القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور - فتحي رابح - دينا عاشور
اعتبر المفكرون وعلماء الأزهر أن اليوم الوطني للمملكة مناسبة سنوية للتأكيد على ما تقوم به من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة. مؤكدين أن مسيرة النهضة بالمملكة والإنجازات التي تحققت هي نتيجة جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يواصل مسيرة الإنجازات العملاقة التي تحققت منذ توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود.
وأكدوا أن المواقف القيادية للمملكة العربية السعودية تجاه التحديات الدولية التي تواجه الأمة الإسلامية والعربية تعتبر في طليعة اهتمامات حكومة المملكة التي تعتمد على الدبلوماسية في مواجهة هذه التحديات واستطاعت بفضل حكمة الملك عبد الله بن عبد العزيز أن ترد على الحملات الغربية على الإسلام بمنتهى الثبات والقوة ووضحت الصورة الحقيقية للإسلام.
قال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إن مساعي ومجهودات خادم الحرمين الشريفين في مجال الدعوة تتسم بالتميز في الفاعلية والتأثير والنجاح، موضحا أن الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب أياد بيضاء على الدعوة الإسلامية في بلادنا بشكل خاص وفي مختلف بلدان العالم بشكل عام، وقد أتيح لنا العديد من الفرص من خلال اللقاءات والزيارات التي قمنا بها إلى المملكة العربية السعودية للتعبير عن شكرنا لهذه المجهودات السعودية ومن ثم فنحن إذ نتوجه للمملكة وقائدها بالتهنئة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة نتطلع أن يعيش شعب المملكة في رخاء واستقرار دائمين تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين.
وقدم الدكتور علي جمعة مفتي مصر التهنئة للمملكة ملكا وأمراء ومسؤولين وشعبا بمناسبة أنه من حق كل مواطني المملكة العربية السعودية أن يفخروا ويتشرفوا بانتمائهم لأراضي المملكة الطاهرة والمقدسة. وأنه فخر لكل مواطن سعودي أن ينتمي للمملكة والأراضي المقدسة قبلة المسلمين ومهبط الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وأوضح جمعة أن المملكة السعودية ملكا وحكومة وشعبا لا تدخر جهدا في خدمة الكعبة المشرفة والأماكن المقدسة بالمملكة ودائما يسعون إلى الأفضل وإلى إراحة ضيوف الرحمن الذين يأتون ضيوفا على المملكة في مختلف أوقات السنة.
وأشاد جمعة بحب الشعب السعودي للخير وأنه التقى العديد من النماذج المحبة للخير ومساعدة المحتاجين والفقراء في مختلف البلدان الإسلامية دون رياء أو نفاق وإنما يحرصون على أن يكون عملهم خالصا لوجه الله العظيم.
مملكة العطاء والحرية
ووجه الدكتور نصر فريد واصل - مفتى مصر الأسبق بمناسبة اليوم الوطني للمملكة تحية إجلال وتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة قائلاً: إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال عظيمة ليس جديداً أو غريباً على قادة المملكة وتاريخها الحافل بالمزيد من هذه الأعمال والمشروعات والخطط التي استهدفت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم تبرز المساهمات الكبيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين لصالح الأقليات المسلمة في العالم مما كان له الأثر الملموس في الارتقاء والنهوض بالدعوة الإسلامية في جميع البلدان التي تعيش فيها الأقليات المسلمة مع المتغيرات والتطورات التي حدثت السياسات الدولية وإعطاء مساحات اكبر من الحريات للمعتقدات الدينية وفك القيود والضغوط التي كانت تمارس بكل قسوة وعنف ضد المسلمين في العديد من البلدان، فقد شهدت المساعدات السعودية للأقليات طفرة أكبر عبرت عن نفسها في زيادة ضخمة في اعداد المساجد والمكتبات الإسلامية وكذا المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية فضلاً عن تشييد وبناء المراكز والجمعيات الإسلامية التي تبلغ رسالة الدين الإسلامي الحنيف وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتؤكد على قيم الحوار بين الأديان من خلال التسامح والقيم الإنسانية، والحضارية النبيلة والثابتة.
وهنأ الدكتور عمر الديب وكيل الأزهر سابقا المملكة العربية السعودية قائلا: نحن نهنئ إخواننا الأشقاء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين جلاله الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن الأعياد الوطنية ذكرى يتذكرها أهل هذه الأوطان ويعتزون بانتسابهم إليها ويضحون في سبيلها بأرواحهم للدفاع عنها وحماية حدودها من كل مغتصب أو معتد أثيم.
وقال د. عبد الحليم السيد أحد علماء الأزهر الشريف في هذه المناسبة: إننا لا نملك إلا التحية والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكل العاملين بالجهاز الوطني والسياسي والديني.
ويبارك د. عبد الحليم للشعب السعودي وجميع الأمراء في المملكة ويهدى لهم تحية تقدير واعتزاز داعيا الله للشعب السعودي بمزيد من العزة والأمان لوطنهم العظيم.
