خلط كثير من المشاهدين وقارنوا بين سلسلة (طاش) والمسلسل الجديد (كلنا عيال قرية) والممهورة جميعها ببطولة عبدالله السدحان وناصر القصبي، فيما يرى هؤلاء (المقارنون) أن هذين الثنائيين قد فشلا فشلاً ذريعاً ولم يقدما شيئاً يذكر، بل ذهب البعض إلى أن انتقد mbc التي واصلت عرض المسلسل رغم (فشله). وهنا يجب القول إن السدحان والقصبي لم يفشلا أبداً رغم ما واجههما من عقبات كثيرة يتحملان وحدهما مسؤوليتها من خلال تواضع الإنتاج و(البخل) في الصرف وضعف النص ورغبتهما في الظهور وحيدين بكل المشاهد وعدم إعطاء الآخرين فرصة وصولاً باختيار غير موفق لموفق الصلاح، ورغم كل هذا فهما لم يفشلا أبداً وما زلا يقدمان نفسيهما على أنهما وجبة رمضانية كوميدية لا يمكن الاستغناء عنها. يكفي السدحان والقصبي حسنة التجربة والمحاولة وكم مرة نادينا بأن يعملا عملاً يخرجان به من عباءة (طاش) وحين فعلا ما يريد البعض هبّ الجميع عليهما مزمجرين بفشل ذريع ونحوه. السدحان والقصبي يلعبان بالممكن ولا يرغبان في تجاوز الحد الذي يريان نفسيهما فيه، ورغبتهما الأهم أن يكونا في صورة الشاشة وحيدين دون منافس لهما ووضع الجميع في صندوق (الكومبارس)، ورغم ذلك لم يفشلا. من الخطأ أن نلغي تاريخاً واسعاً لهذين الكوميديين اللذين ملآ واقعنا بالضحك والحلقات القيمة التي تحركت بها مياه راكدة، ومن الخطأ أن نلغي جماهيرية حصدها الثنائي من الماء إلى الماء لمجرد مسلسل لم يحقق الرغبة منه ولم يجد مكاناً بين الناجحين، ورغم هذا لم يفشلا.