جاءت بداية دوري المحترفين السعودي في نسخته الأولى متوسطة وربما أقل من ذلك.. فبعد الاستعدادات الطويلة لمعظم الأندية لم نلحظ انعكاس ذلك على مستويات الأندية خلال مباريات الجولة الأولى.. وربما جاءت فرق الاتحاد والاتفاق والشباب الأفضل أداء رغم فارق المنافسين لكننا نتحدث عن الأداء والنجاح في صناعة الهجمات والتمرير وسط الميدان..

وفي تصوري أن الفريق الهلالي قدم مباراة ضعيفة لكن مباريات هذا الفريق في المناطق وخارج الرياض عموماً باتت بمثابة المهرجانات والاحتفالات الجماهيرية.. ففي لقاء أبها كان الملعب يهتز بالجماهير الزرقاء وبشكل غير مسبوق حيث شاهدنا التواجد الجماهيري الكبير والشعبية الجارفة للنجوم حتى خُيّل للمشاهد أن المباراة في معقل الهلال في قلب العاصمة.. وهذا الوضع تكرر في الموسم الماضي وفي أكثر من منطقة كان خلالها الزعيم ضيفاً غير عادي التفت حوله الجماهير.. ولذلك أصبح اللعب مع الهلال دعماً كبيراً لخزينة الأندية المستضيفة حيث تزحف الجماهير الهلالية خلف فريقها من كل المدن القريبة لملعب المباراة وهذا كله يصب في خزينة النادي المستضيف الذي بالتأكيد ستحل مبارياته كل المشاكل المادية وخصوصاً ونحن في أول الموسم..

** نعود للأداء الفني الذي بالتأكيد سيرتفع تدريجياً ومع استمرار المباريات لكن كثرة التوقف ستضعف بالتأكيد من انطلاقة معظم الفرق وخصوصا التي لديها عدد كبير من اللاعبين الدوليين.. الترشيحات حتماً لن تخرج من الفرق الكبيرة وخصوصاً الهلال والاتحاد والشباب مع منافسة الاتفاق وهذا (تقريباً) نفس الوضع الذي حدث في الموسم الماضي.. لكننا نتمنى أن ترتفع مستويات النصر والأهلي ليكون لهما كلمة في هذا الموسم ويساهما في المزيد من الإثارة والقوة..

الملاحظة الأبرز في الجولة الأولى ضعف مستوى معظم العائدين من المنتخب وخصوصاً على المستوى اللياقي فالفريدي وكريري والزوري والغامدي وياسر والحارثي كانوا خارج الفورمة أو على الأقل ليسوا في أفضل حالاتهم وهذا نتيجة البعد عن المباريات واللعب خلال الفترة الماضية فالعدد الكبير من اللاعبين في معسكر المنتخب وقلة المباريات الإعدادية القوية لم تمنح هؤلاء الفرصة للعب ما جعلهم يظهرون بهذا المستوى وربما تكون فترة التوقف الأولى خلال العشر الأواخر من رمضان فرصة لتجهيز اللاعبين لياقياً وإعادة تأهيلهم وإشراكهم في المباريات من جديد ليلتحقوا بالمنتخب مجدداً وهم في أفضل حالاتهم.. ولذلك ينبغي أن نعمل على تقليل فترة المعسكر القادم للمنتخب قدر الإمكان حتى لا يتأثر الهلاليون بذلك ويبتعدوا عن الفورمة وهو الأمر الذي تكرر كثيراً دون أن ندرك خطورته وأهميته ونحن نستمر بنفس الأسلوب خلال معسكرات المنتخب.. عدد كبير من اللاعبين وقلة في عدد المباريات وجهود مشتتة على أكثر من جبهة وفي النهاية مستوى ضعيف للفريق الأساسي وفقدان اللاعبين لمستوياتهم وهذا ما أتمنى أن يدركه الجوهر خلال المرحلة القادمة.

لمسات

** مع تقديري واحترامي لرئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر والجهود الجيدة التي يبذلها إلا أن اللجنة لم توفق في اختيار موعد المؤتمر الصحفي.. حيث جاء في نفس توقيت انطلاق مباريات الدوري وفي يوم السبت المليء بمباريات عالمية في دوريات أوروبا التي يحرص الجميع على متابعتها و(كاتب هذه السطور من بينهم) ولذلك لم يتسن لمن لديه اهتمام بالاحتراف وشؤون حضور هذا المؤتمر.. وهذا يذكرني ببرمجة الدوري التي تتم بمعزل عن كل الأحداث والاستحقاقات والمواعيد الدولية..!

***

يقول محلل الاتحاد الدولي (فيفا) المكسيكي ألن برت (إن المنتخب السعودي ظهر أمام الإمارات فاقداً للهوية وبدا قليل التركيز في المباراة.. ودون تنسيق أو خطط للهجوم وتهدئة اللعب ما جعل المنتخب الإماراتي يسيطر على اللعب أكثر من 80 دقيقة.. وهدفا المنتخب السعودي جاءا بمجهودات لاعبين دون هجوم أو خطط مرسومة أو تكتيك يصاحبهما فيما كان المنتخب منظماً وجاءت خطورته أكثر ورغم الفوز إلا ان اللاعبين السعوديين لم يظهروا بما هو متوقع منهم من حيث الأداء والخطط المرسومة داخل الملعب..)

هذا رأي محلل فيفا الفني في أداء منتخبنا وهو رأي مهم ومهم جدا من خبير محايد يجب ان ندرسه جيدا ونأخذه على محمل الجد وبعيدا عن العاطفة..!

***

** الأنباء المتواترة التي تبشر بضم محمد نور للمنتخب خلال المعسكر القادم جاءت في توقيت مناسب رفع معنويات القائد الاتحادي وتحفيزه مع انطلاقة الدوري.. والحقيقة أنني أستغرب هذا الحرص الكبير الذي لا أدري هل هو حرص على مصلحة المنتخب أم مصلحة نور نفسه وهذا هو الأقرب.. والأمل أن تكون إستراتيجية اتحاد الكرة واضحة وصريحة للاعتماد على النجوم الشباب ودعمهم متى أردنا تمثيلاً مشرفاً في المونديال إذا ما تأهلنا أو حتى منتخباً قوياً للمستقبل في حال لم نتأهل!

***

** أولى الخطوات الصحيحة لمستقبل كرة القدم السعودية جاءت مساء أمس حين وقَّع سمو الرئيس العام أول عقود تنفيذ برامج هيئة دوري المحترفين في مجال الاستثمار والتخطيط الإستراتيجي الذي نتمنى أن نرى بوادره قريباً!