Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/11/2008 G Issue 13187
الاربعاء 07 ذو القعدة 1429   العدد  13187
عن الأحوال المدنية
محمد العيدروس

قبل عدة سنوات مضت، كان إنجاز المعاملة داخل إدارات الأحوال المدنية أشبه بالمعجزة، وكان الدخول إلى مبنى إحدى إدارات الأحوال يعني فقدان الأعصاب وتوتر المزاج والخروج خالي الوفاض.

سريعاً.. أدرك سمو الأمير نايف وسمو الأمير أحمد، حجم المعاناة التي يجدها المواطن والمراجع لهذا القطاع، وكان لابد من وضع منهجية تنظيمية تحسم تلك الوضعية.

ولم يجد الأميران (المثاليان) وقيادات الداخلية خيراً من رجل المهام الأكثر صعوبة محمد بن نايف لاسناد مهمة تطوير ذلك القطاع ورسم استراتيجية تنظيمية تحقق له الانتاجية التي ينشدها المواطن.. مرت الأيام سريعاً ليتولى الأمير محمد حقيبة تطوير الأحوال المدنية برعاية مباشرة من سمو وزير الداخلية وسمو نائبه لتتحقق النجاحات تلو الأخرى، وتبرز للمجتمع إدارات أحوال مثالية شعارها التنظيم وسرعة الإنجاز والدقة المتناهية.

إن ما يحدث من تطوير شامل في إدارات الأحوال المدنية وآخره تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية في المعاملات، يجسد لنا مدى الفكر المتنامي والحس الوطني المواكب لمستجدات العصر الذي تطبقه قيادات الداخلية.

ومع عجالة الحديث عن تطوير وقفزات إدارات الأحوال المدنية نذكر بالتقدير جهود وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية ناصر الحنايا.. الذي يترجم توجيهات ولاة الأمر ويزرع الحماس والثقة والإبداع في نفوس موظفيه. أدعوكم لزيارة مبنى وكالة الوزارة للأحوال في حي المروج أو أي من فروعها لتروا أن العمل لا يقف عند الساعة الثانية أو الثالثة ظهراً بل يمتد إلى ساعات الليل المتأخرة.

مزيداً من النجاحات لرجالات وقيادات وزارة الداخلية.

نقاط في فن الإنصات

يقول وليام فيكتور (تعلم حسن الإنصات وكأنك تتعلم حسن الحديث). وقال: (تكون متحدثاً لبقاً.. بقدر ما تكون مثالياً في الإنصات).

مشكلتنا (جميعاً).. أننا نعشق الحديث بشكل هستيري.. وتسيطر علينا غريزة (الأنا) والحديث عن أنفسنا، دون أن نكلف أنفسنا منح الآخرين فرصة التحدث عن تجاربهم وإبداء مشاعرهم وآرائهم.

أتصور أن ثلاثة أرباع نجاح التفاوض والإقناع هو مدى القدرة على أن نغلق أفواهنا ونمنح من هو أمامنا مساحة مريحة للحديث وطرح الأفكار. ولنا أن نعلم أيضاً.. أن أغلبية المشادات الكلامية أو المصادمات الحوارية سببها إصرار كل طرف على الانفراد بالحديث وفرض رأيه بالقوة.

تعالوا.. لنجرب يوما أن نكون فقط منصتين بحماس.. مبتسمين.. وسترون كم سنكون ظرفاء جذابين للآخرين.

ولا ننسى تلك الحقيقة المرَّة التي تقول.. إن أغلبية مراجعي العيادات النفسية والأطباء النفسيين ليسوا مرضى بالمعنى الافتراضي، بقدر ما هم بحاجة إلى من يسمعهم وينصت إليهم باهتمام بالغ.

فهم يشعرون بالراحة الكاملة والطمأنينة والانجذاب للمعالج النفسي لأنه أنصت إليهم واستمع ولم يقاطعهم أو يشكك فيما يقولون.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد