تتعدد المواقف، وتكثر الحالات التي تشهدها الساحة الرياضية، وتغري الكاتب الرياضي في تناولها والخوض فيها، فمن تكرار تأخير الإعلان عن جداول المسابقات، وضغط المباريات، إضافة إلى ما حفل به هذا الموسم من ظواهر أبرزها كبس المباريات وإقامتها في يوم واحد؛ ما يحرم المشاهد من متابعة معظمها، إلى ظاهرة الشغب الجماهيري التي باتت مصاحبة لبعض المباريات، ومروراً بالتصريحات المسيئة من قِبل بعض مسؤولي ومشرفي الأندية، وأخيراً وليس آخراً الممارسات الإعلامية (الفجّة) والموجهة التي ظهرت مؤخراً على السطح بقيادة المذيع (النجيب)، وبعض من ضيوفه المتعصبين، ومع هذه الوفرة من المواقف والحالات أجد نفسي متوقفاً عن الكتابة لقناعتي بأن الرأي لم يعد مجدياً، بل إن الحال يزداد سوءاً في ظل ضعف اللوائح وغياب العقاب، ومَن أمن العقاب أساء الأدب، وعلى ذلك تمضي معظم الأمور.
** إلا أن ما شدّ انتباهي، وجذبني للكتابة هو ما طرحه الزميل نزار العلولا عبر هذه الصحيفة في زاويته (شيءٌ للرياضة) يوم الثلاثاء الماضي بشأن رئيس الهلال السابق الأمير الراحل عبد الله بن سعد (يرحمه الله)، وذلك انطلاقاً من أن الكتابة عن شخصية كشخصية أبي فيصل أراها حقاً على كل مَن عاصر سموّه وعرفه عن قرب.
تحدث زميلنا نزار عن عبد الله بن سعد كرمز رياضي عمل بكل إخلاص وقدَّم للرياضة الكثير، وحقق لها الإنجازات عبر نادي الهلال، وطلب زميلنا العلولا من الزميل سلطان رديف كاتب سلسلة (الميت الحيّ) التي نشرتها صحيفة عكاظ، وتطرقت لسيرة عدد من الرموز الرياضية التي خدمت الرياضة السعودية، إلى تحويل ما يخص الأمير عبد الله بن سعد إلى كتاب وثائقي يحكي سيرة الرمز وما قدمه للرياضة.
** وسيرة الأمير الراحل وما قدّمه للرياضة عبر نادي الهلال تستحق التوثيق بالفعل ليطلع عليها الجيل الذي لم يعرف سموّه أو يعاصره، فسموّه هو مؤسس أو باني الهلال الحديث من خلال التميز الذي كانت عليه أنشطة وفرق النادي المختلفة وكذلك الإنجازات الكبيرة والقياسية التي تحققت على كافة المستويات وخاصة فريق كرة القدم الذي شهد تحوّلاً كبيراً في مستواه الفني في الثمانينيات الميلادية، حيث شهدت هذه الفترة ميلاد الفريق الذهبي بنجومه المميزين الذين قادوه لتحقيق البطولات المختلفة محلياً وخليجياً وعربياً وقارياً.
** الأمير عبد الله بن سعد قاد النادي - كما ذكر زميلنا نزار - في عصر الشح وقبل عصر الاستثمار، نجح بامتياز في إحداث نقلة نوعية ليست في فريق كرة القدم فحسب، بل في جميع الألعاب والأنشطة الأخرى من خلال بذله المادي وفكره الإداري المدعوم بحبه وعشقه للنادي، فهو أول من بادر لمنح أعضاء الشرف فرصة المشاركة في إدارة النادي عن طريق توليهم الإشراف على الألعاب المختلفة مع التكفل بدعمها؛ الأمر الذي أسهم في تخفيف العبء المادي على إدارة النادي، كما أسهم في تطوير الألعاب وإعادتها للمنافسة وتحقيق البطولات؛ لذلك شهد النادي في عهد رئاسة سموّه نقلة كبيرة في تطور مستواه وتحقيق القدر الأكبر من الإنجازات في مختلف الألعاب؛ الأمر الذي استحق معه سموه لقب باني الهلال الحديث.
** بقيت الإشارة إلى أن الأمير عبد الله بن سعد الرمز الرياضي و(باني الهلال الحديث) لم يقفز إلى كرسيّ الرئاسة مباشرة كما قفز الكثيرون من رؤساء الأندية، ولم يبحث عنه من أجل الأضواء والشهرة، ولكنه بدأ خدمة ناديه الذي عشقه متدرجاً من مشجّع عادي، فنائباً لرئيس رابطة المشجعين، ثم رئيساً لها، ثم عضواً في مجلس إدارة النادي، فنائباً للرئيس، وأخيراً رئيساً ذهبياً للنادي الأشهر آسيوياً، وذلك أحد أهم عوامل نجاحه وتميزه. كما اتصف (يرحمه الله) باحترامه للرأي الآخر حتى ولو كان مخالفاً لرأيه، وكان سموه يتقبل الانتقادات دون حساسية، وتعامل معها بما يحقق المصلحة العامة؛ لأنه كان يبحث عن النجاح، وهذا أيضاً عامل آخر من عوامل نجاح سموه.
** هذه السيرة العطرة تنطوي على دروس مستفادة يتعين أن تطلع عليها الأجيال الحالية لتتعلم منها حب العمل التطوعي والإخلاص له والتفاني من أجله، ولتتيقن أن المناصب لا تصنع الرجال، بل هم الذين يصنعون الأمجاد، فبجدهم ووفائهم وحبهم وسعيهم تعلو هامات كافة المجالات التي يتولون أمورها، فذلك بعض ما كان عليه الرجل عبد الله بن سعد يرحمه الله.
باختصار
** خليل جلال يراه الكثيرون أفضل الحكام لدينا رغم تكرار أخطائه المؤثرة، لعل آخرها ما أعلنه الفودة الذي أشار إلى ضربتي جزاء لمصلحة الهلال لم يعلن عنهما خليل في لقاء الهلال والحزم الأخير.
** أحمد الفريدي أصبح أحد النجوم المؤثرين في الفريق الهلالي، يعاب عليه النرفزة التي تسببت في حصوله على ثلاثة كروت صفراء لم يكن ليحصل عليها لو حافظ على هدوء أعصابه.
** أكثر من لاعب هلالي حصل على كروت صفراء بأخطاء ليس لها ما يبررها. هل تكرار ذلك بسبب غياب القائد الميداني داخل الملعب أم لغياب التوجيه والعقاب الإداري خارجه؟
** أحترم خبرة وأخلاق وعطاء العملاق محمد الدعيع، ولكن مركزه كحارس مرمى قد يفقده فرصة توجيه زملائه ومناقشة الحكم في مواقف كثيرة تتطلب تواجد القائد قريباً من الحدث.
** يبدو أن انشغال سعد الحارثي في مراقبة ما يحدث من مدربي الفرق المنافسة أثناء المباريات يؤثر على عطائه داخل الملعب، كما حدث في لقاءي فريقه أمام الاتحاد ثم الهلال!!
** احترافية أبو ظبي الرياضية لا تختلف عن احترافية قناة المذيع الواحد.. فكلتا القناتين تبحث عن مهرجين يملؤون ساعات البث بما يرونه مثيراً حتى ولو كانت إثارة ممجوجة.
Mohd2100@hotmail.com