معظم العاملين في الحقول الإعلامية سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة يغيب عن أذهانهم ووجدانهم.. المفهوم الحقيقي للرسالة الإعلامية السامية وأهدافها وقيمها النبيلة.. فالإعلام.. كعلم قائم بحد ذاته ومرصود في بطون الكتب ويُدرَّس في الجامعات.. هو عملية تربوية ومهنة أخلاقية قبل أن تصير وسيلة تثقيفية أو أداة تنويرية لكافة أطياف وشرائح المجتمع ومكوناته تنطلق من بوابتها.. الأنماط السلوكية مع الأسف نجدها مفقودة في بعض الأوعية والمجالات الإعلامية المختلفة.. خصوصاً في العمل الإعلامي المقروء.. فكثيراً ما نطالع ونقرأ عن ألوان الإساءات والتجريح والنيْل من الآخرين بصورة خارجة عن النص.. وكأنها ميليشيا مساحة تضرب بقوة الأجواء الحضارية للرياضة بمفهومها الشامل.. كما يقول أستاذ الإعلام الكبير د. بدر كريّم.. فالإعلام السعودي.. عُرف أنه يعمل في إطار التقاليد والفضائل وملتزماً بمبادئ الدين الإسلامي وبالأخلاق الرياضية والفروسية العربية.. بيد أن ثمة من يتجاوز هذه المبادئ والقيم ويكرس دورها في نشر ثقافة الإساءة والهجوم على الآخرين وساهمت تلك الممارسات والتجاوزات في بناء التعصب الذي لا يجلب إلا صداع الرأس!! في حين نرى بعض التصرفات والممارسات المهنية السلبية داخل العمل المرئي بصورة خارجة عن الذوق العام كما حدث للمحاضر والمراقب الفني والمحلل الرياضي (فهد المهوس) الذي كشف عبر (الجزيرة) -الجريدة- عن سبب تركه العمل كمحلل بالقناة الرياضية بانه أُقصي من برنامج (صافرة) دون كلمة شكر.!! وهذا الموقف السلبي امتداد لمواقف غير حضارية أخرى طالت عدداً من المحللين والمقدمين.. ومنهم الإعلامي المخضرم (عبد الله الضويحي) صاحب البرنامج الشهير الديوانية.. الذي كُوفئ على طريقة سنمار!!
* وهكذا مع الأسف تنتهك الحقوق المهنية والقواعد السلوكية للرسالة الإعلامية وقيمها السامية ببعض الممارسات والتصرفات الخارجة عن النص.. والتي لا تتماشى مع متطلبات وأهداف الإعلام الرياضي المعاصر.. وهنا يفترض أن يكون من ينتسب لهذه المهنة ملماً بمكونات ومعطيات وأدوات العمل الإعلامي المعاصر.. ومدركاً لأسس ومفاهيم وأخلاق المهنة ومتطلباتها كمنهج مهني وسلوك تربوي.. يعكس ثقافتنا وفكرنا وتفاعلنا مع العملية الإعلامية التربوية.. وهذا هو المطلوب في الإعلام الراقي.
من ينقذ المدرسة..!؟
* يعيش الرياض (النادي) المخضرم.. هذه الأيام أوضاعاً إدارية ومالية متردية وأحوالاً فنية.. مقلوبة بزاوية ميل تصل 180 درجة وتحديداً.. بعد استقالة رئيسه الأمير (بندر بن عبد المجيد).. احتجاجاً على ابتعاد أعضاء شرفه ومحبيه من الوقوف مع إدارته ودعم الفريق الكروي الذي من الواضح أنه استعد للموسم الرياضي الجديد بلا هوية أو روح في ظل تأخير صرف رواتب اللاعبين المحترفين.. علاوة على الفراغ الإداري والشرفي الذي خيَّم على أجواء البيت الرياضي منذ أن استلم الرئيس (المستقيل) دفة النادي الأحمر قبل تسعة أشهر ونيف.. وظل لوحده يواجه أعباء ومتطلبات ومسؤوليات إدارته حتى وصل به الحال إلى إعلان استقالته على (مضض) حين أدرك عدم جدوى استمراره لوحده.. لأن الجميع تخلوا عنه باستثناء (الحكير) ماجد الذي ظل يدعم ناديه مادياً ومعنوياً.. ويقف معه في أوقات حالكة.
