طرابلس - بيروت - منير الحافي - وكالات:
عشية عيد الفطر المبارك امتدت يد الإرهاب والغدر مرة جديدة لتضرب الجيش اللبناني والعاصمة الثانية للبنان (طرابلس).
العملية الإرهابية التي استهدفت حافلةً تقل جنوداً من الجيش اللبناني، حصلت عند المدخل الجنوبي لطرابلس وتحديداً في منطقة البحصاص وأسفرت عن مقتل أربعة عسكريين ومدني واحد، وجرح 32 آخرين بينهم عسكريون.
وأشار مصادر إلى أن التحقيقات الأولية دلت على أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة محشوة بالمسامير وضعت في سيارة مركونة إلى جانب الطريق وأن صاحب السيارة قد تم توقيفه. وتأتي العملية بعد أسابيع قليلة على التفجير الذي استهدف حافلة كان يستقلها جنود عائدون إلى عملهم بعد إجازات أمضوها مع عائلاتهم في الشمال. وأكدت القيادة العسكرية في بيان أن الانفجار يستهدف المؤسسة العسكرية ومسيرة الأمن والاستقرار وخطوات التقارب والمصالحة.
وشدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال اجتماع أمني ضم قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي على أن مواجهة الإرهاب والتصدي له يكون بتوحيد الصفوف والإسراع بتحقيق المصالحات.
وتلقى سليمان اتصالين هاتفيين من الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني عبد الله الثاني استنكرا فيهما الجريمة.
العالم دان الانفجار أيضاً وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون مكورماك على الحاجة لوضع كل الأسلحة في لبنان تحت سيطرة الدولة. ودان سفير المملكة في لبنان عبد العزيز خوجة جريمةَ التفجير. ورأى فيها محاولة لقطع الطريق على المصالحات والحوارات اللبنانية الجارية. واعتبر خوجه أن هذه الجريمة تهدفُ إلى هز الاستقرار الأمني والجو السياسي الجديد الذي يُبشر بمناخٍ طيب للوصول إلى انتخابات نيابية تعزز الحل التوافقي الذي يسعى إليه اللبنانيون.
كما دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تفجير طرابلس وأكد دعم بلاده للبنان وسلطاته ومؤسساته الأمنية في مكافحة الإرهاب. الأمين العام لجامعة الدول العربية طالب القادة اللبنانيين بالتمسك بالمصالحة الوطنية والتصدي لدعاة العبث الإجرامي.
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد من جهته أن شمال لبنان يشكل خطراً على سوريا لأنه أصبح موئلا للمتطرفين من المجموعات الأصولية على حد قوله. وقال الأسد في حديث لنقيب المحررين اللبنانيين ملحم كرم ينشر اليوم الثلاثاء حسبما نقل عنه كرم لوكالة فرانس برس (إن شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف تشكل خطرا على سوريا).
