ها هو عام جديد من عمر الوطن ومن أعمارنا يطل علينا، نستضيفه ونضيفه إلى سنوات العز والوحدة، فنحتفل به ونستعيد في مناسبته ذكريات المجد والبطولة وملاحم الانتصارات، ونؤرخ من خلاله للوفاء والالتزام بالعهد والوعد، والسير على خطى الآباء والأجداد، ما لا يمكن لمحب لوطنه إلا أن يحتفي بمثل هذه المناسبة احتفالاً يليق بجلالها وعظمتها ويتناسب مع مكانة مؤسس الوطن ورجالات الوطن.
***
وليس مصادفة أن يتفق الجميع على تخليد اليوم الوطني لبلادنا الذي يصادف موعده غداً، وغرس معانيه في عقل كل مواطن، وترجمة ما يرمز إليه باستحضار اسم الملك المؤسس الذي وحَّد القلوب كما وحَّد أرض الوطن، وقاد شعبه بعزيمة لا تعرف الاسترخاء أو اللين لبناء دولة عصرية حديثة يتفيأ المواطنون منذ ذلك اليوم وإلى الآن على أرضها في ظلال من الأمن والرخاء والتطور في كل الميادين.
***
والملك عبدالعزيز - طيِّب الله ثراه - لم يكن مغامراً من غير هدف، فقد كان محارباً جسوراً أرخص حياته في سبيل أن يعيد لأرض الوطن وحدتها بعد التمزق، ومن ثم ليعيش المواطن في أمن وسلام، ومن غير أن يخاف على ماله وعرضه وحياته، في دولة يسودها العدل والمساواة والانتصار للمظلوم من الظالم، دولة مهابة لا يجسر أحد على المساس بها أو النيل من أبنائها.
***
ولم يكن الملك عبدالعزيز آل سعود، وهو الفارس الذي هزم خصومه، وأرعب مناوئيه، وقضى على طموحات من أراد أن يحكم البلاد والعباد، لم يكن وحده في الميدان، فقد كان معه وإلى جانبه أخلص الرجال وأشجع الرجال، أولئك الذين استجابوا لدعوة زعيمهم الكبير، وقطعوا الفيافي خلف قائدهم يحررون الوطن شبراً شبراً بشجاعة وإقدام وبسالة لا يقوم بها ولا يقدم عليها إلا أفذاذ الرجال.
***
وهكذا هو عبدالعزيز، فارس الفرسان، وبطل الأبطال، الذي حقق أعظم وحدة على أرض، بسعتها، وأهميتها، وتداعياتها، بما لا يمكن لأحد أن يقارنها بغيرها، حيث بلغت من النجاح والتأثير على مستوى العالم ما بلغته من شأو، وستظل هكذا - إن شاء الله - إلى يوم الساعة، طالما ظل هذا التماسك والتعاون والإخلاص بين المواطنين.
***
ولسنا في حاجة إلى تذكير من يقرأ لنا بنتائج استعادة الملك عبدالعزيز زعامته للوطن، فمن يزور المملكة من غير أهلها، فضلاً عن أهلها والمقيمين فيها، سوف يرى بأم عينيه الإنجازات الحضارية العملاقة في كل المجالات، ما لا يمكن أن نتصوره لو لم يقم الرجل العملاق عبدالعزيز آل سعود بتوحيد هذه الأرض وزرع الأخوة والتآلف والمحبة بين المواطنين.
***
إنه يوم مشهود، يتكرر كل عام، ومعه تكبر الأماني، وتتضاعف الخطى، وتتسارع الإنجازات، في جو يسوده التعاون والتآلف، في ظل قيادة حكيمة يقف على سنامها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسانده ويعاضده أخوه سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومعهما وخلفهما شعب وفي ومخلص يذود عن الوطن بماله ودمه ويحميها بالمهج والأرواح.
***
كل عام وأنتم بخير، وكل عام والوطن بألف خير، نتعافى كلما ساد وطننا عافيته، ونتطور مع تطور الوطن، وتظل مكانة الوطن كما هي مكانة كل مواطن، حيث العزة والكرامة والسمو والقوة التي لا تقهر بإذن الله.