عبدالعزيز الشاهري
بتراجع 703 نقاط (على المدى الأسبوعي) أغلق مؤشر سوق الأسهم تعاملاته الأسبوع الماضي بقيمة إجمالية تعادل 32.7 ملياراً بتراجع 11.1 ملياراً عن الأسبوع السابق له ليغلق على نقطة افتتاح الأسبوع قبل الماضي عند مستوى 6160 نقطة بعد أن تراجع يوم الأربعاء آخر أيام الأسبوع تراجعاً حاداً أفقده 236 نقطة على المستوى اليومي تراجعت فيه معظم الشركات والقطاعات وقد شهد قطاع الصناعات البتروكيمياوية ضغطاً وتراجعاً في معظم أيام الأسبوع مما جعله يقترب من قاعه الأخير وكان سبباً رئيساً في تراجع نقاط المؤشر.
نتائج الربع الثالث
وأهمية نتائج الربع الرابع
لم يكن هناك تراجع في نتائج الربع الثالث في كثير من الشركات التي أعلنت عن نتائجها عدا القطاع الأسمنتي بسبب منع التصدير خارجياً إلا أن القطاع بشكل عام يقف عند مكرر ربحي منخفض يساوي 8.82 كأقل مكرر ربح بين القطاعات الخمسة عشر ولهذا لايزال هذا القطاع قطاعاً استثمارياً لمن يبحث عن ما توزعه الشركات من أرباح سنوية نقدية، فأرباح الربع الثالث كانت جيدة في كثير من الشركات وحتى الشركات التي تراجعت كان تراجعها محدوداً مقارنة بالربع الثالث من 2007م فسابك القائد الأول للسوق لم يتراجع سوى 2% مقارنة بالربع الثالث من 2007م ولم تتأثر نتائجها كثيراً رغم الأزمة العالمية والتي تربطها بها علاقات مباشرة وغير مباشرة وبهذا فحتى إعلانات الربع الثالث لم يكن هناك تأثير على النتائج بشكل عام وهذا من الأسباب التي أدت إلى تذبذب المؤشر بين مستوى 6 آلاف و7 آلاف لأسبوعين متتاليين فلم يستطع فيهما تجاوز مستوى 7 ولم يستطع فيهما أيضاً كسر مستوى 6 آلاف والأسبوع الحالي قد يحصل أحدهما إما كسر الأقرب أو الاقتراب من السبعة آلاف.
وقد يعود عدم تأثر نتائج الربع الثالث لعدة أسباب منها أن الكثير من الشركات ليس لها نشاطات خارجية كالاتصالات وبعض الشركات العقارية وغيرها. وسبب آخر أن الأزمة الاقتصادية لم تظهر ظهوراً جلياً إلا الأيام الأخيرة من الربع الثالث وهذا أهم الأسباب فلم ينصب تأثيرها على المصارف والشركات ذات الصلة بالاقتصاد الخارجي حتى إعلان النتائج. ومن هذا نستنتج أن لنتائج الربع الرابع من 2008م أهمية كبيرة قد تحدد المسار العام بشكل أدق في حين تراجعها في الشركات المؤثرة تراجعاً كبيراً يتجاوز 10% فقد يعيد المؤشر في مساره الهابط حتى لو بدأ في تكوين موجات فرعية جزئية صاعدة وبالمقابل حينما تكون النتائج إيجابية والنمو إيجابياً أو أن الانخفاض - إن حصل - طفيفاً فقد ينهي المسار الهابط ويساهم في بناء مسار صاعد قوي. وعلى هذا فقد يشهد السوق قبيل إعلانات الربع الرابع تدنياً في السيولة وحيرة عامة يُفضل فيها الكثير من المتداولين الانتظار حتى الانتهاء من إعلانات آخر العام. ولا يعني هذا بقاء المؤشر من الآن في مساره الهابط فقد يشهد تذبذباً يستفيد منه المضارب اليومي والأسبوعي.
المؤشر فنياً
سجل المؤشر العام الأسبوع قبل الماضي قاعاً سنوياً عند مستوى 5639 ومن هذه النقطة ارتد في موجة فرعية صاعدة لم تتجاوز 7000 والتي بالقرب منها تراجع من نقطة 6953 ليتذبذب بين القاع الأخير وقمة الموجة الفرعية ولايزال حتى إغلاق الأربعاء فوق مستوى الستة آلاف وتحت مستوى 7 آلاف ورغم أن هذين المستويين ليسا إلا نقاطاً نفسية إلا أنهما قد يساهمان في تصور أدق على المستوى القريب، فكسر مستوى 6 آلاف هبوطاً والإغلاق تحتها لأكثر من يوم يوحي بنية المؤشر في تسجيل قاع تحت القاع الأخير، إلا أنه في حين عدم كسر هذا المستوى 5639 خلال هذا الأسبوع فقد يوحي بنية المؤشر في بناء موجة فرعية صاعدة قد يختبر فيها مستوى 7 آلاف مرة أخرى خلال الأسابيع القليلة القادمة، وقد تتأثر منها - إن تكونت - جميع شركات السوق حتى شركات المضاربة تأثراً إيجابياً، وهذا هو الأرجح ما لم تتفاقم الأزمة العالمية التي قد يكون للانتخابات الرئاسية الأمريكية دور كبير في تحديد تفاقمها من عدمه.
- الموجة الفرعية الصاعدة التي بدأت من 5639 وانتهت عند مستوى 6953 كان طولها يساوي 1314 نقطة تراجع المؤشر منها في ثلاث موجات صغيرة ABC أنهى منها الموجة A عند مستوى 6183 وكانت هابطة ثم كون الموجة B وكانت صاعدة وانتهت عند مستوى 6546 والتي منها تراجع في الموجة C ولايزال فيها، وقد يكسر بها مستوى 6 آلاف خلال هذا الأسبوع، ومن أحد احتمالاتها أن تكون طول الموجة A وإن كانت طول الموجة A فقد تنتهي عند مستوى 5776 أو قريباً منها علماً بأن هناك نقاطاً قبلها تقع بين مستوى 5800 - 6000 ففي حين الارتداد منها هذا الأسبوع وتجاوز مستوى 6546 فقد يتأكد بنسبة كبيرة زيارة مستوى 7 آلاف وما بعدها من نقاط قريبة خلال الأسابيع القادمة.
المؤشرات الفنية
لاتزال المؤشرات البطيئة في تقاطعاتها السلبية ولم تعط حتى الأسبوع الماضي أي تقاطعات أو انكسارات إيجابية ومنها على سبيل المثال الماكد على المدى الأسبوعي ومتوسط (50 - 100 - 200) على المدى اليومي وهذان المؤشران بطيئان في إعطاء الإشارة إلا أنهما الأصدق بين المؤشرات ويعتمد الكثير من المستثمرين في الدخول والخروج عليهما وهما حتى الآن في تقاطعات سلبية وقد لا تتحسن ما لم يتجاوز المؤشر مستوى 7500 تقريباً وهي ما تمثل متوسط 50 يوماً وهو المتوسط الأدنى في ترتيبه بين 100 و200 وكونه الأدنى فستظل السلبية قائمة حتى يخترقه المؤشر ويتقاطع مبدئياً مع متوسط 100 يوماً.
أما المؤشرات السريعة فهي في مواقع تشير إلى التشبع من البيع وانتظار الشراء ومنها الاستوكاستك والارس أي والماكد على المستوى اليومي لا على المستوى الأسبوعي، أما مؤشر السيولة ففي وضع إيجابي منذ أكثر من أسبوعين.
والخلاصة مما تقدم
المؤشر لا يزال بين 6 آلاف و7 آلاف والمؤشرات الفنية السريعة في مناطق جيدة وغير مخيفة ومن الضروري خلال هذا الأسبوع مراقبة مستوى القاع الأخير 5639 فكسر هذه النقطة يوحي بتراجع أكثر، أما في حين التراجع إلى ما بين 6000 - 5700 والارتداد منها والثبات فوق مستوى 6500 فهذا يوحي بتكوين موجة صاعدة قد تمتد لأكثر من أسبوع وقد تتفاعل معها معظم الشركات ولهذا لا بأس بتحديد جزء من السيولة للدخول به تدريجياً حتى مستوى 5800 مع ضرورة إبقاء سيولة خارجية احتياطا لأي عارض وطارئ وخاصة حول الأزمة المالية إلا أن المرجح حسب المؤشرات الارتداد قبل مستوى القاع الأخير ولا يعني هذا الجزم بذلك ولكن ما لم يستجد جديد فقد لا ينكسر القاع الأخير ما لم تتكون موجة صاعدة فرعية وليست نهائية وقد تتجاوز مستوى 7000 إن تجاوزت 6546 نقطة خلال الأسبوعين القادمين.
محلل فني
alshahry55@hotmail.com