ويهنئ د. زكي عثمان رئيس قسم الثقافة والدعوة بالأزهر الشريف المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني، قائلا لا نقصر التهنئة على هذا العيد الوطني لأن هذا البلد في لحظات أعياد دائمة فهو بلد الله الحرام ومهبط الوحي والمسجد النبوي فضلا عن الخدمات الجليلة التي يؤديها من أجل الدعوة الإسلامية وحماية القرآن الكريم، وبذل الخير والنفع للفقراء والضعفاء، متمنيا من الله حفظ المملكة وملكها وشعبها والقائمين عليها.
كما يهنئ الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني، ويتمنى من الله أن يجعل كل أيامها أفراحا ومسرات وتظل حياتهم في خير دائم، لأنهم لا يدخرون جهدا في العمل والإنتاج وبذل الجهد، فتحولت المملكة من حياة بدائية إلى حياة حضارية متطورة تساير ركب الحضارة والمدنية في العالم كله.
وأضاف: إن المملكة لها دور عظيم في خدمة المسلمين ويكفي ما تقدمه في الحرمين المكي والمدني، وما يبذلونه من جهد لخدمة الحجاج والمعتمرين، مما يؤكد أنها في خير وعلى خير مستمر، سائلا الله التوفيق للمملكة، وتحقيق جميع آمالهم، ودوام الأمن والسلام لهم.
مناسبة عزيزة
أكد الدكتور رشدي شحاتة أبو زيد - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان أن هذه المناسبة عزيزة على كل مسلم لما تمثله المملكة من مكانة خاصة في قلوب المسلمين لوجود المقدسات الإسلامية وتعلق القلوب للزيارة وحج بيت الله الحرام.
وقال إن المملكة شهدت أحداثاً كانت تستهدف أمنها واستقرارها ولكن بفضل حكمة الملك عبد الله وحنكته تمكنت الحكومة السعودية من اجتثاث بذور الإرهاب دون أن يعبث ذلك الإرهاب الأسود بأمن الأراضي المقدسة، مشيرا إلى أن الملك عبد الله يمثل قيمة عربية وإسلامية لكل الشعوب العربية فهو يتميز بأنه شخصية متزنة تجرى العروبة في جسده عنده شهامة وحافظ منذ توليه على الوسطية والاعتدال في كل القضايا العربية والدولية.
وعلى صعيد آخر لا ننسى دوره المهم في التقريب بين وجهتي النظر لمنظمة فتح وحماس، كما له دور عظيم في الحفاظ على العلاقات العربية - العربية المتينة ومحاولة تجميع الدول العربية على كلمة واحدة في كل القضايا الدولية.
علاقات قوية
وأوضح الدكتور محمد أبو ليلة - الأستاذ بجامعة الأزهر أن المملكة منذ تأسيسها لها رصيد كبير من الثقة والاحترام لدى المجتمع الدولي، وتحتل مكانة وحضورا إيجابيا على مختلف المستويات الدولية وخاصة في السعي إلى تحقيق مبادئ العدل والسلام، مشيرا إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم استطاع أن يتصدى بحزم للتيارات الإرهابية والمتطرفة، وأقام علاقات قوية مع كل الدول، وتمكن أن يجذب أنظار العالم أجمع إلى رؤيته الصائبة في رئاسته لمؤتمر حوار الأديان في إسبانيا.
وقال: أنا حريص سنوياً من خلال جريدة (الجزيرة) على تقديم التهنئة في المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة السعيدة، مشيرا إلى دور المملكة الرائد في خدمة الأقليات الإسلامية ودعم خادم الحرمين الشريفين للمشروعات التعليمية والدعوية لعدد من المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا وأوروبا.
ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرحمن - أستاذ الأخلاق الإسلامية بجامعة الأزهر أن دور خادم الحرمين الشريفين في مجال الدعوة الإسلامية واضح ومشرف والمملكة بقيادته لها إسهامات في المجالات العلمية والتنموية، مشيرا إلى أنه عمل أستاذا في كلية الشريعة بالرياض وتعرف عن قرب على دور المملكة كقوة اقتصادية عالمية، باعتبارها من أهم مصدري البترول ودورها الديني باعتبارها قبلة لكل مسلم في شتى بقاع الأرض.
منظومة الأمن الإسلامي
أما الدكتور أحمد عمر هاشم - رئيس جامعة الأزهر الأسبق فقال: إن مناسبة اليوم الوطني للمملكة تؤكد من جديد نجاح وتفوق الدعم السعودي للدعوة الإسلامية خاصة الدول التي أسعدها الاستفادة من هذا الدعم الذين درسوا وتخرجوا من الجامعات والمعاهد السعودية اطلعوا على حقائق الدين والعلم وعادوا إلى البلاد للمساهمة في تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام.
