Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/10/2008 G Issue 13173
الاربعاء 23 شوال 1429   العدد  13173
الأمير عبدالعزيز بن عبدالله يفتتح أعمال اللقاء الثاني للفهرس العربي الموحد ويقول:
المشروع يمثل مسيرة التواصل والبناء للمؤسسات الثقافية والعربية.. سموه لـ(الجزيرة): ندرس ربط المكتبات السعودية مع المكتبات العالمية.. ولا تأثير للقنوات ومواقع الإنترنت على قيمة وأهمية الكتاب

الجزيرة - عوض مانع القحطاني :

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض أعمال اللقاء الثاني لأعضاء الفهرس العربي الموحد.

وقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم.. بعد ذلك ألقى سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله كلمة قال فيها:

يسرني الترحيب بكم في رحابة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي قامت بمبادرة رائدة في مشروع الفهرس العربي الموحد الذي نسعد بمرور عام كامل على تشغيله من قبل المكتبات العربية التي يقارب عددها التسعين مكتبة تمثل ست عشرة دولة عربية بدأت في مسيرة التواصل البناء فيما بينها لتبادل أكثر من (900) ألف تسجيلة للكتب العربية.

وأكد سموه أن طموحات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يتجاوز البعد المحلي إلى آفاق أرحب من التعاون المثمر البناء بين جميع المكتبات في الوطن العربي وخارجه من أجل حصر التراث الفكري العربي والإسلامي قديمه وحديثه، والمساهمة في إيجاد آلية من التعاون المثمر بين المكتبات العربية والأجنبية من أجل تبادل الخبرات والارتقاء بمستوى الضبط وتحقيق الانتشار للإفادة من التراث العربي والإسلامي من خلال الاستخدام الأمثل للتقنية الحديثة والالتزام بالمعايير الدولية في تبادل المعلومات وبما تحقق لنا مكانة بين الأمم والشعوب.

وقال سموه إن ما نسعى إليه جميعاً نحن وأنتم في هذا اللقاء هو تحقيق مستوى مشرف لمؤسساتنا الثقافية العربية لتصل إلى مستوى نظيراتها العالمية.

وهذا يجعل المسؤولية علينا جميعاً من أجل التعاون وتذليل كافة العقبات التي تواجه مكتباتنا خاصة في مجالات الضبط وحصر الإنتاج الفكري وإيجاد القنوات المناسبة التي يستطيع الباحث والقارئ والمستفيد الوصول إليه بكل يسر وسهولة.

وعبر سموه عن أسمى آيات التقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا المشروع الحضاري العربي الكبير، ودعمه اللامحدود والشكر موصول لكم والمؤسسات الثقافية والأفراد الذين تواصلوا مع برنامج الفهرس العربي الموحد؛ كما أتوجه بالشكر الخاص للإخوة العاملين في مركز الفهرس العربي الموحد؛ سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد للجميع في لقائهم الثاني.

كلمة المعمر

بعد ذلك ألقى معالي الأستاذ فيصل المعمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز كلمة أوضح فيها: تزداد سعادتنا اليوم بحضور هذا الجمع الكريم.. بعد مرور عامين على لقائنا الأول الذي احتفينا فيه سوياً بانطلاقة هذا المشروع الرائد الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة، بإهدائه إلى المكتبات العربية في لقائنا المتجدد وأمام التطورات المتلاحقة والملموسة على صعيد العمل في مركز الفهرس العربي الموحد، كانت الحاجة ماسة إلى وقفة موضوعية مع شركائنا, وضيوفنا الكرام، للاطلاع على التطورات المستجدة ولتقديم الجهود؛ واستخلاص النتائج المفضية إلى تعزيز خدمات الفهرس من ناحية، والتباحث حول الدور الذي يمكن للأعضاء القيام به في تطوير الفهرس من خلال مشاركتهم الإيجابية النابعة من قناعاتهم الذاتية بأهمية تفعيل هذه الإسهامات بما يؤدي في الأخير إلى تطويره من ناحية أخرى.

وقال المعمر خلال هذين العامين، وبتعاونكم المثمر والبناء، انتهت المرحلة الأولى لأعمال هذا المشروع العربي الذي يهدف إلى خدمة المكتبات والمؤسسات الثقافية بالعالم العربي، ويمكن الإشارة إجمالاً دون تفصيل لبعضها. وبيّن المعمر أن عدد التسجيلات الببليوجرافية بلغ (900.000) تسجيلة للكتب الورقية فقط؛ ما يدل على الإقبال المتزايد على الفهرس من قبل المكتبات العربية والعالمية، وحسب التقديرات، سيتجاوز عدد التسجيلات مليون تسجيلة خلال عام (2009م) بمشيئة الله تعالى؛ لينطلق المشروع إلى دوائر أخرى لتغطية الوسائط المعلوماتية الأخرى، غير الكتب.

كما استعرض المعمر الانجازات منها إنشاء مجموعة من القوائم الاستنادية في البيئة الرقمية، كعمل مؤسسي يمتلك مقومات الاستمرار والنمو مطابق لمعيار مارك 21 الاستنادي، ومستفيد من قائمة مكتبة الكونجرس الأمريكية، يراعي خصائص اللغة العربية، يتجاوز من خلالها نقائض الأدوات السابقة، بما يخدم الثقافة العربية في هذا الخصوص.. بدأت انطلاقة المشروع عالمياً من خلال التواصل مع المكتبات الوطنية الكبرى في العالم؛ حيث تم بحث أسس التعاون بينه وبين عدد كبير منها، وسوف تشهد المرحلة المقبلة بإذن الله، تعزيز التعاون مع هذه الجهات الدولية.. تضاعف الإقبال على عضوية المشروع، حيث يشرف بعضوية (15) دولة تمثلها (91) مكتبة؛ تمثل المكتبات الوطنية والعامة والجامعية.

