أعتبر أن برنامج (حجر الزاوية) الذي يحل عليه ضيفاً دائماً الدكتور سلمان العودة من أفضل البرامج الثقافية الدينية في القنوات الفضائية، ليس في رمضان فحسب ولكن على مدار العام.
ويجد البرنامج الذي يعرض هذه الأيام قبيل صلاة المغرب كل يوم اهتماماً واسعاً من مختلف الشرائح والطبقات ويجمع ربما عليه الجميع بأنه (متنفس) للمشاهدين متلمساً همومهم ويعطيهم لوناً ناصع البياض للحياة ومعانيها.
الدكتور سلمان العودة رجل وهبه الله ثقافة واسعة وإلماماً كبيراً بقضايا العصر ومستنداً علمياً فقهياً يتعايش مع الواقع ولا ينفر منه، أضف إلى ذلك امتلاكه للأسلوب المقنع في الحديث والكلمات تتساقط منه إلى القلوب فتفعل بالمشاهدين فعلتها إقناعاً وإعجاباً.
مثل هذه البرامج تعطي انطباعاً ويقيناً بأن الدين يسر وأنه يصلح لكل زمان ومكان وأن علاّمة مثل العودة يعتبر واجهة مضيئة لخطابنا الديني.
أذكر قبل نحو عامين أنني نشرت رأياً للدكتور سلمان العودة في هذا البرنامج يوم جمعة وتحدث فيها عن الفن والسينما وأنها ليست محرمة بالكلية وأن المحرم فيها هو بعض المشاهد غير اللائقة، وقد اتصل بي في اليوم الثاني وكنت متوقعاً أن المكالمة ستشهد اتهاماً منه أو غلظة في القول ولكن توقعي حاد عن جادة الصواب فقد سمعت من (شيخنا) ما سمعت من كلمات وملاحظات ساقها لي بأن النقل الانطباعي في المسائل الفقهية لا يَصلح كي لا ينحرف المعنى عن المقصود وحتى لا يتسبب الاجتهاد في فهم خاطئ. ونحن نحتاج لمثل هذه البرامج التي تخاطب كل مواطن عربي بأسلوب وأفكار مقنعة وخصوصاً أننا في حاجة ماسة لربط ديننا بحياتنا المعاصرة في ظل تسارع ايقاع الحياة.
وما هذه الاتصالات من شرق الدنيا وغربها على البرنامج إلا دلالة واضحة على وصول البرنامج لمبتغاه وإن كنت أرغب في التخفيف من كثرة الاتصالات على البرنامج في الحلقة لأنني متأكد أن المداخلات الهاتفية وبعض الأسئلة تقطع (حبل) أفكار الضيف وربما كان في نيته معلومة أراد قولها فحجبها اتصال السائل.
fm248@hotmail.com