يرتكز اقتصاد المعرفة على المعلومات والأفكار والصور بشكل قوي مقارنة بالمنتجات المادية المتمثلة في الآلات والمواد الخام وغيرها ومن هنا يختلف اقتصاد المعرفة عن الاقتصاد الصناعي ويخضع لمنطق وقواعد جديدة.
ذكرت ذلك دراسة حول مجتمع المعرفة وأضافت أنه يمكن التعبير عن المعرفة والأفكار بهذه الوسيلة ولذلك فإنها تيسر التعرف على باقي أجزاء اقتصاد المعرفة والذي يطلق عليه الاقتصاد غير محسوس الوزن ويمكن التعبير عنه باسم منتجات المعرفة. ويرتبط بذلك عدة عناصر أساسية منها أن المعرفة مورد اقتصادي أساسي يرتكز عليه اقتصاد المعرفة، وأنه لم يعد الاقتصاد اقتصاد ندرة ولكن اقتصاد وفرة فمعظم المواد تنفد بالاستخدام في حين أن المعلومات والمعرفة يمكن المشاركة فيها وتنمو من خلال التطبيق، وارتفاع قيمة المعرفة من خلال معالجتها أو إدخالها في نظم وذلك مقارنة ببقائها في عقول البشر، وعدم توقف منتجات المعرفة أمام حدود المسافات الجغرافية على خلاف السلع والمنتجات المادية، واعتماد القيمة بشكل كبير على السياق بمعنى أنه يمكن أن تختلف قيمة نفس المعلومات والمعارف وفقاً لاختلاف الأفراد الذين يستخدمونها والوقت الذي يتم فيه استخدامها، وتجزؤ الإنتاج والاستهلاك حيث يحدث نوع من التحول من الإنتاج الكبير والتسويق الكبير إلى التوجه الكبير إنتاجاً وتسويقاً إلى المستهلك الفرد أي الإنتاج لجمهور كبير حسب طلب الأفراد، ونشأة رأس المال المعنوي على مستوى الاقتصاد ككل، فقد أصبحت أوجه التباين في إنتاجية ونمو مختلف البلدان لا تتأثر كثيراً بنقص الموارد الطبيعية بقدر ما تتأثر بقدرة هذه البلدان على تحسين نوعية رأس المال البشري وعوامل الإنتاج أي خلق معرفة وأفكار جديدة ودمجها في شكل أدوات وأشخاص.
وتشير الدراسة أنه في سياق عملية النمو الاقتصادي بدأت تزداد بوضوح حصة رأس المال المعنوي مقارنة برأس المال المادي المتمثل في البنية التحتية المادية والآلات والمخزون من البضائع والمواد الطبيعية، ويتمثل رأس المال المعنوي في فئتين هما الاستثمار المخصص لإنتاج ونشر المعرفة والاستثمار المخصص للإبقاء على الحالة المادية والمحافظة على رأس المال البشري، فلقد زاد بشدة الاستثمار المتصل بالمعرفة في مجال البحوث والتنمية والتعليم العام وبرمجيات الحاسب الآلي. وليست اقتصاديات المعرفة مقصورة على حقل التقنية رفيعة المستوى ولكن العلوم والتقنية تمثلان منطقة مركزية في القطاعات الجديدة مما يعطي دفعة إلى النمو الاقتصادي.
وتنعكس هذه التطورات في الانتشار المتزايد باطراد للوظائف في إنتاج ومعالجة ونقل المعرفة والمعلومات، ولا يقتصر هذا التوجه على التقنية رفيعة المستوى والقطاعات المتصلة بخدمات المعلومات والاتصالات فقط، فالمجتمع ككل يتحول إلى أنشطة تقوم على المعرفة المكثفة. وتؤكد الدراسة إلى أنه عادة ما تتم الإشارة إلى اقتصاد المعرفة باقتصاد المعرفة العالمي حيث تسهم ثلاثة عناصر أساسية متداخلة وهي تكثيف عنصر المعرفة في المنتجات واعتماد الإنتاج على عمال المعرفة الذين يستخدمون عقولهم وليس أيديهم كما كان سائداً في الاقتصاد الصناعي، وعالمية الأسواق والمنتجات حيث يتم استخدام الأجهزة والبرمجيات في مواقع بعيدة، وتزداد عمليات الترابط والتشابك خاصة مع التطورات المستمرة للشبكة المعلوماتية.
وعلى الله الاتكال.