الجزيرة - محمد السنيد
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، على أنّ قضية الإعاقة تمثل محوراً رئيساً في اهتمامات المؤسسة وبرامجها الخدمية، مشيراً إلى أنّ جهود المؤسسة في توفير الرعاية العلاجية والتأهيلية على مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، بل تجاوزت ذلك إلى تبني إنشاء العديد من مراكز التأهيل والأوقاف الخيرية الداعمة لمشروعات رعاية المعوقين، هذا إلى جانب مساندة ودعم البرامج المقدمة من قِبل عدد من الجهات والمؤسسات الخيرية والحكومية.
وذكر الأمير فيصل بن سلطان أنّ مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية قدمت خلال العام المنصرم دعماً بلغ (70 مليون ريال) مساهمة في إنشاء عدد من مراكز الرعاية والتأهيل في عدد من مناطق المملكة شملت مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعوقين بالمنطقة الشرقية، ومركز الأمير سلطان لرعاية الأطفال المعوقين بالمدينة المنورة، ومركز التأهيل الشامل بحفر الباطن، والجمعية السعودية للتوحد إضافة إلى الوقف الخيري لمركز الأمير سلطان لرعاية الأطفال المعوقين بالمدينة المنورة.
وأضاف سموه: (إنّ برامج المؤسسة في التصدي لقضية الإعاقة اهتمت بفئة المعوقين فوق 15 عاماً في ظل تعدد احتياجات هذه الفئة، وأهمية دمجها في المجتمع، وفي هذا الإطار صدرت موافقة سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة على توصيات اللجنة الوزارية المشتركة والتي وجه سموه بتشكيلها لدراسة حجم ونوعية خدمات الرعاية والتأهيل المقدمة للمعوقين ممن تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، حيث بلغ عدد التوصيات (29) توصية تسعى لتطوير الخدمات المقدمة لهذه الفئة.
وكانت اللجنة التي استضافتها وشاركت فيها المؤسسة وتضم في عضويتها ممثلين لوزارات التربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية قد رفعت تلك التوصيات فيما يتعلق باحتياجات هذه الفئة في مجالات التعليم، والرعاية العلاجية، والتأهيلية، والإيوائية، وفي قطاعات التوظيف، وفرص العمل، والإسكان، وقروض المشروعات، والخدمات الاجتماعية، كما شملت توصيات اللجنة إيجاد برامج ضمان صحي حكومي للمعوقين، وبرنامج تأهيل مهني جديد يواكب متطلبات سوق العمل لذوي الإعاقة البسيطة والمتوسطة، وزيادة الإعانات للمعوقين، وقبول المعوقين المؤهلين في مؤسسات التعليم العالي.
وعلى نفس الصعيد أشار تقرير صادر عن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أنّ المؤسسة أولت عناية خاصة لتطوير برامج التربية الخاصة.
وفي إطار جهود المؤسسة لتطوير مخرجات التعليم الخاصة بمجالات رعاية المعوقين واصل فريق تطوير ودعم برامج التربية الخاصة في الجامعات والكليات السعودية الذي أنشأته المؤسسة جهوده في دراسة البرامج المتاحة، والوصول إلى صيغة لتحديثها وفقاً لما يطبق في أرقى الأكاديميات العالمية المتخصصة، وذلك في إطار خطة وطنية عشرية شملت ما يلي:
- التنسيق مع الجامعات لتحديد احتياجاتها من الكوادر البشرية في تخصصات التربية الخاصة.
- ابتعاث (100) طالب وطالبة خلال العام الماضي للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة تخصصات التربية الخاصة والخدمات المساندة لها، وذلك ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي تنفذه وزارة التعليم العالي، وتعمل المؤسسة حالياً على استكمال إجراءات ابتعاث (100) طالب وطالبة خلال هذا العام.
- تكفلت المؤسسة بالتحديث الكامل لقواعد البيانات والموقع الإلكتروني للأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم.
- عملت المؤسسة على تطوير المكتبة الناطقة بالرياض من خلال تقديم الدعم اللازم لها لتوفير برنامج ديزي العالمي الذي يتم من خلاله تحويل الكتاب المقروء إلى كتاب مسموع. وتم خلال العام المنصرم بتوجيه من سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة تجديد اتفاقية التعاون بين المؤسسة وجامعة الخليج العربي لمدة ثلاث سنوات، وذلك استثماراً للنجاح الذي حققته هذه الاتفاقية على مدى نحو 12 عاماً، خصوصاً فيما يتعلق بوضع الأسس لبرنامج التربية الخاصة، وتأسيس مكتبة متخصصة، والمساهمة في تأهيل الكوادر البشرية العاملة في مجال رعاية المعوقين التي تعاني ندرة في المملكة العربية السعودية.
وتتضمن الاتفاقية الجديدة قيام المؤسسة بتقديم دعم مالي سنوي للجامعة لتمويل احتياجات برنامج المؤسسة للتربية الخاصة، ويشمل تقديم عشر منح دراسية كاملة خلال سنوات الاتفاقية.
وأوضح التقرير أنّه في إطار حرص المؤسسة على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات المتخصصة وتنظيم الملتقيات الهادفة لمناقشة واقع ذوي الاحتياجات الخاصة تبنت المؤسسة تنظيم المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل داخل المملكة بالتعاون مع جمعية الأطفال المعوقين، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وسيقام هذا المؤتمر خلال العام القادم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
كما شاركت المؤسسة في المؤتمر العربي الإفريقي الأول حول الإعاقة والتأهيل الذي استضافته دولة تونس خلال الفترة من 24 - 26 أكتوبر الماضي بحضور ممثلي أكثر من 45 دولة، من خلال ورقة عمل حول (دور الإعلام في خدمة قضايا الإعاقة)، إضافة إلى التعريف بالمؤسسة وفروعها المختلفة وجهودها في مجال رعاية وتأهيل المعوقين.
ونظمت المؤسسة ورشة عمل تدريبية في (إستراتيجيات التواصل غير اللفظي والتقليد لدى الأطفال التوحديين) بالتعاون مع جامعة الخليج العربي.
وبدعم من المؤسسة نظم الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم واللجنة السعودية لرياضة الصم الندوة العلمية الثامنة بعنوان (تطوير التعليم والتأهيل للأشخاص الصم وضعاف السمع).
كما شاركت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في فعاليات المؤتمر العالمي الحادي والعشرين للإعاقة الذي نظمته منظمة التأهيل الدولية خلال الفترة من 24 - 28 من شهر أغسطس 2008م بكندا.