واشنطن - الوكالات
أدلى الأمريكيون بأصواتهم أمس الثلاثاء لاختيار الرئيس الـ44 لبلدهم في انتخابات تاريخية تعد حملتها تقريباً الأطول من نوعها بعد استمرارها عامين فيما صنفت أنها الأغلى أيضاً، حيث بلغت كلفتها نحو 5.3 مليار دولار ناهيك أنه يمكن أن تحمل أول رجل أسود إلى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة هو الديموقراطي باراك أوباما. ويمثل المرشحان جيلين مختلفين؛ فأوباما يبلغ من العمر 47 عاماً وماكين 72 عاماً والقيم التي يدعو إليها كل منهما وآراؤهما مختلفة تماماً وإن كان كل منهما يتحدث عن التغيير.
وفي جميع أنحاء البلاد، كانت هناك طوابير انتظار طويلة أمام مكاتب الاقتراع. وعند الساعة 16.00 تغ كانت جميع مكاتب الاقتراع في أمريكا فتحت أبوابها باستثناء جزيرة هاواي حيث بدأ التصويت في الساعة 17.00 وبدا الاقتراع في قريتين في نيوهامشر (شمال شرق) عند منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء وهما دكفيل نوتش حيث اختار السكان باراك أوباما الذي حصل على 15 صوتاً مقابل 6 لماكين. وفي قرية هارتس لوكيشن حصل المرشح الديموقراطي على 17 صوتاً مقابل 10 لماكين. ويبلغ إجمالي عدد سكان القريتين 120 نسمة. وأدلى باراك أوباما (47 عاما) بصوته صباح أمس الثلاثاء في مدينة شيكاغو (يلينوي). واقترع أوباما، الذي ألهبت دعوته للتغيير حماسة كثير من الأمريكيين من مختلف المشارب والانتماءات العرقية والاجتماعية، بصحبة ابنته الكبرى ماليا قرابة الساعة 13.40 تغ وانضمت إليه بعد قليل زوجته ميشال وابنتهما الصغرى ساشا. وقرابة الساعة 14.00 تغ اقترع المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن بصحبة والدته كاثرين (90 عاما) وزوجته جيل في ولمنغتون (دلاوير - شرق).
أما هيلاري كلينتون، التي خسرت معركة شرسة مع أوباما فاقترعت في تشيبكوا في نيويورك حيث تمتلك منزلاً هي وزوجها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. واقترع جون ماكين (72 عاماً) بصحبة زوجته سيندي في فينكس بولاية اريزونا (جنوب). أما ساره بايلن المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس فاقترعت قرابة الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (16.00تغ) في بلدتها بولاية الاسكا التي تحكمها.
ويعتقد بعض الخبراء أن ما يراوح بين 130 و135 مليون ناخب قد يقترعون مقابل 120 مليونا في العام 2004 و105 ملايين في العام 2000. وكان أوباما تحدث في ساعة متأخرة من مساء الاثنين أمام 90 ألفاً من أنصاره جاؤوا للاستماع إليه في ماناساس بولاية فرجينيا (شرق) التي لم تعط أصواتها لأي مرشح ديموقراطي منذ العام 1964. ويأمل الديموقراطيون الاستفادة من هذه الزيادة المتوقعة في الإقبال خصوصاً أن السود الأمريكيين محتشدون كما لم يحدث من قبل خلف المرشح الديموقراطي وأن عدداً كبيراً من الشباب سيقترعون.
وتوقعت الاستطلاعات الأخيرة التي نشرت أمس الثلاثاء فوز المرشح الديموقراطي باراك أوباما وأشارت إلى أنه يتفوق على منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق يراوح بين نقطتين وتسع نقاط. وتؤكد كل الاستطلاعات الثلاثاء أن أوباما سيحصل عى 50% أو أكثر من أصوات الناخبين. ولم يحصل أي مرشح ديموقراطي للرئاسة، بما في ذلك بيل كلينتون على أغلبية أصوات الناخبين منذ جيمي كارتر عام 1976.
ويشير الاستطلاع اليومي واشنطن بوست أي بي سي نيوز إلى تقدم أوباما بفارق 9 نقاط (52% مقابل 44%).
وحسب مؤشر معهد راسموسن اليومي، فإن أوباما يتفوق بست نقاط على ماكين (52% مقابل 46%). وأفاد استطلاع مؤسسة زغبي أن أوباما يأتي في المقدمة بفارق 11 نقطة (54% مقابل 43%).
وقال الموقع المستقل ريل كلير بوليتكس الذي ينشر معدل وسطي لكل الاستطلاعات المنشورة في آخر بياناته التي نشرها عند الساعة 18.00 تغ أن المرشح الديموقراطي متقدم بفارق 7 نقاط (51.9% مقابل 44.4%). ويفترض أن ينتخب الأمريكيون الرئيس وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وكل أعضاء مجلس النواب. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الديموقراطيين سيعززون الغالبية التي يتمتعون بها في الكونغرس.