بريدة - خالد الحربي:
تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً موضوع خطأ استبدال جثمان متوفاة في مستشفى بريدة المركزي وإيماناً منا بدور الإعلام في إلقاء الضوء بشكل مباشر وإظهار الحقائق كما هي لا كما أظهرت. حيث أفاد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور عاطف بن محمد سرور مشيرا بأنه كان لزاماً على المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم إصدار البيان الصحفي الذي من شأنه إيضاح الحقائق كما هي حيث إن ما حصل ذو مسؤولية مشتركة بين الموظف المعني بتسليم الجثمان وذوي المتوفاة حال التسليم والاستلام من خلال (إقرار المعاينة) والذي يتضمن أهمية تعرف ولي الأمر على الجثمان الخاص به ضمن باقي الإجراءات الإدارية الأخرى التي أهمها وجود سوار معصمي خاص لكل جثمان - وشريط لاصق يحمل الاسم والمعلومات الطبية الشخصية للجثمان وكرت توضيحي ملصق على (صحن الحفظ) في الثلاجة مدون فيه كل المعلومات الطبية والشخصية مما يحد من الاجتهاد والأخطاء وهذا مطبق في كافة مستشفيات المنطقة.
حيث أدخلت إلى ثلاجة مستشفى بريدة المركزية حالتي وفاة لسيدتين متقاربتين بالعمر ومن جنسية عربية واحدة وهناك تشابه في اسم العائلة للاثنتين وتم حفظ كلا الجثمانين بثلاجة المستشفى المركزية لحين الانتهاء من إجراءات تصريح الدفن لإحداهن والترحيل للأخرى مع الجهات ذات العلاقة.
وأضاف د. سرور قائلا وفي صباح يوم الخميس الموافق 18 - 9 - 1429هـ حضر ولي أمر أحد الجثمانين لاستلام الجثمان الخاص به وهنا وقع الخطأ المشترك المعني بالموضوع حينما أهمل الموظف المختص تنفيذ الإجراءات المعمول بها والتي سبق الإشارة إليها في مثل هذه الحالات، وتم تسليم المذكور جثمان المتوفاة الأخرى التي تحمل نفس الجنسية وتشترك مع الأخرى بتقارب اسم العائلة دون معاينة ولي الأمر للجثمان الخاص به كما تقتضي بذلك التعليمات.
وتم اكتشاف هذا الخطأ من قبل إدارة المستشفى في يوم السبت الموافق 20 - 9 - 1429هـ حينما استعد المختصون لاستكمال إجراءات التحنيط للجثمان الآخر المزمع ترحيله بناء على رغبة ولي أمره.
حينها تم إبلاغ المختصين وولي أمر الجثمان المطلوب ترحيله بهذا الخطأ واتخذت الإجراءات الإدارية اللازمة لمعالجة هذا الخطأ وفق النظام حيث تم بتوفيق الله تسوية الأمر مع أولياء الأمور بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
هذا وقد كونت لجنة متخصصة للتحقيق في ملابسات القضية بتوجيه ومتابعة من سمو أمير منطقة القصيم - حفظه الله - والشؤون الصحية إذ توضح الحدث حرصاً منها على الشفافية والوضوح وإيضاح الصورة للقارئ الكريم للتأكيد على أن مقدم الخدمة الصحية بحاجة ماسة إلى تناغم وتكامل من المجتمع بمختلف أطيافه للوصول بمستوى الخدمة الصحية إلى المستويات المأمولة من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله - كما أن للدور الإعلامي أهمية واضحة لدعم الإنجازات الصحية وإبرازها على الشكل الأمثل كالحال في إبراز التجاوزات والسلبيات إن وجدت وهي حتماً ستقع لكل من يعمل وينتج ولكنها نادرة وتكاد لا تذكر مقارنة بالاعداد المهولة التي تستفيد من الخدمات الصحية بكافة مجالاتها بشكل إيجابي.
هذا ما وددنا إيضاحه للقارئ الكريم والمتابع لهذا الحدث آملين تفعيل أدوار المجتمع والتأكيد عليها لظهور الخدمات الصحية بالشكل المطلوب مؤكدين أن العاملين بالقطاع الصحي مؤتمنون على أثمن ممتلكات الإنسان والمتمثلة بصحة الإنسان ومكافحة الأمراض والأوبئة ومواجهة المشاكل والعوارض الصحية والذي لن يتأتى إلا بتعاون المجتمع بكافة أطيافه، داعين الله العلي القدير التوفيق للجميع في ظل حكومتنا الرشيدة وفقها الله.