تشارلوت (نورث كارولاينا) واشنطن -باتريك بيرت - الوكالات
نعى باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جدته التي توفيت أمس الأول الاثنين واصفاً إياها في اجتماع حاشد بحملته الانتخابية (بالبطلة الصامتة) التي ساعدت في تنشئته.
ومع وصوله إلى ولاية نورث كارولاينا لحضور اجتماع حاشد في حملته الانتخابية قبل انتخابات الرئاسة التي جرت أمس أعلن أوباما وفاة جدته مادلين دنهام (86 عاماً) في منزلها في هونولولو بعد معركة مع السرطان.
وقد لعبت مادلين دانهام جدة باراك أوباما التي توفيت الاثنين الماضي دوراً رئيساً في حياة المرشح الديموقراطي الذي تركته قبل ساعات من انتخابات تاريخية ترجح الاستطلاعات فوز حفيدها بها ليصبح أول أمريكي أسود يصل إلى البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة.
وربت جدة باراك أوباما حفيدها على قيم الأمريكيين المحافظة. ولدت مادلين لي باين في 26 تشرين الأول- أكتوبر 1922م في كنساس في قلب الريف الأمريكي المحافظ.
ولم تتمكن الجدة التي كانت تصارع مرض السرطان من المشاركة في الحملة الانتخابية لحفيدها ولكن أوباما كثيراً ما وجه التحية علناً إلى هذه السيدة التي بدأت حياتها كسكرتيرة قبل أن تصبح نائبة رئيس بنك هاواي في العام 1970م.
وقال أوباما أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر في آب- أغسطس الماضي (إنها هي التي علمتني معنى العمل الشاق).
وأضاف (إنها هي التي كانت تحرم نفسها من سيارة جديدة أو ثوب جديد لكي توفر لي حياة أفضل، لقد أعطتني كل ما كان لديها ورغم أنها لم تعد تستطيع السفر إلا أنني واثق أنها تشاهد التلفزيون هذا المساء وأن هذا اليوم هو يومها أيضاً) في إشارة إلى أنها ستعتبر نجاحه في الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي نجاحاً لها. من جهته أصدر جون مكين مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات بياناً قدم فيه تعازيه كما تمنى حظاً طيباً لأوباما.
وكان أوباما يشير كثيراً إلى دنهام التي ساعدت والدته في تنشئته على أنها حجر الأساس في عائلته والشخص الذي ساعد في بلورة قيمه.
وكان قبل أسبوع قطع حملته الانتخابية للقيام برحلة استغرقت 22 ساعة إلى هاواي لزيارتها.
وقال أمام الاجتماع الحاشد الذي عقد في العراء وسط هطول الأمطار والدموع تتساقط على وجنتيه وصوته يختنق بالدموع إن هذه اللحظة مريرة بالنسبة له.. مضيفاً (كانت متواضعة للغاية وصادقة... كانت واحدة من هؤلاء الأبطال الصامتين الموجودين في شتى أنحاء أمريكا.. إنهم ليسوا مشاهير... ولكن كل يوم يعملون بجد). وساعدت دنهام في تنشئة أوباما من سن العاشرة عندما كانت والدته تعمل في إندونيسيا.
وقال أوباما إنه بعد زيارته لجدته في هاواي انهالت عليه البطاقات التي تتمنى الشفاء وأفضل التمنيات لجدته والزهور من شتى أنحاء البلاد وكثيراً ما شكر الحشود في الاجتماعات الحاشدة لدعواتهم لها.
وذكر سناتور إيلينوي وشقيقته مايا سويتورو-نج في بيان (كل هذا منح جدتنا ونحن السعادة... سنحترم رغبتها في إقامة مراسم عزاء خاصة صغيرة تجرى في وقت لاحق).
ووصفا جدتهما في البيان بأنها (شخص شجعنا وسمح لنا بالمجازفة).
وكانت دنهام تتابع حملة أوباما الانتخابية باهتمام بالغ. وقدم مكين وزوجته سيندي تعازيهما في بيان لأوباما وعائلته (وهم يتذكرون شخصية كان لها كل هذا الأثر الكبير في حياتهم). وقال مكين في اجتماع انتخابي حاشد في روزيل بنيو مكسيكو (نقدم تعازينا له (أوباما) ونحن معه هو وعائلته اليوم).
وشكر أوباما في اجتماعه الحاشد في تشارلوت مكين قائلاً إن ذلك كان (كرماً كبيراً) منه.
وهدأ أيضاً من نبرة حديثه عن مكين سناتور أريزونا في حملته الانتخابية إذ أثنى عليه لاختلافه مع حزبه فيما يتعلق بقضايا مثل التعذيب.