وأضاف: لقد سعت المملكة إلى أن التكافل الإسلامي هو السبيل لاستعادة المسلمين مكانتهم وعزتهم، وفي سبيل تحقيق التضامن الإسلامي سعت المملكة إلى إقامة منظومة من المؤسسات الإسلامية الحكومية وغير الحكومية ومنها رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ويدل ذلك على أن التضامن الإسلامي الذي أولته القيادة الرشيدة منذ بداية تأسيس المملكة العربية السعودية يشمل عدة مفاهيم لعل أهمها مفهوم الأمن الجماعي للدول الإسلامية والعمل على تسوية المنازعات بين تلك الدول بالطرق السلمية وتقديم المعونات الاقتصادية للدول والمجتمعات الإسلامية ذات الإمكانات المحدودة، بل وتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للدول الإسلامية المنكوبة ومناصرة الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضاياهم وتوفير الدعم المادي والمعنوي للتجمعات الإسلامية أينما كانت من خلال المساهمة السخية في بناء المساجد وإنشاء المراكز الحضارية الإسلامية.
قيادة العالم الإسلامي
يقول الدكتور عبد المعطى بيومي - عميد كلية أصول الدين سابقا: إن المسلمين في مصر من علماء وفقهاء ومفكرين أو دارسين وباحثين يكنون كل تقدير وحب للقيادة السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الذي يقود العمل الإسلامي في جميع أنحاء العالم للارتقاء والنهوض بالدعوة الإسلامية، والاستجابة إلى احتياجاتها ومتطلباتها العديدة في ظل التحديات التي تواجهها، وأشار إلى أن الدعم الإسلامي السعودي إلى عديد من الدول الآسيوية والإفريقية وصل إليها وحقق زيادة ملموسة واهتماماً خاصاً لإظهار سماحة الدين الإسلامي وقيمه، ويضيف بيومي أن الشعب المصري بشكل عام يحيي ويتوجه بخالص التهنئة للمملكة العربية السعودية على سياستها الثابتة الحكيمة والمتوازنة الداعية للأمن والاستقرار وبصفة خاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سألين المولى - عز وجل - أن تعيش المملكة في نهوض ونعيم دائمين - بإذن الله - في ظل قيادتها الحكيمة.
المملكة خير متدفق من العطاء
من جانبه عبر الدكتور جعفر عبد السلام - الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن اليوم الوطني للمملكة مناسبة عظيمة يستثمرها المسلمون في مصر لتقديم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والشعب السعودي الشقيق متمنين دوام الصحة والسعادة للمملكة ملكاً وقيادة وشعباً وذلك باعتبار المملكة بقيادة خادم الحرمين تعطي كل اهتمامها لجهود تحسين وتطوير أوضاع الدعوة في العالم ولا سيما البلدان النائية أو البعيدة.
وقال: يهمنا في هذا الإطار أن نخص بالشكر والتقدير المجهودات السعودية في مجال الإغاثة العالمية حيث تقدم المملكة كل ما في وسعها من إمكانات وأموال ومساعدات عينية للمنظمات الإسلامية المتخصصة في الإغاثة سواء تلك الموجهة إلى الدول التي تعاني من كوارث طبيعية، أو للدول التي تواجه حالات طوارئ كالسيول وسقوط المباني وغيرها، وذلك بالطبع فضلاً عن الإغاثة الموجهة لإنقاذ العديد من البلدان من أخطار المجاعة والمرض والجوع والأوبئة.
ويؤكد الدكتور منيع عبد الحليم - عميد كلية أصول الدين - جامعة الأزهر أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سباقة في كل ما يخدم الإسلام والمسلمين وتقود منذ سنوات طويلة الجهود للدفاع عن الصورة الصادقة والصحيحة للإسلام والمسلمين، سواء من خلال دعم المؤسسات والجامعات الإسلامية أو الهيئات الأكاديمية والمكتبات التي توضح حقائق الدين للمسلمين وغير المسلمين بما يسهم في الرد على حملات التشويه والإساءة المتعمدة إلى قيم وآداب الشريعة الغراء.
ويقول الشيخ منجي فرحات المشرف العام على مدينة البعوث الإسلامية إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم لكل الأمة الإسلامية، فكل الحب والخير أحمله لهذا الوطن الذي شمله الله بالأمن والأمان، بعد أن عشت فيه سنوات لأتعلم وأدرس دين الله وغمرتني المملكة في هذه الفترة بالنعم التي توجد في المملكة العربية السعودية، ولحسن الحظ أن اليوم الوطني هذا العام يأتي خلال أيام مباركة على الأمة الإسلامية فتمتلئ الأجواء بالفرحة والحب والأمنيات الطيبة بهذه المناسبة والتوقيت الكريمين.
ويقول الشيخ عمر بسطويسي مدير العلاقات العامة والإعلام بالأزهر الشريف: إن المملكة العربية السعودية وأهلها الكرام هم الحارس على بيت الله الحرام أهم مقدسات الإسلام والمسلمين، والحمد الله أنهم الحارس الأمين وخاصة بعد أن قام الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتوحيد المملكة وجعلها شعبا واحدا وأرضا واحدة مما شدد عزمها وقوى وثبت أقدامها على الخير وأصبحت دولة قوية قادرة على مساندة المسلمين في كل بقاع الأرض حتى الأقليات المسلمة في الدول الغربية، وأصبحت المملكة في قلب الأمة الإسلامية ليس فقط بقدر المساعدات والمساندات للأقليات بل بإنشاء معاهد دينية وإسلامية لتدريس أصول القرآن وتعليمة، ومد هذه المعاهد بالكتب الدينية والقائمين بعملية التدريس.