يحل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم الوطن الذي يجب أن نظهر فرحنا وسرورنا به، لأن حب الوطن من الإيمان.. والإخلاص للأرض التي نعيش من خيراتها، والتي منّ الله علينا بأن جعلها بلاداً آمنة مستقرة في ظل قيادة تخاف الله وتحكم بشرعه.
اليوم الوطني.. هو يوم الوطن وعلينا نحن السعوديين أن نحيي هذه الذكرى ونظهر فيها حبنا وتعلقنا في وطننا الذي يعد أقدس بقعة على الأرض، والذي يحتضن أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم.
والواقع أننا السعوديون لا نظهر تعلقنا في وطننا مثل باقي شعوب الدنيا، فإلى وقت قريب كنا لا نهتم برفع علمنا الوطني الذي هو فخر كل مسلم فكيف بنا نحن كسعوديين ديننا الإسلام، ولا نهتم بمناسباتنا الوطنية وكأن التعلق وإظهار حب الوطن نوع من المداهنة أو التخلف، في حين عز كل إنسان مستمد من وطنه ومن مآثره وتاريخه، والحمد لله تاريخنا السعودي تاريخ مجيد يفتخر به كل المسلمين فما بالك نحن السعوديين، ولهذا فإن انتهاز المناسبات الوطنية ومنها ذكرى اليوم الوطني للاحتفال بها وإظهار تعلقنا ببلادنا وقيادتها واجب وطني غفلنا عنه كثيراً حتى ضعف وللأسف الشديد الاهتمام عند الناشئة بهذه المناسبات التي نرى احتراماً لها وحباً لها لدى الشعوب الأخرى التي تقيم الاحتفالات وتحيي المناسبة بما يذكر ويعمق الانتماء عند الأبناء ويشعر الآباء والأجداد بأن جهادهم وجهاد المؤسس الملك عبدالعزيز لم يذهب سدى، وأن الاحتفال بهذه المناسبة هو احتفال بجهاد ثلاثة وثلاثين عاماً أنجز الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وصحبه ومن ثم أخوانه وأبنائه من شعب المملكة العربية السعودية أعظم وحدة عربية في العصر الحديث وحدت أرض وأبناء جزيرة العرب.
هذا الجهاد الذي تواصل من قبل شعب وقيادة التزمت بنهج الشريعة الإسلامية، فأصبحت بلادنا فخراً لكل مسلم، ولكل عربي لمبادرتها الإنسانية والحضارية والتي أخذت تتكثف في عهد الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، فأصبحت بلادنا بحق مملكة الإنسانية، مملكة من خلال قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقدم المبادرات الإنسانية والحضارية العالمية والتي كان آخرها وليس أخيرها عقد مؤتمر الحوار العالمي الذي عقد في مدريد والذي جمع القادة الروحيين والمفكرين بجميع الأديان السماوية والفلسفات الفكرية والتي تعد أهم مبادرة تآخي وتقرب بين البشر.
jaser@al-jazirah.com.sa