Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/11/2008 G Issue 13187
الاربعاء 07 ذو القعدة 1429   العدد  13187
الاستثمار على الطرق السريعة
منصور بن صالح اليوسف

تتمتع المملكة العربية السعودية بشبكة طرق ضخمة نظرا لاتساع رقعتها الجغرافية وانتشار السكان في معظم أرجائها. ولقد عملت الدولة على الاهتمام بالطرق نظرا لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والتنموية وغيرها. والطرق في المملكة تنقسم إلى طرق سريعة وطرق رئيسية وطرق فرعية. وتأتي الطرق السريعة أهم هذه الأنواع من حيث الطول والكثافة المرورية ووسائل الأمن والسلامة واختراقها مناطق متعددة من المملكة. ولا أبالغ إذا قلت إنها تضاهي الطرق السريعة في الولايات المتحدة وأوروبا بل ربما تتفوق عليها.

ولو أخذنا أمثلة على هذه الطرق لوجدنا الطريق السريع رقم (40) شرق غرب الذي يبدأ من الدمام على ساحل الخليج العربي وينتهي بجدة على ساحل البحر الأحمر مارا بالرياض والطائف ومكة المكرمة. والطريق السريع رقم (65) جنوب شمال الذي يبدأ من الخرج وينتهي بالجوف بشمال المملكة مارا بالرياض وسدير والقصيم وحائل. والطريق السريع رقم (60) شرق غرب الذي يبدأ من القصيم حتى ينبع مارا بالمدينة المنورة والمزمع ربطه بالجبيل على الساحل الشرقي. والطريق السريع رقم (15) جنوب شمال الذي يبدأ من مكة المكرمة حتى المدينة المنورة. مع العلم بأن هذه الطرق لها امتدادات إلى مناطق أخرى لكنها ليست سريعة.

إن الاستثمار على الطرق السريعة لا يزال دون المستوى المطلوب فلو أخذنا مثلا الخدمات الفندقية على هذه الطرق لوجدناها متدنية ولا تتناسب مع هذه الطرق ولا مع الكثافة المرورية عليها. فالخدمات الفندقية موجودة على شكل شقق أو غرف مفروشة لا يتوفر فيها الحد الأدنى من النظافة والجودة والرقابة بالرغم من المبالغة في أسعارها. أما من ناحية الأمن والسلامة فهي تقع في الغالب في مجمعات محطات الوقود والتي تضم أيضا ورشا لإصلاح السيارات وتغيير الزيوت والكشف على الإطارات. إضافة إلى أنها سكن للعمال الذين يعملون في تلك المجمعات. وبالتالي فإن الساكن في هذه المجمعات عرضة للإزعاج ومخاطر التلوث والحريق.

ولا شك أن الحاجة ماسة إلى دخول القطاع الخاص في الاستثمار على الطرق السريعة في مجال تقديم الخدمات الفندقية للمسافرين والمصطافين وقاصدي بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين وذلك عن طريق بناء فنادق صغيرة Motelوليست Hotel وهذه الخدمات متوافرة في الدول الصناعية المتقدمة وبخاصة الولايات المتحدة. وتتميز هذه الموتيلات ببساطتها ورخص أسعارها مقارنة بأسعار الفنادق المعروفة. وأعتقد أن تكلفة الموتيل الواحد في حدود (5) ملايين ريال مع التأثيث. أي أنه بالإمكان إقامة (100) موتيلا بسعر فندق واحد مرموق في وسط الرياض أو جدة من فئة خمسة نجوم. ولا شك أن الأزمة المالية التي تعصف بالأسواق العالمية هذه الأيام والتي أحدثت خسائر فادحة بالأفراد والمؤسسات والدول تجعل الاستثمار المحلي المنتج أكثر أمنا وأكبر ربحا من المجازفة بتجارة غير منتجة وعالية المخاطر في الخارج.

إن الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال ممكن عن طريق استخدام العلامة التجارية المسجلة كما هو الحال في بعض المطاعم والمحلات التجارية والشركات الخدمية على أساس تقديم نفس الخدمات التي تقدمها الشركات الأم من حيث الجودة والتنظيم. كما يمكن إيجاد نظام لتأجير الأراضي على الطرق السريعة ويكون طويل الأجل وبسعر رمزي أو الشراء المباشر من أصحاب الأراضي الواقعة على الطرق السريعة خارج النطاق العمراني للمدن والقرى التي تمر بالقرب منها تلك الطرق والتي في الغالب تكون أسعارها مناسبة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

- عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد