الليالي التي تزدحم بها الأرواح في اتجاهها نحو السماء, كما يحدث الآن أمامك هي فرصتك الذهبية, كي تقف وتبتسم وتطلب ما تريد.
ابتسم فأنت تتحدث مع النور, قلبك بين يدي الضوء, دقق ببقعة الضوء التي تهبط عليك من عل, إنها لك كي تتمنى كل ما تريد.. كل ما يجعلك تبتسم وتحب الحياة أكثر.. في حضرة النور تخلص من الظلام.. أترك لروحك وبدنك فرصة الانغمار بالضوء الطاهر..
اطلب ما يسعدك وما يهب السعادة لمن يقفون بجوارك. تمنَّ الخير للعالم.. ادع أن يعم السلام وأن يحيا الأطفال, وتنبت الأشجار.. وتنسى عيون البشر لون الدم.. وتغيب الأسواط والقنابل.. ويخفت الأنين.. وتفرغ أسرة المستشفيات من الموجوعين..
أطلق نهر التسامح.. اغفر.. اغفر.. اغفر.. كما تتوق لأن يغفر لك النور الذي تنغمر في أتونه الآن..
كما يتفتح الآن في قلبك نهر تغتسل على حوافه حواسك.. افتح بابا جديدا يدخله الناس بحلة جديدة في ذاكرتك.. امنحهم فرصة جديدة كتلك التي وعدك النور العظيم بها.. اخلع عنهم كل أرديتهم القديمة وابتسم لهم.. رشهم بورد العفو والصفح..
يقولون إن أجمل الأماني هي تلك التي نبوح بها لأنفسنا ونحن على ريش مخداتنا.. تلك التي نهجس بها لأحلامنا فتجيء موسومة في ذاكرتنا.. فيستجيب الله لصدقنا..
هذه الليالي المغموسة برحيق البركة وزعفران الطاعات.. هي فرصة أجمل لأن نقف بين يدي النور العظيم لا لندعو بالموت والويل والثبور على أحد.. بل كي ندعو الله العظيم بأن تفيض قلوبنا بالحب والمسامحة وأن نمتلك جميعا خاصية الصفح والغفران.. والقدرة دائماً على منح أنفسنا والآخرين فرصة البدء من جديد.