Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/11/2008 G Issue 13187
الاربعاء 07 ذو القعدة 1429   العدد  13187

دفق قلم
جمعية الفضيلة في محاربة الرذيلة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

نافذة بديعة فسيحة يفتحها موقع (جمعية الفضيلة من أجل إيقاف التدهور الخلقي في بعض الفضائيات العربية التجارية الخاصة) وهو موقع حديث النشأة، حيث افتتح على الشبكة العنكبوتية في 27-9-1429هـ ويا له من يوم افتتاح عظيم، ويا لها من بداية مباركة في يوم رمضاني مشرق من أيام العشر الأواخر التي يتحرى فيها أهل الإسلام ليلة القدر.

مجموعة كريمة نبيلة من نساء هذه البلاد الطاهرة التي انطلق منها نور الإسلام إلى آفاق الدنيا، مجموعة تعرف أسماءهن في ميادين العلم والثقافة الإسلامية الصافية، والدعوة إلى الحق والخير والهداية كل من له علاقة بالثقافة والمعرفة في بلادنا.

نساء مسلمات رأين الغثاء الإعلامي الذي يكاد يخفي عن الأنظار صفاء نهر الفضيلة والحشمة والوقار، ورأين بعض الفضائيات العربية تسرح وتمرح في بيوت المسلمين، دون رادع من دين، أو محاسبة من نظام، أو حماية من قانون، ورأين تلك الفضائيات تتمادى حتى أصبحت أخطر على البيوت من تهريب المخدرات، وحتى أخرجت شباباً مسلمين في أعمار الفتوّة (ذكوراً وإناثاً) من بساتين أخلاق مجتمعهم، ورياض تعاليم دينهم، وواحات الحياء والحشمة، إلى مستنقعات الرذيلة، والهبوط الخلقي، والانحراف العاطفي، رأين ذلك كلّه، فحملْن المسؤولية وهنّ بها -إن شاء الله- جديرات، وأنشأن هذا الموقع المهم الذي يحمل اسم الفضيلة في مواجهة الرذيلة، وقدّمن لنا -نحن الرجال- أنموذجاً رائعاً لدور المرأة المسلمة التي تعرف دينها حقّ المعرفة، وتعرف ثقافة عصرها، وتنطلق للإصلاح ومواجهة الباطل على وعي وبصيرة.

إنه دور أمهات المؤمنين ونساء السلف الصالح الفاضلات يظل بارزاً في كل زمان ومكان، دالاً على عظمة ديننا الحنيف، وشموليته، وصلاح تشريعاته لكل زمان ومكان.

نحيّي الأخوات الكريمات على هذه الخطوة المباركة الرائدة التي تهدف إلى إيقاظ روح العزيمة في نفوس الأمهات وربّات البيوت والمعلمات والموظفات، وإلى تذكيرهن بدورهنّ المنتظر في هذه المعركة الخلقية الفضائية الطاحنة.

لقد استنطقتُ بائعة الريحان في قصيدتي (بائعة الريحان) التي صدرت في ديوان يحمل هذا العنوان قبل سنوات، استنطقتها بهذه المعاني، وبخوفٍ يوارد نفوس أنصار الفضيلة على مستقبلها في عصر أصبح ينظم الرذيلة ويجيزها بما يسنّ من القوانين، فقالت بائعة الريحان: (أحسّ يا بني أن سوسة الرذيلة، ستأكل الفضيلة، وأنكم في كأس هذه الحضارة، ستشربون حسرة شديدة المرارة). وليت بائعة الريحان حيّة اليوم لأبشرها بجمعية الفضيلة المباركة.

هنا أشيد بمؤسسات هذه الجمعية (أروى العمر، د. أسماء الحسين، حصة الخلف، حنان الخليوي، زكية قربان عبدالله، الزهراء الغفيلي، صفية الغامدي، د. عادلة البابطين، عواطف الخريصي، د. غربية الغربي، نائلة محمد نصار، د. نوال الخليوي، د. نورة السعد، د. نورة العدوان، د. وفاء السبيل). أشيد بهنّ وبمجتمعهن، وأقول: إن دعمهن حق على كل مسلم ومسلمة في هذه البلاد وفي غيرها من بلاد المسلمين، وأسأل الله لهن الإخلاص والتوفيق.

إشارة:

أختاه دونك حاجز وستار

ولديك من صدق اليقين شعارُ

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد