يُمثِّل اليوم الوطني للمملكة ذكرى عزيزة على قلوب كافة أبناء هذا الوطن، فهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- توحيد هذا الكيان الكبير وجمع كلمته تحت راية التوحيد الخالدة حيث كان أشلاء مبعثرة وقبائل متناحرة يغلب عليها كثرة القلاقل والفتن والاضطرابات وانتشار الفقر والجهل والتخلف والصراعات والفرقة العصبية القبلية، وقد تمكن الملك عبدالعزيز وبتوفيق الله ثم بحكمته ونقاء سريرته من إخماد نار الفتنة وتوحيد الصفوف.. ومنذ انجلاء تلك الحقبة تحولت هذه البلاد وبفضل من الله إلى واحة وارفة الظلال وتبدل خوفها أمناً وجهلها علماً وفقرها رخاءً وتخلفها تطوراً وازدهاراً في المجالات كافة، وسار بها المؤسس ومن بعده أبناؤه البررة إلى مصاف الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي، ولقد أفاض الله على أبنائها بنعم جمة يأتي في مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار التي لا يعرف قيمتها إلا من حُرم منها، وكذلك توفر سبل الرفاهية والطمأنينة للمواطن والمقيم في كل جزء من هذه الأرض الطيبة، ولا تزال حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- تدفع وتواصل العمل نحو المزيد من تحقيق الرخاء والرفاهية لأبناء هذه البلاد وتدعم كل ما من شأنه تقدم ورفعة الوطن والمواطن في شتى المجالات.
ولا شك أن لذكرى اليوم الوطني مدلولات ومعاني سامية تتطلب منا التوقف والتمعن لتكريس مفهوم المواطنة الحقيقية الصادقة المخلصة، فمن حق الوطن علينا أن نعمل لتحقيق كل ما من شأنه رفعته والحفاظ على أمنه واستقراره وازدهاره وتطوره من الأيدي العابثة وكذلك الحفاظ على مقدراته ومكتسباته والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأداء الأكمل كل حسب موقعه وبصرف النظر عن أي أمور أخرى، فكلنا أبناء وطن واحد ونسعى لخدمة هدف واحد ألا وهو بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية وبكل إخلاص وتفانٍ وإنتاجية، وهو ما سوف يعود علينا وعلى أبنائنا من بعدنا بالخير والسعادة.