Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/10/2008 G Issue 13176
السبت 26 شوال 1429   العدد  13176
(الضفة الغربية).. الوضع لا يحتمل

القدس - (رويترز)

في وقت يضطرب فيه العالم من جراء أزمة ائتمان وركود وشيك يصف تقرير للبنك الدولي كارثة اقتصادية تختمر ببطء في الصفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ويقول البنك إنها قد لا تدور حول رهون عقارية عالية المخاطر بل تتعلق بالأرض أو بالأحرى بالافتقار إليها، وهي تقع في صلب كثير من مشكلات الفلسطينيين.

فمنذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 عندما كانت الوظائف شحيحة بالفعل في مساحة ضيقة من مخيمات اللاجئين والمناطق المكدسة بالسكان يشهد اقتصاد الضفة الغربية انكماشاً سريعاً دون أن تنجح أية زيادة للمساعدات الأجنبية في وقف التراجع.

ويقول التقرير الذي يوثق الضرر الاقتصادي الناجم عن عقود من تقييد النفاذ إلى الأرض سواء للزراعة أو الصناعة أو الإسكان إن الوضع أصبح لا يحتمل. ويسيطر الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة على منطقة تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية، تسمى المنطقة (ج) في اتفاقات السلام المبدئية مع إسرائيل. ويصل الفلسطينيون إلى حوالي 38% من مساحة الضفة الغربية، لكن بشكل مقيد من جراء المستوطنات اليهودية والأمن الإسرائيلي. ويقول البنك الدولي إنه في المساحة متزايدة التكدس والتجزئة خارج المنطقة (ج) أصبحت قرارات استغلال الأرض غير عقلانية والإدارة البيئية غير حصيفة. ويقول التقرير: اليوم جزء ضئيل فحسب من السكان الفلسطينيين يسكنون المنطقة (ج)؛ لأنه لا حافز يذكر على البقاء هناك.

ويقول: في حين كان هذا مقبولاً بموجب تصور مؤقت بعد 13 عاماً من عمليات إعادة الانتشار الإسرائيلية المحدودة من المنطقة (ج) أصبح الوضع الآن لا يحتمل. (هذا التقسيم للأرض يشوه أسواق الأراضي؛ إذ يوجد نقص في الأرض)، وهو ما يؤدي بدوره إلى نقص في الإسكان ويجعل التنمية الصناعية في وضع غير موات. وقال التقرير: في أعقاب اتفاقات أوسلو كان من المتوقع دخول الاقتصاد الفلسطيني في فترة من النمو المستدام السريع. بدلا من ذلك دام النمو بضع سنوات فقط، ومنذ عام 2000 والاقتصاد في تراجع مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 14 في المئة عن ذروته في 1999م.

وعند أخذ النمو السكاني السريع في الحسبان يصبح الرقم أشد سوءاً حيث انخفضت حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 40 في المئة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن (يظل مناخ الاستثمار غير موات وفرص الأعمال دون الإمكانات بكثير) ما دام الجانب الأكبر من الضفة الغربية غير متاح للاستثمارات الاقتصادية الفلسطينية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد