مع دخول (الوسم) وبداية موسم الأمطار.. كثرت التخمينات والتوقعات.. وبدأت التخرصات التي تكتب بأسماء أشخاص ينتسبون لعلم الفلك.. ونحن بالطبع.. لا ندري.. هل هم فلكيون.. أم مجرد (متخرصين).
** الفلك (علم).. بل وعلم دقيق.. وله خبراؤه ولكن.. هناك من يحاول إقحام نفسه في هذا العلم وهو لا يدري عنه شيئاً.
** في كل عام.. يتوعدوننا ببرد (قارس جداً) أو صيف شديد الحرارة.. أو موسم أمطار (مغرق) أو موسم جفاف ولا يصح شيئاً مما قالوا أبداً..
** علينا أن نقرأ هذه التوقعات الجوية كل سنة وهي تخرصات موسمية نقرأها كل عام..
** هذا العام.. سارعوا إلى تبشيرنا بموسم أمطار لا تتوقف وقالوا.. إن هذا العام.. عام أمطار غزيرة للغاية.. وأن بوادرها قد بدأت الآن.. وأننا إزاء موسم كله أمطار قد تصل إلى فيضانات.. فاحذروا؟!!
** لا زلنا في بداية (الوسم) وما قالوه هؤلاء.. سبق ان قالوه في سنوات سابقة ولم يتحقق منه شيء ولكن.. علينا أن ننتظر ونتفاءل ونسأل الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد.. وأن يجعل ما قالوا صحيحاً.
** الأمطار والسيول لا شك هي خير كبير.. وخصوصاً في بلد صحراوي كالمملكة لا ينهكه شيء مثلما ينهكه الجفاف وقلة المياه.. فالزراعة لدينا تتأرجح وتضعف وتتراجع بسبب شح المياه..
والمزارعون يهجرون مزارعهم.. والمنتجات المحلية تقل بسبب ندرة المياه.. وهكذا شح مياه الشرب في عدد من المناطق بسبب الجفاف أيضاً..
** لاشك أننا نفرح ونسعد عندما يبشرنا أحد بالسيول والأمطار.. نخرج بأولادنا لنشاهد المطر والسيول.. لأننا لا نراه إلا قليلاً وفي بلدان أخرى لا يغيب عنهم المطر ولا السيول ولا يشكل لهم ذلك شيئاً بل يفرحون عندما يسمعون أو يرون الجو صحواً..
** صحيح أن مدننا الكبرى غير مهيأة أبداً لاستقبال الأمطار..
** وصحيح أن مدننا تغرق تماماً لو توالى نزول الأمطار نصف ساعة فقط..
** وصحيح أن الحركة المرورية تتوقف والسيارات تطفح ولكن فوق ذلك.. نفرح بالأمطار والسيول ونتباشر بها.
** هذا العام (بكَّر) منتسبو علم الفلك وبشرونا بموسم أمطار غزيرة.. وبشرونا بسيول جارفة.. وبشرونا بربيع ليس له نظير.. وبشرونا بمياه وبحيرات تروي جفاف الأرض..
** هذه بشرى خير.. والعلم بيد الله والأمر بيده وحده لا شريك له.. ولكننا متفائلون وفرحون وسعداء.. لأن البوادر قد لاحت.. والأمطار قد تساقطت بالفعل.
** هذه السنة تنبؤوا بأمطار وبرد وعواصف ومياه وفيضانات ولم يتركوا شيئاً في قواميس أجواء الشتاء إلا قالوا.. أنه قادم.. وأن موسم هذا العام سيحمله فإن جاء شيء من ذلك قالوا.. نحن قلناه.. وإن لم يحصل شيء من ذلك.. فلن يسألهم أحد.. ولن يقال لهم.. أين ما قلتم؟! لأن أقوال هؤلاء.. تذكرنا دائماً بحلم - الضبعة - (بكرة صحو.. أو غيم).