استطلاع وتصوير- سامي اليوسف
نفى رئيس لجنة الملاعب في البطولة الآسيوية المهندس سلمان بن نمشان ل(الجزيرة) أن يكون إحجام جمهور الكرة بالمنطقة الشرقية عن الحضور لمباريات البطولة بشكل عام والمنتخب السعودي بوجه خاص سببه ارتفاع قيمة أسعار تذاكر الدخول.
ودار الحوار التالي مع المهندس النمشان حول الغياب الجماهيري..
* ما أسباب عزوف الجماهير بالمنطقة الشرقية عن حضور مباريات البطولة؟
- بقولك شي واحد، الجمهور السعودي دائماً ما يحتاج إلى دعوة، ودائماً ثقتي في كبيرة، وأنا كنت أفكر مع بداية البطولة فيما لو التقى المنتخبان السعودي واليمني ثم إذا التقى المنتخبان السعودي والإيراني وكانت المباراتان في غاية الحساسية لازم نخطط لهما جيداً، حتى لو تشوف في مباراة السعودية واليمن كيف حددنا موقع الجمهور اليمني الشقيق اعتقاداً مني أن الجمهور السعودي سيملأ المدرجات.
وأنا كمفتش دولي وأعرف النظام من حقي أن أحدد مكان الجمهور الضيف واحتراماً لقرارات سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وحرصه الدائم على راحة الأشقاء ومعاملتهم دائماً بكل طيبة فقد تجاوزنا عن نسبة الـ(5%) التي حددها الاتحاد الدولي، واعتماداً على توجيهات سمو الرئيس العام التي تهدف لراحة الأشقاء فقد منحنا الجمهور اليمني الشقيق مساحة ما يقارب من 6-8 آلاف مقعد من أصل 20 ألف مقعد.
وأنا أسوق لك هذا المثال للتأكيد على أن معرفتي بالحضور المكثف لجمهور المنطقة الشرقية جعلني أجلس مع رجال الأمن ونحدد كل شي اعتقاداً مني بأن الجمهور سوف يملأ المدرجات.
* مهندس سلمان تقول كنت وهذه في الماضي، نحن أمام أمر واقع ما تعليقك على هذا الغياب الملحوظ ونحن نقترب من مباراة ربع النهائي المهمة والمصيرية في مسألة الوصول إلى كأس العالم؟
- أنا بقول شي واحد ممكن الجمهور السعودي، وسمعت هذا الأمر من أكثر من واحد، بأنه عاتب بسبب منع الميكروفونات من الدخول للملعب، ومنعها جاء بقرار دولي ونظام آسيوي، فهي ممنوعة على الرغم من أنه في بلدنا ومنطقة الخليج تعودنا أن نرى هذه الميكروفونات، ونحن كلجنة لا تقع علينا ملامة في مثل هذا المنع لأن المنع قرار دولي وآسيوي، وكان هذا واضحاً وملزماً منذ الاجتماع الأول، وإذا كان غياب الجمهور السعودي بسبب منع الميكروفونات فهذا ما هو عذر.
* ولكن هناك من شكا من ارتفاع أسعار تذاكر الدخول.. ما تعليقك؟
- هذا أيضاً (مو عذر) أيضاً، لأن المشجع يدخل بـ(20) ريالاً للمباراتين في مدرجات الدرجة الثانية، وغالباً مدرجات الملعب كلها تصنف ضمن الدرجة الثانية ما عدا المقصورة والمنصة والفئة الممتازة، وهذا السعر في متناول الجميع ولا أحد يستطيع أن يجبرك على الخروج عقب نهاية المباراة الأولى.
* هل توقيت إقامة المباريات وبخاصة مباريات المنتخب السعودي عصراً له دور مؤثر في هذا العزوف؟
- والله يا أخي هذه بطولة دولية والمباراة الأولى في الساعة 4.15 عصرا، وأنت تعرف المباراة الأولى لمنتخبنا أمام اليمن هي من حددت تأهلنا إلى الدور ربع النهائي، لكني أتساءل لماذا أقيمت البطولة في المنطقة الشرقية تحديدا؟ وأجيب في الوقت ذاته أن اختيار القيادة الرياضية في المملكة العربية السعودية وقع على الشرقية للمواقف الإيجابية من جمهور المنطقة الشرقية في البطولات والمشاركات السابقة سواء للمنتخبات أو الأندية الوطنية ولا أحد يشكك في ذلك.
* ما هي رسالتك لجماهير الشرقية قبيل مباراة الدور ربع النهائي لمنتخبنا؟
- أقول لهم لقد عودتمونا بأنكم النموذج الحي لمن يملأ جنبات الملعب ليس جلوسا فقط بل بتشجيعكم وأهازيجكم الممتعة التي تطربنا وتجعلنا نتفاعل منها ونتفاءل بالفوز دائما مع منتخباتنا الوطنية في مشاركاتها.
لا أقول بأنكم خذلتمونا لكني أقول قول الشاعر (ربما له عذر وأنت تلوم)، أتمنى أن أرى جمهور الشرقية يوم السبت بحضور مكثف يملأ ملعب الأمير محمد بن فهد وهذه الكلمة التي نحتاجها من جمهور الشرقية لأن لغته هي الحضور.