** استقالة الرئيس.. في هذا الوقت الذي يخوض فيه الفريق الكروي معترك أولى منافسات الموسم الرياضي.. لا شك أنها جاءت لتزيد الوضع سوءاً وانفلاتاً.. خصوصاً أن الأمير بندر بن عبدالمجيد وقبل ترشيح نفسه وتنصيبه لسدة الرئاسة من هيئة أعضاء الشرف التي يرأسها الرمز الرياضي المخضرم الشيخ (عبد العزيز بن عسكر).. كان يعرف أوضاع النادي وتحديداً أموره المالية كون النادي يقبع في الدرجة الأولى ولا يمكن استثماره من قبل الشركات الأخرى كما يحصل في الأندية الممتازة التي تشهد استثمارات مالية كبيرة تجعلها تستغني عن (هبات) وعطايا أعضاء شرفها وتعتمد على التمويل الذاتي.. لكن يبدو أن الأوضاع في المدرسة لا تحتمل البقاء والعمل.. في ظل عدم وجود الأجواء المشجعة والمحفزة للاستمرار في البيت الأحمر.. وأتصور أن الرجل الأنسب للرئاسة في هذه المرحلة الصعبة ويستطيع أن يعيد الاستقرار والهوية والهدوء للمدرسة ومعالجة هذه الأوضاع المتردية للنادي العاصمي لحنكته وخبرته وثقافته.. عضو شرفه الأبرز (ماجد الحكير) الذي لم يتوقف معين دعمه المادي والمعنوي منذ أن استقال من رئاسته قبل سنوات.. فالمطلوب بالتأكيد.. التفاف رجالات ومحبي النادي الأحمر ودعم الرئيس القادم لأن استمرار هذه الأوضاع بهذه النمطية قد تجعل من رحيل (الرياض).. إلى عالم الدرجة الثانية.. التي نجا منها في الموسم الفائت بأعجوبة مذهلة.. إذا لم يتدخل (العقلاء) من محبي النادي وينقذوا سمعته وتاريخه من براثن الضياع قبل فوات الأوان!!
(ابن سعيد).. وبلدية إسبانيا!!
* نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط).. منحت بلدية موستوليس بوسط (إسبانيا) ميدالية المدينة الذهبية لحارس مرمى ريال مدريد ومنتخب إسبانيا (ايكر كاسيياس) وذلك تعويضاً له بعد تعذر إطلاق اسمه على أحد الشوارع بسبب القوانين المعتمدة في المدينة.. التي تمنع إطلاق أسماء أشخاص أحياء على الشوارع.. وجاءت هذه البادرة الجميلة تكريماً وتقديراً لدوره في قيادته منتخب بلاده للفوز بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2008).. ترى ماذا يضير لو شاركت أمانة مدينة (الرياض) مثالاً في تكريم مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الأول.. الشيخ (عبد الرحمن بن سعيد) -متعه الله بالصحة والعافية-.. بإطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة.. أو بعض النجوم الذين خدموا الكرة السعودية وشاركوا في صنع إنجازاتها الذهبية ولهم تاريخ يشفع لهم بذلك.. وهكذا بقية البلديات في المناطق الأخرى.. لأن إنجازات هؤلاء ساهمت في تعزيز عجلة التقدم في بلادنا.. فابن سعيد مثال يحمل راية المنطقة الوسطى مع الراحلين.. محمد الصايغ وعبد الله بن أحمد - رحمهما الله- وظل (أبو مساعد العصامي) المؤسس الحقيقي للرياضة بالمنطقة الوسطى فله من الأبناء (شباب وهلال) كلاهما حالياً في القمة وسبق وأن دعم النصر وكانت له مواقف إيجابية مع بقية الأندية بالمنطقة.. إذن (شيخ الرياضيين) يستحق التقدير منا سواء على صعيد البلديات.. أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. ترفع من شأن المؤسس وتمنحه التكريم المستحق.
k-aldous@hotmail.com