جدة - واس
افتتح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ورئيس جمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف، مساء أمس في جدة أعمال الاجتماع الرابع لمنتدى مجموعة الرؤية الإستراتيجية (روسيا والعالم الإسلامي) الذي تنظمه الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية تحت عنوان (مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية). وتناول معالي الدكتور نزار مدني في كلمة خلال افتتاح الاجتماع النتائج المرجوة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي دعا إليها - حفظه الله- في يوليو الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد. وقال (إن هذه المبادرة جاءت في وقتها تماماً، حيث يعيش العالم حالياً حروباً وصراعات بعضها عسكري وبعضها الآخر فكري وحضاري، الأمر الذي تسبب في شيوع لغة العنف ورفض الآخر، وانتشار أساليب حوارية مرفوضة، لأنها مبنية على أسس خاطئة تعتمد الصراع بدلاً من الالتقاء والتحاور والوصول إلى أهداف مشتركة تدفع مجتمعنا الدولي قدما نحو الأمام). وأضاف (إن سياسة المملكة هي التواصل وتهدئة التوتر بين مختلف الأديان وتحسين صورة الإسلام واستعادة احترام القيم الدينية وقبول الاختلاف والإصغاء والاعتراف بإمكانيات العيش المشترك في إطار عالم تعددي، بغية توطيد السلام والتفاهم المتبادل في عالم يتسم في كثير من الأحيان بالعنف، والخوف من الآخر). ونوه معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية باهتمام روسيا بتطوير التعاون متعدد الجوانب وطويل الأجل مع العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الرئيس السابق فلاديمير بوتين والرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف ينظران إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية على أنها من الأولويات الإستراتيجية لموسكو. في حين أكد رئيس روسيا الاتحادية دميتري مدفيديف في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس جمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف أن التعاون بين روسيا والدول الإسلامية يتطور بوتيرة عالية، مشدداً على أن بلاده بصفتها مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي عازمة على توسيع التعامل الفعال مع العالم الإسلامي، وقال (أعتقد أن البحث الموسع في مبادرة خادم الحرمين الشريفين في تطوير حوار الأديان يكتسب أهمية بالغة ومبدئية، وفي ضوء الدور الكبير للعامل الديني في الشؤون الدولية على الوجه الخاص). وفي الوقت ذاته أعرب رئيس جمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف عن تطلعه بتنمية التعاون مع العالم الإسلامي مبدياً تأييده التام لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. ورأى في هذا الصدد أن تلك المبادرة سيكون لها دوراً كبيراً في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين. وأضاف (يمكن لروسيا والعالم الإسلامي أن يرسخا لنظام أكثر تسامحاً وعدالة لنظام لا تظهر فيه بوادر الإرهاب أو الفتنة أو العنف). وتابع (أود أن أقتبس كلمة قالها خادم الحرمين الشريفين وننظر إليها على أنها دستور حياة وهي قوله إن: الإنسان يمكن أن يكون سعيداً في الأرض التي يعيش عليها ويمكن أن يكون في حالة بؤس وشقاء إذا لم يحترم كل طرف الآخر أو يتناقش بالحوار لا إلصاق التهم).
من جانب آخر، رأى مدير مركز شراكة الحضارات بنيامين بوبوف أن روسيا بإمكانها القيام بدور كبير في التواصل مع العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الوقت قد حان ليكرس الجميع الجهد لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار التي تؤسس لعالم جديد يتيح الأمن والاستقرار للجميع، داعياً إلى بحث هذه المبادرة وبلورتها ووضعها موضع التنفيذ. فيما أكد مدير الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية السفير الدكتور جميل بن محمود مرداد أهمية التعايش الإيجابي البناء بين العالم بوصفه الأساس الوحيد لقيام نظام عالمي يتسع للجميع. وقال (إن حكومة المملكة لا تدخر وسعاً في دعم مثل هذه المنتديات التي تعطي أملاً لغد مشرق للإنسانية)، مستعرضاً دور وزارة الخارجية في تعزيز العلاقات مع بلدان روسيا. وقال (إن سمو وزير الخارجية يدعم جميع المنتديات التي ترسخ ثقافة الحوار بين الأطراف المختلفة). حضر افتتاح الاجتماع صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف ومعالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي ومعالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد وعدد من المفكرين من العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية.