أن تكون أميناً فهذا يعني أنك إنسان مختلف في هذا الزمن الرديء بكل ما تعنيه الكلمة، ولكن ماذا نعني ب (الأمين)..؟
هل الأمين هو الموظف الذي لا يقبل الرشوة؟ هل الأمين هو الموظف الذي لا يقبل الواسطة غير المشروعة..؟
هل الأمين هو ذلك الموظف الذي يحافظ على ممتلكات الدولة؟ أم الأمين هو الذي يأتي في الوقت المحدد، ولا يخرج إلا في الوقت المحدد أيضاً؟.
أعتقد أن الجميع يتفق على أن من يتصف بهذه الصفات موظف أمين جداً، و(أنا) كذلك أوافق أن هذه من صفات الأمانة، ولكن هناك موظفاً يتحلى بكل ما ذكر أعلاه، ولكنه في الحقيقة غير أمين، بل هو أخطر من الموظف الذي لا يتحلى بهذه الصفات الجميلة، أتعرفون من هو؟ .
إنه ذاك الموظف الذي يفشي أسرار عمله، سواء أسرار المسؤولين في إدارته والمخاطبات التي تتم بينهم وبين كبار رجال الدولة، أو من يفشي مخاطبات المواطنين المرفوعة للمسؤولين في قضايا مختلفة سواء كانت هذه القضايا خاصة أو عامة.
إن مما يؤسف له أن ظاهرة إفشاء الموظف أسرار عمله صارت من الظواهر المنتشرة في أجهزة الدولة بشكل لافت للنظر، بل إن بعض الموظفين يتباهون في المجالس بإفشائهم لمخاطبات فلان أو فلان لذاك الأمير أو الوزير، وكأنهم بذلك الفعل يضفون على أنفسهم هالة من الأهمية لكونهم يطلعون بحكم عملهم على ما قال فلان أو ما قيل عن فلان من عامة الناس وخاصتهم في مكاتبات رسمية توصف عادة بالسرية، إنني أعتقد أن من يفعل ذلك خائن للأمانة، ولذا يجب أن يعاقب العقاب المناسب، وهذا الجرم الذي ربما سبب إزعاجاً لمواطن بعينه وربما للوطن ككل، لذا فإنني أعتقد أن سن العقوبة أو العقوبات المناسبة لمثل هذا الجرم وإبلاغ كافة موظفي الدولة بها أمر في غاية الأهمية وعند ذلك يكون الجزاء أمراً حتمياً لكل مخالف..
والله المستعان.
almajd858hotmall.com