ما الذي يقوله الموت؟..
كيف يباغت؟.. وماذا يترك؟
في تشييع أحد أبناء عمومتي هذا الأسبوع.. قال الموت وتحدث وباغت وخطف، وترك الدموع تترى والقلوب تئن.
بعث برسالة صغيرة..
(الحياة لا تستحق منا أن نختلف).
حمل جثمان ابن عمي (مبارك بن ناصر السيحاني) رجال كثيرون إخوانه وأقاربه وأبناء قبيلته وأبناء وطنه في المنطقة الشرقية بمختلف أطيافهم الدينية تجاور الشيعة والسنة وتباكى موظفوه من المسيحيين ووقفوا خارج المسجد يكفكفون دمعاً ساخناً ذرفوه عليه وأصروا أن يسيروا معه حتى لحظة دفنه..!!
** حين يكون الإنسان رحيماً رفيقاً منصفاً عادلاً.. يتبارى الناس في محبته.. حين لا يخفي قسمات وجهه الرحيمة ويجعلها لأهله فقط.. حين يعطي بعدل وإنصاف كل من يعمل لديه دون أن ينظر إلى خانة دياناتهم أو جنسياتهم.. فهو بالتأكيد يعلِّم الناس درساً في أخلاق المسلم الحقيقي الذي يبشِّر ولا ينفِّر!
** هؤلاء الذين يعمرون الحياة بمحبة الناس ومساعدتهم والفزعة لهم في كل ما يحتاجونه تشعر أنهم ظل شجرة يسير بمحاذاتك..
فقط تشعر بطمأنينة وجودهم.. فهم هناك يسيرون بمحاذاتك ويظهرون لك في الوقت الذي تكاد أن تلتفت لتقول لهم: أين أنتم؟
** كان ابن عمي من هذا النوع من الرجال..
يقف دائماً من أهله وجماعته وأصدقائه وجيرانه كالظل القريب.. الذي يظهر صاحبه حين تدعو الحاجة إليه وقبل أن تنطلق صرخة المحتاج إليه.. يلبي النداء!
** إلى رحمة الله الواسعة.. أيها الفارس الذي أتقن معركة الحياة.. لم يخسرها قط إلا في لحظة الموت..!
** ولتبق هذه المسحة من الحزن المجللة به أشجارنا.. كلما سقطت منا ورقة.. تملكتنا أحزان الخريف ولوعة الفقد ومرارة الغياب..
** وليسكب الله سبحانه قطرات الصبر والثبات على قلوب أهله من أم وإخوة وأخوات وزوجة وأبناء وبنات.. فهو رحيم عليم.
fatemh2007@hotmail.com