تتعدّد وتتنوّع وسائل التربية والتعليم والعمل على بناء سلوك الفرد وتهذيب المجتمع.. ولعلّ منبر الخطابة في صلاة الجمعة أحد تلك الوسائل والأدوات التي دعت الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في تصريح له مؤخراً لاستثمارها بصورة فاعلة ومؤثّرة.. والمساهمة في عملية البناء التربوي والأخلاقي وتشكيل شخصية الفرد السعودي بما يتلاءم مع مكانة الدولة السعودية وقيمتها العالمية.. ومما لاشك فيه أنّ أيّ مجتمع يشهد حالياً عملية تغير دائمة انعكست على أفراده وخاصة فئة الشباب التي تشكِّل الأكثرية.. وهذه الفئة العمرية بمكوّناتها النفسية والاجتماعية قابلة للتحوّل والتغيّر.. وسلوكياتها متحركة سلباً أو إيجاباً وفقاً لدور مؤسسات التربية التي تقع على عاتقها مسؤولية مشاركة الأسرة في البناء الأفضل ونحو غرس قيم ومبادئ الصفات السلوكية المستمدة من سماحة الدين الإسلامي الحنيف..
... نتفق على أنّ أكثرية الشباب هي التي ترتاد الملاعب أثناء إقامة المباريات.. وما يصدر عنها من سلوكيات وتصرفات قد تبدأ عادة من قلّة عددية.. لكنها سرعان ما تأخذ في الانتشار وتجد قبولاً عند الأكثرية، وسواء كانت تلك السلوكيات الخارجة عن القيم والمبادئ معنوية أم مادية، فإنها نهاية تشكِّل ظاهرة غير صحية تستوجب إخضاعها للدراسة والتحليل..
... وإن كانت المباريات بين الأندية يجب أن تتسم بالمنافسة الشريفة والتمتع بالروح الأخلاقية التي تقوم على مبدأ احترام المنافس وتنطلق من قاعدة (تواضع عند الفوز.. وابتسم عند الخسارة).. فإنّ الموازين تغيّرت وتبدّلت.. وأصبح الشاب المشجع يتوجّه لملعب المباراة في حالة من توتر الأعصاب واضطراب الفكر.. وهدفه عدم الاستمتاع بلقاء مثير ولكن البحث عن بدائل سلبية سعياً منه للتقليل من شأن الآخر والإضرار به معنوياً.. وحيث تجاوز الوضع هذه الصورة.. إذ لم تتوقف المسألة عند حدود الألفاظ النابية والشتم واللعن وجرح الحياء العام.. بل طال أحياناً الإضرار بالممتلكات العامة في مشاهد (مصورة) مسيئة للمجتمع.. كذلك المشجع الذي أقدم على إشعال النار في المدرجات لتحرق (الكراسي) التي أعدت لراحته!
... نعم.. كلنا معك يا سمو وزير الداخلية في مناشدتك خطباء الجمعة تناول موضوعات تهم الشأن الاجتماعي العام وفي مقدمتها (الشباب) بتوجيهه بطريقة سليمة، وتعريفه أسلوب المشاهدة والتشجيع دون الإساءة للغير مع أهمية الحرص والمحافظة على الممتلكات العامة!!
وسامحونا!!
(سواها) (هلالي)
رجّحت كفة التكهنات التي سبقت لقاء ديربي الرياض.. وبنسبة كبيرة نحو ترشيح النصر للفوز عطفاً على نتائجه السابقة واستناداً لما كان يتمتع به من معنويات عالية وتبعاً كذلك للحضور غير الجيد للفريق الهلالي.
.. لكن جرت العادة أن مباريات الجارين (اللدودين) لا تخضع لأي مقاييس ولا معايير.. ولا تحكمها مستويات وفوارق فردية أو جمعية.. وحتى إذا كان البون شاسعاً بين الطرفين.. أحدهما في القمة والآخر في السفح، فإنّ المواجهة تلغي كافة أوجه التباين.. وترمي ترشح أحدهما بتحقيق التفوق جانباً.. وتبقى المباراة بسمة التميز والإثارة..
