من أدرك الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - من الآباء والأجداد -رحمهم الله- عرف مزاياه وسمع خطبه الموجزة المفيدة.. وعرف شجاعته وفروسيته.. وكرمه وعطفه، فأحبه الجميع ملكاً موحداً وأخاً أكبر لهم في كل الأمور. |
وقد كان - طيب الله ثراه - ينزل كلاً في منزلته اللائقة سواء في المجلس أو الحديث، وما إلى ذلك من الأمور التي يتمايز بها الرجال. |
وقد احتل الملك عبدالعزيز مكانة عزيزة في قلوب أبناء الشعب بعد توحيده.. لأنهم أحسوا بلذة الأمن بعد الخوف، والغنى بعد الفقر، والعلم بعد الجهل. |
وبعد رحيله -مغفوراً له بإذن الله- كانت الفجيعة كبيرة وكان من سمع الخبر لم يصدق به كما أشار إلى ذلك الشاعر علي أبو ماجد في قصيدته التي يرثي بها الملك عبدالعزيز وهو من الشعراء الذين عاصروا مسيرة توحيد الوطن: |
ويلاه من علمٍ يشيب الاشابيب |
يملا قلوب أهل الثقافة ندامه |
يرمي شراره من صلايخ مشاهيب |
لما وشع كل الجزاير وحامه |
ثاني ربيع يوم الاثنين تقريب |
وسط النهار اسبل علينا ظلامه |
شاع الخبر بين الوجيه المكاريب |
وكل بنابه عض بسرة ابهامه |
عارضت راوينه بشر وتكذيب |
لين المذيع الظهر واصل كلامه |
ولا بقي عندي سوى شقة الجيب |
اركض ولا أدري وين أودي الملامه |
أما نحن الذين أتينا بعد ذلك الجيل فنرى عظمة موحد هذا الكيان بشموخ الوطن الغالي ومكانته في المحافل الدولية.. نسأل الله أن يديم عليه الأمن وعلى قادته التوفيق والسداد. |
|
بيتان من قصيدة أبو ماجد يكتمل فيهما معنى الأبيات السابقة: |
أشّر على قلبٍ شوته اللواهيب |
وانحب بصوتٍ مثل صوت الحمامه |
ثلاث ساعاتٍ وأنا أحضر وأغيب |
أحسبها قامت علي القيامه |
|
|