120 ريالاً للحضور
* يقول عبدالله إبراهيم الرشدان رأينا جميعاً عزوف جماهير المنطقة الشرقية عن حضور مباراة المنتخب أمام اليمن، وفي اعتقادي أن السبب الرئيس هو أسعار التذاكر (20 ريالاً) للشخص وهي غالية نسبياً خصوصاً للطلاب الذين يرغبون في حضور جميع المباريات حيث ستكون مكلفة بعض الشيء، ومن ناحية أخرى عانيت من واقعة حدثت لي شخصياً فقد حضرت مباراة منتخبنا ضد إيران ومعي أطفالي الخمسة وأصغرهم عمره سبع سنوات واضطررت لدفع مبلغ (120ريالاً)، فهل تعتقد أن هذا المبلغ سيكون سهلاً على أشخاص من ذوي الدخل المحدود؟
- إنني أناشد جميع الجماهير السعودية لمؤازرة منتخبنا ولكن في نفس الوقت أناشد المسؤولين ورجال الأعمال في المنطقة الشرقية للتحرك سريعاً لدعم المنتخب بإرسال جماهير من جميع المناطق للمساندة والحضور وتحمل التكاليف.
كما أناشد المسؤولين عن الملعب في سرعة حل لأزمة خروج سيارات الجماهير من داخل الملعب عقب المباراة حيث ينتظر الجمهور داخل سياراتهم أكثر من نصف ساعة وهذا مزعج جداً.. وأشكر (الجزيرة) لطرحها هذه القضية المهمة.
التذاكر والإعلامية السبب
وقال السكرتير التنفيذي للقناة الرياضية السعودية مهدي المزارقة: إنني تفاجأت بالحضور الضعيف للجمهور والذي أرجعه إلى وجود رسوم لتذاكر الدخول، وكون البطولة للمنتخبات الآسيوية الشابة فإن الوضع لا يحتمل برأيي وضع رسوم للدخول تحفيزاً للحضور الجماهيري.
وأشار المزارقة إلى أن قيام القناة الرياضية بنقل أربع مباريات يومياً مع استديو تحليلي لكل مباراة قد يكون أسهم في إحجام الجمهور عن الحضور، لكنه شدد على ضعف الدور الذي لعبته اللجنة الإعلامية بالبطولة والتي لم تهتم بالتغطية الاستباقية فجاء التحضير متأخراً إن لم يكن سيئاً بالفعل، واختتم حديثه بتأكيده على أن عدم وجود حفل افتتاحي للبطولة من بين العوامل التي أبعدت الجماهير.
التوقيت والدعاية مشكلة
من جهته قال المنسق الإعلامي في ملعب الأمير محمد بن فهد علي الزنقري: إن أسباب عزوف جمهور المنطقة الشرقية عن الحضور بسبب التوقيت غير المناسب لإقامة المباريات وخصوصاً مباراتي المنتخب السعودي أمام منتخبي اليمن واليابان الذي لم يتعود عليه، وعدم التسويق الناجح للبطولة بشكل عام بوقت كاف يهيئ لجذب وحضور المشجع السعودي إلى جانب إقامة مباريات دوري المحترفين خلال استضافة مباريات البطولة الآسيوية.
فيما ذكر المشجع السعودي فيصل الخالدي أن عدم وجود دعاية كافية للبطولة قبل انطلاقها من أهم العوامل التي أدت إلى قلة الحضور الجماهيري بالإضافة إلى تداخل مباريات البطولة مع مباريات دوري المحترفين ودوري الدرجتين الأولى والثانية، وعدم وجود خطة تحفيزية للجمهور تجذبه للحضور من الشركة المختصة ببيع التذاكر، فالبطولة أقيمت بدون أية عروض تسويقية، وكذلك عدم وجود تنسيق بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ووزارة التربية والتعليم حيال مساهمة الطلاب بالحضور والتشجيع، كما أن الجماهير السعودية تعودت على الدخول المجاني لهذه المباريات وتفاجأت بوجود تذاكر للبطولة.
قلة الاهتمام ب(السنية)
وحدد المدرب الوطني والمحلل الكروي سمير هلال ستة عوامل وراء العزوف الجماهيري بدءاً بارتفاع أسعار التذاكر، وتوقيت إقامة المباريات عصراً الذي يحول دون تواجد الجماهير لظروف خروجهم المتأخر من أعمالهم ومدارسهم، كما أن دوري درجة الشباب لا يحظى بمتابعة جماهيرية معتادة من الجماهير السعودية وهذا دليل كاف على أن كثيراً من الجماهير الرياضية لا تعطي لدوري أو بطولات الفئات السنية ذلك الاهتمام الكبير وهذا انعكس بالسلب على البطولة.
وأضاف هلال يقول: (عدم وجود أكاديميات كروية في المنطقة الشرقية له دور سلبي في ذلك، وهناك فئة من الجماهير لا تحبذ التواجد في المدرجات إلا في التصفيات النهائية في ربع النهائي أو نصف النهائي من البطولات وكذلك ف المباريات النهائية لرغبتها في مشاهدة المنتخبات القوية فقط).
الطالب عبدالله محمد العمران (جامعي) قال: إن ضعف الحملة الإعلانية والتسويقية للبطولة تسبب في غياب الجمهور إلى جانب التوقيت المبكر لإقامة المباريات في توقيت لم يتعود عليه المشجع السعودي ساهم بطريقة مباشرة في هذا الغياب.
ولا ننسى غياب الجوائز التشجيعية المحفزة للحضور الجماهيري لاسيما وأن المباريات تقام لفئة الشباب أي للاعبين غير معروفين.
وأخيراً.. قال المصور الفوتوغرافي كمال المبشر: إن غياب الإعلانات التلفزيونية التي تسوق للبطولة وعدم الاستعانة بطلاب المدارس وغياب الحوافر والجوائز التشجيعية للجمهور من أهم أسباب العزوف الجماهيري الذي تشهده المباريات إلى جانب غياب الاهتمام بالفئات السنية في الأندية.