كما لم تغفل المرحلة التشغيلية الأولى للمشروع، عنصري تطوير وتدريب القوى البشرية، حيث شهدت تنظيم عدد من الدورات، بلغت (28) دورة، محلية وعربية، شارك فيها (244) متدرباً ومتدربة، للتدريب على ممارسات الفهرس العربي الموحد، كما شارك مركز الفهرس العربي الموحد في العديد من الفعاليات الثقافية العربية والدولية المتخصصة، للتعريف به؛ وأثمرت هذه المشاركات في المؤتمرات واللقاءات عن خروج توصيات تدعمه. كما تم إنشاء بوابة إلكترونية خاصة بالفهرس، تعد منفذا مهما للتواصل مع العالم الخارجي والوسيلة الأساس لتقديم خدماته لصالح المكتبات الأعضاء، ومؤخراً صدرت النسخة الثالثة للبوابة والتي تحمل سمات تطويرية مهمة بالنسبة للفهرسة الأصلية على الخط المباشر، حيث بساطة الخدمة وسرعتها، ما يسمح للجميع بالمشاركة الإيجابية والاستفادة القصوى منها كما تم إصدار مركز الفهرس العربي الموحد النشرة (التسجيلة) الهادفة إلى التعريف بالمركز وشرح أهدافه والمراحل التي تم إنجازها، ويتم توزيعها دورياً على جميع المكتبيين العرب الذين حازت إعجابهم، كما تمت ترجمة صيغ مارك 21 للبيانات الوراقية، والاستنادية والمقتنيات والتصنيف، قائمة الحقوق.. وغيرها من الإصدارات المهمة في هذا الخصوص. والعمل جار على إصدار بعض الأعمال المهمة، منها: مجلة علمية محكمة، ورقية وإلكترونية، تعنى بقضايا تنظيم المعلومات والمكتبات الإلكترونية ونظم إدارة المكتبات؛ بالإضافة إلى إصدار سلسلة كتب ودراسات مؤلفة ومترجمة، تتناول قضايا تنظيم المعلومات والمكتبات الإلكترونية ونظم إدارة لمكتبات بالإضافة إلى أنه تم ضم المشروع ضمن مشروعات المبادرات الحكومية في المملكة العربية السعودية ونشر تعريف عنه في موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؛ كما تم وضعه إلى مشروعات الخطة الوطنية للعلوم والتقنية السعودية التي تشرف عليها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم وتقنية المعلومات المتطورة ومركز الفهرس العربي الموحد، على جهودهم المبذولة منذ انطلاقة المشروع قبل خمسة أعوام. بعد ذلك ألقى الدكتور محمد أمان عميد كلية المكتبات والمعلومات بجامعة دسكنس ملووكي بالولايات المتحدة سابقاً عضو مجلس الفهرس العربي كلمة أوضح فيها الدور الكبير الذي يلعبه المكتبات العربي وعلينا أن نستفيد ممن سبقونا في العالم للاستفادة من هذه الخبرات في مجال الفهرسة وإننا نقدر هذا الدور الذي تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز وثمن هذا التعاون العربي المشترك، ثم ألقى الأستاذ عوض أحمد عثامته مدير مركز التميز للمكتبات الجامعية في الأردن كلمة عدد فيها الجوانب الحسنة لهذا المشروع والتعاون العربي في مجال الفهرسة والدور الذي تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز،

عقب ذلك تم تكريم المتميزين. وقد فاز بجائزة التميز عمادة المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز، وجائزة استخدام المعلومات ديوان المحاسبة بدولة الكويت، وجائزة التعامل مع الفهرسة دار الحكمة، والفهرس المتميز فاز بها أحد موظفي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. عقب ذلك أدلى سموه بتقديم للصحفيين قال سموه إن خادم الحرمين الشريفين يدعم دعماً كاملاً مشروع الفهرس العربي الموحد ويحثنا أكثر فأكثر على نجاح هذا المشروع، والحمد لله أثمرت هذه التوجهات وهذا الدعم من خلال هذا اللقاء الثاني لهذا التجمع.. والقادم بإذن الله أكثر.

وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن العزوف عن الكتاب بسبب القنوات الفضائية والإنترنت رد سموه: لا أظن أن القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت قد تُفقد الكتاب قيمته، الكتاب له دور مهم جداً وسوف يكون له دور أكبر وسيبقى الكتاب هو الكتاب رغم أن هناك متصفحين لمواقع (للإنترنت) موجود عليها بعض الكتب وهناك من يدخل على هذه الكتب عن طريق الإنترنت. ومكتبة الملك عبدالعزيز لديها خطة أن تحسن خدماتها من خلال مواقع الإنترنت وهي موجودة لكن إلى الأفضل.

وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) حول ربط المكتبات في المملكة مع المكتبات العالمية حتى تبين فكرنا وتراثنا أوضح سموه قائلاً: هذا ما نعمل عليه حالياً حيث ندرس هذا الموضوع بعناية وهو تحت الدراسة حالياً وضمن اهتمام المسؤولية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد