.من منا لا يعرف التواضع الكبير في شخصية الملك

عبدالله بن عبدالعزيز؟ ومن منا لا يأسره هذا التواضع غير المعهود في الشخصيات القيادية ويتوافر في الشخصية الأولى في بلادنا؟

تتسم شخصية الملك عبدالله بأنها فطرية .....

....طبيعية بدون أي رتوش أو رسميات.. يتعامل مع كل شخصية سواء أكانت هذه الشخصية رسمية أو مواطناً عادياً بنفس الطبيعة المتواضعة التي عهدناها فيه.. لا يحب الرسميات مثلما تحبها وتتعلق بها شخصيات سياسية دولية كثيرة، ويحاول -يحفظه الله- دائماً أن يبتعد عن شكليات المراسم، ويخرج عن الخط البروتوكولي ليقابل مواطناً، أو يتحدث مع أشخاص أو يرفع يده لتحية حضور في مجلسه أو في مركز تجاري أو في مناسبة عامة أو في معرض وفي مختلف الأماكن التي يتواجد فيها.

الملك عبدالله بهذه الصفات دخل قلوب الناس، ليس فقط على مستوى مواطني المملكة العربية السعودية، بل على مستوى مواطني دول عربية وأجنبية كثيرة.. فإلاحساس الذي يتركه لديهم أنه منهم وإليهم، ويحبهم ويقدرهم، ويحترم آراءهم ونقاشاتهم.. كما أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتميز بصفة الاستماع الجيد، فهو يريد أن يسمع من الأشخاص الذين يلتقونه، وهو ليس من الشخصيات التي تستأثر بالحديث مع الحضور.. ومع شخصيات سياسية أخرى في هذا العالم الكبير، نجد أن الشخصيات السياسية تستأثر بكل الحديث، ولا تتاح أي فرصة للتعبير عن رأي أو موقف الحضور، وما يشارك به الحضور عند تلك الشخصيات لا يتعدى أن يكون تحية السلام الأولى مع المصافحة، وتتلوها تحية الوداع، ويظل الحضور مستمعين فقط.. أما الملك عبدالله فهو يريد دائماً أن يسمع من الناس، وينصت لما يريدون أن يعبروا عنه من موضوعات أو قضايا.. ثم يتولى -يحفظه الله- التوجيه والتوضيح بما يرغبه من رأي أو قول.. وهذه الخاصية على وجه التحديد تعطي بعداً محورياً للعلاقة بين المواطن والحاكم، بين الراعي والرعية، قلما توجد في أي مجتمع آخر.

الملك عبدالله هو شخصية مريحة في إطلالتها، وقمة في تواضعها، وخير شاهد على ما أقول هو الموقف الذي حدث الثلاثاء الماضي عندما استقبل -يحفظه الله- معالي وزير التعليم العالي ووفد جامعة الملك سعود، وقدمت له الجامعة شهادة الدكتوراه الفخرية، وبكل تواضع قال إنه لا يستحق هذه الشهادة، وأن ما قام به ليس إلا واجب وطني.. والجميع يعلم أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الذي أعاد البناء وزرع التطور وأوجد الفرص وفتح المجالات أمام التعليم العالي عامة، وأمام جامعة الملك سعود خاصة.. فهو الشخصية الأولى في التعليم العالي التي حركت كل مؤسسات التعليم العالي، ودعمت إنشاء جامعات جديدة، وفتح ميزانية الدولة لكل مشروعات التعليم العالي، لأن نظرته الثاقبة هي أن مؤسسات التعليم العالي هي المصانع التي تصنع رجال المستقبل، وإذا لم نستثمر في بناء جيل المستقبل، فسنكون أمام جيل غير مؤهل وغير قادر على حمل راية التنمية الوطنية.

وهكذا بكل تواضع يعلن الملك عبدالله أن ما قام به مجرد واجب تحتمه مسؤولية المكانة التي يحتلها، ولكنا نعلم أيضاً أن كثيراً من قادة العالم لم تعط مؤسساته التعليمية مكانتها التي تستحقها، ولم تكن أولوية في سلم اهتماماتها الوطنية، أما الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقد أدرك أن دعمه لمشروع التعليم سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم العالي واستثمار مليارات الريالات هو عمل وواجب ومسؤولية وطنية. فتحية لقائد التواضع، ورائد العلاقات الإنسانية في مملكتنا، فقد أثرت هذه الشخصية في كل أبناء وبنات هذا الوطن، وأصبح اسمه محفوراً في القلوب، وتترجم هذه الأحاسيس في تعبيرات خارجية في مقالات أو لوحات أو حتى ملصقات على السيارات والأماكن العامة، تعبيراً عن حبهم وتقديرهم لهذه الشخصية.. والملك عبدالله أصبح كذلك نموذجاً تحتذي به شخصيات الدول الأخرى، بتواضعه وشهامته، وتقديره للآخرين.

نحن لا شك في المملكة فخورون بهذه السمات التي تعبر عن طبيعة التعامل وحسن الاستقبال.. وكنت قد سمعت وقرأت أكثر من شخصية سياسية وثقافية وإعلامية تعبر عن نقاء في شخصية الملك عبدالله، وطبيعة جاذبة للآخرين، وصراحة وشفافية عالية جداً.. وتستأثر شخصيته باهتمامات الناس سواء من حضر أو من شاهد.