إنها تلك الكامنة في كل منا أوقدتها أنفس فدكت حصونا مفتتحة قلاعاً وافتدت بيقظتها أرواحاً بلا هون وضعف، ورافقتها عقول فكانت شعلة علم وضاءة لأجيال متعاقبة، وأنجزت بها أعمالا عظاما وأفعالا جساما، تجاهلها البعض فاستوطنته أعذار مؤجلة وحيل ممتدة تقدح بأحلام الآخرين ظانة أنها مجرد خيال وحظوظ وأوهام، سبك العرب منها فناً من فنون الشعر فكانت أشعارهم ملهمة موقظة يستعينون بها ما أن تخر القوى وما أن يلوح لهم أمر ما فيه لهم مبتغى، إنها بلا ريب الحماسة. فالحماس عندما يقرن بعمل ما أكان يومياً أو سنوياً، روتينياً أو عشوائياً حقق الجميل بكل إتقان وإخلاص بوقت قصير وغيب الملل مزيحاً الهم ومشيعاً المتعة والمسرة من قبل أن تجنى الثمرة.