«الجزيرة» - الرياض:
تشكل مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه السياج الآمن لحماية الأطفال من الاضطرابات السلوكية والمشاكل المزمنة الناتجة عن خلل في بنية ووظائف الدماغ مما يؤثر على السلوك والأفكار والعواطف.
وتهدف المجموعة التي تمثل هيئة تطويرية غير ربحية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى التوعية باضطراب فرط الحركة والمساهمة في تحسين الخدمات المقدمة لتلك الفئة التي تعاني من الاضطرابات.
وتصل نسبة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى 10% لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية وتستمر معاناة الكثير منهم حتى الكبر لكن بأشكال وأعراض مختلفة مما جعل المرض الأكثر انتشاراً لدى عيادات الأعصاب والطب النفسي للأطفال.
أعراضه لدى الأطفال:
وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر تتمثل في عدم التركيز وتشتت الانتباه وخصوصاً في حال وجود مؤثرات صوتية أو مرئية كما نجد أن الطفل المصاب لا يستمر في نشاط واحد وينسى سريعاً ومن أعراضه كذلك الاندفاع وسرعة العصبية وعدم الرضا والاقتناع والملل من الألعاب التي تستدعي تركيزاً ذهنياً والرغبة المستمرة في الألعاب المادية المحسوسة والتي لا تستدعي التركيز وضعف المهارات الاجتماعية وضعف التناسق الحركي والتعامل الفوضوي بالاضافة إلى المزاجية والعناد وكذلك تجد الطفل الذي يعاني من المرض لديه صعوبات في التعلم بالرغم من تمتعهم بمستوى ذكاء طبيعي وذلك بسبب عدم القدرة على التركيز والانتباه. وقد يعاني صعوبات أخرى مثل عسر القراءة أو مشاكل في اللغة والمحادثة.
أعراضه عند الكبار:
دحضت الدراسات الاعتقاد السائد لدى الكثيرين بأن فرط الحركة وتشتت الانتباه يصيب الأطفال فقط ويزول مع البلوغ وأثبتت البحوث بأن نسبة 30 إلى 70% من الأطفال المصابين تستمر معهم المعاناة إلى الكبر ولكن بأشكال وأعراض مختلفة.
وتتمثل أعراضه لدى الكبار في بعض مظاهرها أمراضاً عصبية نفسية مثل الاكتئاب واضطراب الشخصية والقلق أو بعض اصابات المخ لذا فلابد من التأكد من عدم وجود أي من هذه الاحتمالات، وكذلك يعاني الشخص من ضعف التركيز عند المذاكرة أو الاستماع أو أداء الواجب وقد يشكو من ضعف الذاكرة مما ينعكس على المرء رجلاً كان أم امرأة بمزيد من الاحباط والاحساس بالفشل وعدم القدرة على النجاح والمواصلة.
كما يبدو الشخص المصاب كثير التململ من أداء المهام والواجبات الملقاة على عاتقه ولا يستطيع تنظيم وقته مما يؤدي إلى عدم قدرته على الثبات على وظيفة أو إيجاد وظيفة أساساً.
العلاج للكبار والصغار:
يتكون علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه من عدة محاور لا يغني أحدها عن الآخر بل لابد منها مجتمعة لضمان نجاح العلاج:
أولاً: معرفة طبيعة وأعراض الاضطراب ومن ثم التعرف على الطرق المناسبة والمتبعة للتعامل معها.
ثانياً: العلاج النفسي والاجتماعي وهذا النوع من العلاج يمكن توفيره عن طريق جلسات لتبادل الرأي والمشورة وتقديم النصح من أجل معالجة المتاعب ومناقشة جوانب المعاناة لدى المصاب ومن حوله بمتابعة دقيقة من الأخصائي النفسي والطبيب المعالج، كما قد توفر الجلسات أشخاصا يعانون من نفس المرض مما يعزز من قدرة المريض على الاختلاط اجتماعيا ويقلل من احساسه بالوحدة.
تأسيس المجموعة وإنجازاتها:
تمت الموافقة على مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كهيئة تطوعية غير ربحية تحت مظلة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض لتعلن انطلاقتها مع افتتاح المؤتمر الأول عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الشرق الأوسط والذي انعقد في شهر شوال 1425هـ ديسمبر 2004م، وتلقت المجموعة المؤازرة والدعم من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال والمهتمين مما شكل دافعا لتحقيق الحلم وتحويله إلى كيان سيساهم في تقديم العديد من الأنشطة والبرامج المتخصصة عن هذا الاضطراب في المستقبل القريب.
ومن إنجازات المجموعة إطلاق أول موقع إلكتروني عربي متخصص عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بهدف نشر التثقيف العلمي والتربوي والطبي عن هذا الاضطراب كما يجيب على تساؤلات الزوار.
إعداد نشر العديد من المطبوعات الإرشادية والموجهة لفئات مختلفة مثل أولياء الأمور والتربويين وإنشاء أول قاعدة معلوماتية للمهتمين بهذا الاضطراب من أجل تنسيق الجهود والبرامج المستقبلية وتنظيم مؤتمر وثلاث عشرة ورشة عمل حول المرض وإنشاء مجموعة دعم تابعة للمجموعة بالمدينة المنورة بالإضافة إلى تنظيم الاجتماعات الدورية وتأسيس لجنة لتوحيد طرق التشخيص والعمل على ترجمة الكتب الرائدة والأفلام الوثائقية عن هذا الاضطراب وعرضها في ورش عمل.