء المسجد دويّاً كدويِّ النحل.
مسجد النور في حي الازدهار صورة مشرقة لدور المسجد في بلادنا الغالية، وهي صورة كغيرها من آلاف الصور المشرقة في المملكة العربية السعودية التي ترفرف رايتها شامخة مزهوة بكلمة التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله، محمد رسول).
إن مائدة القرآن هي المائدة المتفرِّدة التي ترقى بروح الإنسان وعقله، وتسمو بتفكيره، وتزكي مشاعره، وهكذا رأيت جمالها وبهاءها في هذا المسجد، وكم كان منظر حلقات البراعم رائعاً مؤثراً، وكيف لا يكون كذلك، وقد أشرقت وجوههم البريئة بنور القرآن الكريم، وشدت أصواتهم الصافية بآياته المباركات، وبدا أثر هذا القرآن العظيم على قسمات وجوههم، ونبرات أصواتهم.
حلقات مباركات، تلاوة لكتاب الله، وتربية روحية صافية، تجعل من هؤلاء الصغار نماذج تسعد القلب بهدوئها، وتلاوتها، وابتساماتها التي تدل على ما يملأ قلوبها من السعادة والرضا.
لقد رأيت في هذا المسجد صورة مصغَّرة لما لرأيته في المسجد الحرام والمسجد النبوي من اجتماع على مائدة القرآن لأطفال في أعمال الزهور، وشباب في ريعان الصِّبا، يعيشون بالقرآن، ومع القرآن، ويتربون على حبِّ الله، وحبِّ رسوله عليه الصلاة والسلام، وحبِّ دينهم الحق، وحبِّ الخير لوطنهم، وللناس جميعاً.
حلقات مسجد النور تضيء الحيَّ الذي يتشرَّف بها، سعيداً بوجودها لأنها تملأ أوقات أبناء الحيِّ بالنافع المفيد.
التقيت بالمشرفين عليها - وفقهم الله - معبِّراً لهم عن سعادتي بما رأيت وتحدَّثتُ مع المشرف على الحلقات من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية فأخبرني بالدور الكبير الذي تقوم به حلقات هذا المسجد، وغيرها من الحلقات في أنحاء مدينة الرياض المباركة، وبالدَّعم المعنوي الكبير من سمو أمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية، ومن أولياء الأمور من جيران المساجد الذين رأوا أجمل الأثر لحلقات القرآن في نفوس أبنائهم.
إشارة: مسجد النور في حي الازدهار، زادك الله ازدهاراً.
