الجزيرة - عبدالرحمن السريع
في أقل من أربع وعشرين ساعة تمكنت الأجهزة الأمنية بشرطة منطقة الرياض من فك لغز سرقة أكثر من مليون ومائتي ألف ريال من أحد المراكز التجارية الكبرى شمال العاصمة الرياض.
فبعد تلقي مركز شرطة السليمانية بلاغاً من مدير المركز التجاري عن سرقة مبلغ مليون ومائتي ألف ريال من خزنة المحل الذي يديره بعد كسرها.. هرعت الأجهزة الأمنية لمسرح الحادث لمعاينته ورفع الآثار وتحريز الأدلة المتخلفة من الجريمة.
وبدأت في ضبط الإفادات والاستماع لأقوال العاملين في المحل التجاري الذي يرتاده يومياً أعداد كبيرة من المتسوقين.
اشتبهت في البداية جهة التحقيق في تورط أحد العاملين في المركز التجاري بالضلوع في هذه السرقة، وأبقت المجال مفتوحاً لكل الاحتمالات الأخرى ولم تستبعد شيئاً منها، شرطة منطقة الرياض أيضاً عممت على أجهزتها الميدانية لرصد أي حركة مريبة بالقرب من الأسواق التجارية ومراقبة ورصد تحركات السيارات والأشخاص القريبين من المركز التجاري الذي تعرض للسرقة، وأعادت دراسة البلاغات التي وردت لأجهزتها الأمنية في وقت الحادث وما قبله من أوقات، واستوقفها بلاغ من أحد المواطنين عن سيارة تتجول بالقرب من الأسواق التي تعرضت للسرقة تم بعد معرفة أوصافها رصد تحركاتها ومتابعتها، حيث تبين اختفاؤها بعد وقوع الحادث مباشرة فأصبحت بمثابة الخيط الأول للبحث عن المتورطين في ارتكاب الجريمة، صاحب السيارة المشتبه بها ما لبث أن تقدم لمركز شرطة البطحاء ببلاغ عن سرقة سيارته، جهة التحقيق في مركز شرطة البطحاء في البداية ساورها الشك في صحة البلاغ، الحس الأمني الذي كان عليه ضباط التحقيق كشف عدم دقة وترابط في أقوال المُبَلِّغ وتضارباً في إفاداته.. فتمت إعادة الاستماع لأقواله عدة مرات ومحصت أقواله ودقق فيها وتبين عدم صدقها وأن المُبَلِّغ ربما تقدم بهذا البلاغ للتستر على شيء آخر كان يخفيه فتم توجيه الاتهام إليه بالتورط في سرقة الأسواق التجارية.
جلسات التحقيق معه ما لبثت أن أماطت اللثام عن ضلوعه في تلك الحادثة بتواطؤ ومشاركة من أمين الصندوق في السوق الذي تعرض للسرقة حيث سرد لجهة التحقيق كيفية ضلوعه وتورطه في هذه القضية بداية من مرحلة التخطيط وذكر في ثنايا اعترافاته أن فكرة سرقة هذه الأسواق كانت تلوح له منذ أن كان يعمل كحارس أمن في الأسواق التجارية قبل تركه للعمل فيها.. مستفيداً من علاقته المقربة مع أمين الصندوق، وبعد أن ترك العمل بدأ في مرحلة التخطيط الفعلي للسرقة فاتفق مع أمين الصندوق على وضع مبلغ كبيرة بداخل الخزنة بعد انتهاء فترة العمل على أن يتولى هو مسألة تنفيذ السرقة بعد كسر الخزنة والوصول إليها من الجدار الجانبي للأسواق التجارية مستفيداً من موقع الخزنة على الجانب الخلفي للأسواق، ثم يقوم بعد ذلك بإخفاء السيارة والإبلاغ عن سرقتها ليكتمل مخططه بذلك ويبعد أي شبهة قد تحوم حوله، وكان يتوقع أن حيلته وبلاغه الكاذب ستنطلي على جهة التحقيق وتبعد الشبهة عنه، وبعد تصديق إقراره واعترافه وتوثيقه شرعاً قام بدلالة جهة التحقيق على المبلغ
المسروق وأعاده لصاحب الأسواق التي تعرضت للسرقة، كما تم ضبط وإيقاف شريكة المتورط معه في ارتكاب السرقة.