تحل علينا هذا العام ذكرى عيد الفطر المبارك، وهي ذكرى تأتي متوافقة مع ارتفاع في أسعار العديد من السلع.. الأمر الذي يلقي بأثره على المواطن.. ويحتار الإنسان عندما يذهب إلى الصيدلية أو الأسواق الكبرى وحتى الصغرى مثل البقالات ومحلات الخضار حيث يقف مذهولاً بشدة أمام ارتفاع أسعار (الأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية والتموينية والخيار والطماطم حتى البقدونس أصبح غالي الثمن) كل الأسعار ارتفعت دون استثناء وعندما تتصل على الجهات المعنية يأتيك الرد نحن لسنا مسؤولين عن الأسعار هذه مشكلة عالمية.
أجل هنا يترك الحبل على الغارب كلٌ يرفع السعر بمحض إرادته.. لأن هذه الجهات لم تكرس جهودها للحد من ارتفاع الأسعار.
وأقترح أن تكون هناك جهة معينة محددة ولها فروع في كل حي (ليست حماية المستهلك الحالية) لمراقبة جشع التجار وأصحاب المحلات التجارية والصيدليات لكي يرتاح ضمير المواطن من هذه الارتفاعات المتوالية بين الحين والآخر والتي لا ترحم جيوب ذوي الدخل المحدود.
وأقول.. هل تعلمون أن التجار وأصحاب المحلات التجارية والبقالات والصيدليات لم يرفعوا الأسعار إلا بعد زيادة رواتب الموظفين قبل أشهر.. فلماذا كل هذا يا تجار.. إنني أسأل وأتعجب؟! هنا.. ألا يكفيكم ما حصلتم عليه من الفوائد طوال عشرات السنين.. يجب أن تتساعدوا مع الدولة يجب عليكم تخفيض الأسعار وأخذ الفائدة المعقولة واليسيرة أعيد مرة أخرى يكفي ما جنيتم خلال عشرات السنين يجب أن يكون لديكم القناعة ويجب نبذ الجشع وحب المال وجمعه بشتى الطرق.. يجب عليكم أيها التجار النظر بنظرة فاحصة ومتأنية وبعين العطف على هؤلاء المواطنين الذين يركضون وراءكم ليحلقوا بالأسعار دون جدوى.. وإنني هنا أعرف بأنكم لستم سيئين ولكن الجشع استشرى بينكم والتسابق ديدنكم وأتمنى ألا تنسوا إعانات وزارة المالية خاصة عن الأرز.. أيها التجار: تخيلوا مواطناً راتبه 3000 ريال أو 4000 ريال أو حتى 6000 ريال كيف ينفقه على إيجار المنزل أو المواد التموينية أو مصاريف الأولاد أو على السيارة أو على العلاج.
أيها التجار يجب أن تقفوا عند حدكم.. يجب أن تجعلوا الله أمامكم لأن الله هو الذي أعطاكم هذه الأموال فيجب أن تستغلوها في أوجهها الصحيحة وبالطرق الشرعية التي لا تؤثر ولا تضر المواطن المستهلك الأخير الصغير، أتمنى في هذه المقالة أن تتجاوب (وزارة الصحة وتنفض الغبار عن مراقبيها ووزارة التجارة تنهض برجالها في الغش التجاري والمراقبة على المحلات التموينية ووزارة البلديات لمراقبة الأسعار والسعودة في المحلات والبقالات وحتى أسعار إيجارات المنازل من هذه الجهات نفض الغبار ونشر موظفيها في الأحياء والشوارع والأسواق لكي يعم الهدوء والطمأنينة وتستقر الأسعار.
وفي ختام هذه المقالة التي لم أتعود أن أكتب فيها عن هذا المجال إلا عندما طفح الكيل.. أود أن أطرح سؤالاً على المسؤولين في تلك الجهات وهم أيضاً جزء لا يتجزأ من المجتمع السعودي عليهم حقوق ولهم واجبات.
(هل تعلمون أن ارتفاع الأسعار والفقر وقلة ذات اليد يسبب الكثير من الجرائم بأنواعها نحن في غنى عنها).. أتمنى أن يعي المسؤولون في الوزارات المعنية عن الأسعار مسؤوليتهم كاملة ويشمروا عن سواعدهم ويخرجوا من مكاتبهم على الطبيعة ليروا الأسعار والجشع الواضح.. وأدعو الله أن يحفظ ولاة أمرنا وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه ويقينا شر ارتفاع الأسعار وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والله من وراء القصد..