... تفوّق الهلال وتألّق وتجاوز كل الظروف التي مرت به.. ولأنه كان قد تأثر.. بدرجة بالغة لغياب طارق التايب كلاعب بارز ومؤثّر.. فإنه قد استعاد عافيته.. وظهر بشخصية يعتز بها مسجلاً إبداعه وحضوره الرائع لدرجة الشعور بأنّ التايب كان متواجداً في تلك المباراة!!
... وضحت (شهية) الهلال في مباراة النصر بأنها (مفتوحة) للآخر.. وبانت تحركاته منذ وقت مبكر وهي ترمي بقوة إلى التهام النصر كوجبة دسمة بعد معاناة مع حالة جوع شديد!
... قالها.. الكاسر.. ياسر للرفاق.. حياكم الله.. وبهدفه الأعجوبة.. هنا مرمى الخوجلي فاتحاً بابه.. (باشاً.. هاشاً) ومرحباً.. بتكرار الزيارة مرات ومرات.. وعليكم اغتنام هذه الفرصة المحدودة التي قد لا تحدث لاحقاً! لكن الصويلح بإضاعته تلك الفرص الثمينة والكرة التي رسمت وقدمت له على طبق من ذهب.. وكأنه يريد القول (رفقاً بصديقي محمد خوجلي).
... ضاع النصر وفقد هويته أمام الهلال.. ولم ينجح في مباراة (اختبار) الدور الأول سوى محترفه غير السعودي (التون) بينما (رسب) بعدة مواد دراسية كلٌ من الواكد.. الزهراني.. مدخلي (خاصة.. والذي لا يحق له دخول الدور الثاني).
... كما كان سعد الحارثي بمثابة (ضيف شرف) حيث لم يقدم شيئاً من مخزونه الفني الكبير باستثناء (كرة الهدف) التي أضاعها التون في الشوط الأول!!
... شكراً من الأعماق للهلال والنصر على إخراجهما مباراة نظيفة تجلّت خلالها الروح الرياضية..
وسامحونا
التعاون و(ما به مثله بالقصيم)
كان د. أحمد الربعي - ذو أصول بريداويه - رحمه الله - إذا التقيت به بالرياض أو في منطقة القصيم التي كان حريصاً على زيارتها بصفة مستمرة.. يردِّد بلهجته المحبّبة (التعاون ما به مثله بالقصيم) ويعلن محبته لفريق لم يشاهد له أي مباراة!!
... التعاون.. (السكري).. (برازيل القصيم).. (شيخ الأولى) وغير ذلك من ألقاب متنوعة..
فريق شديد الإبهار.. يمنح المتابع أعلى درجات الانبهار.. وإذا لم يكن له من قبل من مثيل على مستوى منطقة القصيم! فإنه الآن بدأ تقديم أوراقه كسفير معتمد و(دائم) على مستوى المملكة.. فقد عاهد نفسه ومحبيه (الكثر) على حصد (لقب) كل موسم مع تقديم هدية متواضعة لكل من شارك في بناء التعاون وإعداده.. ورسم مستقبل زاهر له!
.... والتعاون.. كنادٍ كبير يتميّز عن غيره من أندية المملكة.. بأنّ اختلاف منسوبيه في وجهات النظر - كظاهرة صحية - لا يمكن لها القفز على الثوابت والأهداف التي ترتكز على شعار (التعاون من أجل التعاون) التي أسستها (مرجعية) يحترمها كل (منتظم) و(منتسب) للكيان التعاوني بقيادة رئيس أعضاء الشرف الشيخ فهد المحيميد ونائبه الأستاذ ياسر الحبيب الذي لم يسجل له منذ أمد طويل سوى (مرة غياب بعذر) إذ تخلف عن مشاركته فرحة الاحتفال بالفوز الأخير (لن يكون أخيراً) فالتعاون اكتشف الطرق المؤدية للبطولات.. والفوز بالإنجازات.. وحيث لم أشاهد العزيز.. ياسر وسط فرحة أبناء التعاون، خشيت من وجود عارض صحي - لا سمح الله - وسارعت في الاتصال عليه هاتفياً ليرد في الحال معبراً عن فرحته بالمناسبة.. وعن حزنه الشديد لتواجده خارج المملكة في مهمة عمل خاصة!
... يا تعاون.. اشحذ الهمم.. واعتبر البطولة - كأس الأمير فيصل - جسراً للعبور نحو الممتاز واختيار أفضلية البقاء لأعوام عديدة... ودامت أفراحكم...
وسامحونا!