Al Jazirah NewsPaper Monday  22/09/2008 G Issue 13143
الأثنين 22 رمضان 1429   العدد  13143
مستعجل
الدول.. أنقذت أسواق أسهمها..!!
عبد الرحمن بن سعد السماري

يوم سقط سوق الأسهم لدينا في تلك الأيام الحزينة.. وعندما كان يتراجع كل يوم وهوى من 22.000 إلى 6000 وأقل.. كانت وزارة المالية وسائر الجهات المالية المعنية مثل مؤسسة النقد وهيئة سوق المال تتفرج عليه وهو يهوي مخلفاً وراءه آلاف الضحايا من المساكين والبسطاء والفقراء والمدينين.. ومخلفاً أيضاً.. عشرات المشاكل والقضايا التي ستظهر لاحقاً.

** وليت الجهات المالية المسؤولة اكتفت بالفرجة على السوق وهو يسقط ويتداعى ويهوي هكذا.. بل كانت تلهبه بالتصريحات النارية المتلاحقة.. التي تساعد على سقوطه.. وتتخذ المزيد من الإجراءات والأنظمة.. التي هي الأخرى تساعد على استمرار مسلسل السقوط الكبير.. وتُنهي الأمل في السوق.

** وكان من بين تصريحاتهم.. أن هذا مجرد (سوق عرض وطلب) ولا يمكن أبداً أبداً.. أن تتدخل (أي دولة) مهما كانت.. في إنقاذ (سوق مالي)؛ لأن ذلك ليس من شأنها.. بل المسألة شركات وسوق مال وعرض وطلب.. وعلى المتعاملين فيها.. أن يواجهوا مصيرهم بأنفسهم.

** وبالفعل.. صدَّق المساكين هذه التصريحات وظنوا أن كل دول العالم كذلك.. مع أن المتسبب في صعود السوق.. هو (المالية).. والذي سمح للسوق بأن يصعد إلى هذا الحد.. هو (المالية).. ومع ذلك.. نفذت بجلدها وقالت: السوق.. سوق الناس.. وهم المسؤولون عنه.. ونحن لن نضخ ريالاً واحداً في السوق.. لأن ذلك غير ممكن أبداً.. ولأنه.. ليس من اختصاص الحكومات..

** وشاء الله.. أن تتكشف الأمور ويثبت العكس.. فعندما تراجعت الأسواق المالية في الأسبوع الماضي.. سارعت كل الدول المعنية إلى ضخ سيولة ضخمة في السوق المالي، وكمثال.. أمريكا (وهي القدوة) ضخَّت في يوم 180 مليار دولار في سوق الأسهم.. وبريطانيا 40 ملياراً.. وروسيا (الفقيرة) ضخت 130 مليار دولار.. واليابان ضخت 25 مليار يورو.. وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية ضخت عشرات المليارات من اليوروهات.. وهكذا الصين ضخت عدة مليارات في السوق بمعنى.. أن كل الدول ضخت حكوماتها عشرات المليارات من الدولارات لإنعاش السوق وإعادة الثقة به..

** وبالفعل.. انتعشت الأسواق المالية.. وعادت بشكل أفضل من السابق، ولم يتضرر أحد.

** أما نحن.. فكانت ردود وزارة المالية يوم سقط سوقنا.. أن ذلك سوق بيع وشراء.. ولا يصح ولا يصلح نظاماً.. أن تتدخل الدولة.. ولم يسبق لدولة أن تدخلت في سوقها المالي.

** واليوم.. أمامنا (الدول الكبرى) كلها تدخلت وضخت عشرات.. بل مئات المليارات لإنعاش أسواقها المالية.. والحيلولة دون تضرر مواطنها.. ونجحت بالفعل.. وحمت أسواقها ومواطنيها من ضرر محتم.

** هل يمكن لأحد أن يسأل المالية: لماذا قالت هذا الكلام قبل سنتين؟!!

** هل يمكن لأحد.. أن يسأل ماليتنا: لماذا هذه الدول ضخت عشرات المليارات لإنعاش أسواقها المالية؟

** ضحايا سوق المال لدينا.. ما بين مريض نفسي.. وهارب ومسجون ومهدد بالسجن ومفصول من عمله ومطارد.. وشخص يائس من الحياة.. وآخر تطارده الديانة، وآخر فقد كل ما يملك.. ووزارة ماليتنا لها نظام خاص يختلف عن نظام العالم كله.. وسوقنا اليوم يرتعش ومصاب بالاضطراب بسبب هذه الإجراءات السلبية.

** حقيقة.. نحن كمواطنين نتفرج على ما قدمته الحكومات الأمريكية والروسية والصينية والأوروبية والآسيوية وربما الإفريقية.. وغيرها وغيرها لأسواقها المالية من عشرات المليارات وأكثر.

** وبالفعل.. هوى السوق ومات.. وانعدمت فيه الثقة تماماً.

** ولنا أن نسأل وزارة المالية: كيف أن هذه الدول التفتت إلى أسواقها وأعادت توازنها وأعادت الثقة بها.. وحمت مواطنيها.. فيما وزارتنا الموقرة كانت تهدد بالتصريحات كل من يحاول إنقاذ السوق.. وتنذر بمستقبل أسود للسوق وتقول: السوق انتفخ ولا بدَّ أن ينفجر!

** نحن الآن نتفرج على هذه الدول كيف أنقذت بورصاتها.. ونتذكر موت بورصتنا.. بتوقيع وزارة ماليتنا.

** أين خبراء الاقتصاد؟! ولماذا لا يطرحون هذه القضية؟!

** إن سلبية المالية هي التي جعلت سوقنا المالي يترنح.. فاليوم ينخفض 10% وغداً يرتفع 10% كأنه (مرجيحة) والسبب.. انعدام الثقة في السوق!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد